من حكايا سوريا والسوريين..
حكاية إيبﻻ (تل مرديخ)..
من خوابي التاريخ العتيقة..
بين تﻻل إدلب الممتدة على سهول عاصي الهوى..
تربعت المملكة اللي شهدت طفولة البشرية ..
ودونتها على رقيمات مرتبة بمكتبات فريدة من نوعها بالعالم..
ﻷقدم معاهدة سﻻم بالتاريخ بموطن أول غرسة زيتون..
لدمار إيبﻻ على يد الحثيين اللي طووا حكايتها بقصيدة عنوانها
(قصيدة التحرير) وختامها :(وسقطت إيبﻻ كما لو أنها آنية من الخزف)
بتبدا حكايتنا من إدلب (القلب) أو متل ما كانوا اﻹيبﻻوية يسموها د-لوبان وبتعني :أم الرياح..مركز الهواء المنعش وهواء القلب..أو مركز رياح اﻹله آدد..
وادلب بمعنى تاني من ديلبات وهو اله الزراعة اﻹيبﻻوي..وادليبو يعني القلب او مركزتجميع المحاصيل الزراعية ومنتجاتها وتسويقها…
وكانت ادلب عبارة عن قرية صغيرة تابعة لمملكة ايبﻻ وبنيت حول معبد نيداكول (اله القمر) (موجود مكان الجامع العمري بادلب) اللي بناه(للمعبد) اﻻيبﻻوية بمنتصف اﻷلف التالت ق.م. ومن بين تﻻل ادلب (اللي بيخترقها نهر العاصي) الموجود فيها حوالي 500 موقع أثري بين تل ومدينة وقرية..بترجع بتاريخها ﻵﻻف السنين ق.م ..وطبعا بس 40 قرية ومدينة منهم مسجلة بقائمة التراث العالمي باليونسكو ولﻷسف باسم حضارة بيزنطية مو سورية!!!!..وهالتﻻل فيها المدن المحفوظة بكاملها أو مدن بتحتوي على أطﻻل محدودة أو مدن مازالت بباطن اﻷرض..مدن الكتلة الكلسية اللي أطلقوا عليها الغرب تجنياا اسم المدن المنسية أو الميتة…ورح اذكر بعضها اللي منسمع أسمائها بتتردد كتير باﻷخبار..متل : سرمدا .سرجيﻻ. رام مليار. البارة.جرادة.دانا. داعودا. شنشراح.دير سنبل. فرقيا. أرمناز. تفتناز. قميناس. دركوش. بيزة. بافرحا. كفر عويد. دير فيتا. دير سيتا. تل مينس. القنية. رويحة. تل المصطومة. جبل شحشبو.تل آفس. عين الكرخ. قنسرين. معرة النعمان. الغرقة. اللوزة. المغارة. عرشين. باب الهوى جبل اﻷربعين. تل خان شيخون. دير شرقي. الغسانية. تل طوقان. جبل الزاوية (أو أريحا)..ووو..وأخيرا تل مرديخ (إيبﻻ) اللي رح احكي عنه ﻷنه بيمثل وبيجسد حضارة ادلب بكل جفرافيتها ومناطقها ومواقعها وتفاصيل تاريخها…
تل مرديخ ..إيبﻻ…
بالبداية ورد ذكر إيبﻻ المملكة بوثائق بترجع لعصر سرجون اﻵكادي مؤسس اﻹمبراطورية اﻵكادية 2340-2284 ق.م ..وأحد النصوص بيذكر انو اﻹله دجن أعطى لسرجون المنطقة الممتدة من ماري على الفرات اﻷوسط وبارموتي وإيبﻻ بسوريا العليا حتى جبال اﻷمانوس عا ساحل المتوسط ..فبنى سرجون معبد لﻹله دجن في توتول (تل البيعة..الرقة) وبعدما سيطر عا إيبﻻ وماري اتجه نحو غابات اﻷرز بلبنان والجبال الفضية بطوروس وسيطر عالطرق التجارية كلها..
وكمان ذكرها نارام سين (حفيد سرجون) ب 2259-2223 ق.م فكان يفاخر بانو أخضع إيبﻻ و مناطقها كلها..وكان هو سبب الحريق اللي ظهر ببقايا القصر الملكي بإيبﻻ بعد سيطرته عليها..ﻷنو ازدهار إيبﻻ وسيطرتها عا طريق المواصﻻت وقوة نفوذها اللي هدد مصالح الدولة اﻵكادية.. أجبرته هو وجده انو يقوموا بحملة عسكرية كبيرة عليها ..
وكمان ورد ذكر ايبﻻ بوثائق بترجع لعهد السﻻلة التانية ﻻغاش بالعراق 2150-2110ق.م ..انو كانت إيبﻻ شريك تجاري مهم لبﻻد بين النهرين وانو حاكم ﻻغاش (غوديا) كان يستورد منها أخشاب الصنوبر والدلب..وزيت الزيتون والسمسم والعطور واﻷدوات الذهبية والفضية والتماثيل واﻷنسجة الكتانية (ذكرت تﻻت قطع من نسيج كتاني ايبﻻوي مزين بخيوط الدهب طول القطعة (5، 22م) وفي اشارات عن سعاة وتجار وناس عاديين اجوا من ايبﻻ ليقدموا نذور وأضاحي لﻵلهة بمعابد سومر..
وبالقائمة الجغرافية البابلية الكبرى..مذكورة مدينة إيبﻻ.. كمان بالعمل اﻷدبي المعروف (رحلة إنانا إلى نيبور) بيذكر غابة إيبﻻ بوصفها مصدر لخشب البناء.
ظهر اسم ايبﻻ بالكرنك بمصر ضمن ﻻئحة المدن القديمة اللي غزاها الفرعون تحتمس التالت..
بالعصر اﻵشوري القديم والوسيط ذكرت المعامﻻت والتبادﻻت التجارية مع ايبﻻ.. وكمان انذكرت بنصوص بتحكي عن رحﻻت لملك آﻻﻻخ ورسله ﻹيبﻻ..وكمان بالمصادر الحورية والمصرية ووثائق ماري…وكلها بتدل على انو إيبﻻ كانت مملكة مستقلة مزدهرة..وبعصور ﻻحقة انذكرت بالمصادر الرومانية واليونانية والبيزنطية ..وسقوط ايبﻻ ودمارها انذكر بالوثائق الحثية بقصيدة اسمها قصيدة التحرير.. ورح احكيلكن حكايتها : في علماء آثار ألمان اكتشفوا سنة 1968 نص قصيدة ثنائية اللغة حورية-حثية بترجع بتاريخها للعام 1450 ق.م..اسمها قصيدة التحرير عثروا عليها بأطﻻل مدينة بو خزعل باﻷناضول اﻷوسط (اللي كان سوري عا زمن سرجون) وبتحكي القصيدة عن حصار وتدمير مملكة ايبﻻ من قبل شيحوب (اله العواصف الحثي) واﻹله كوم اله المدن المهجورة.. وفيها بيطلب شيحوب من ملك ايبﻻ تحرير أعيان بينهم أميرة كانوا اسرى بايبﻻ..وإﻻ رح يدمر المدينة وأسوارها ويحطمها و…بتنتهي هون بقايا القصيدة قبل ما تنتهي اﻷحداث..بس بقي آخر بيت من القصيدة.. و يبدو انو شيحوب دمر ايبﻻ ..بيقول البيت اﻷخير :
” وتحطمت ايبﻻ كما لو أنها آنية من الخزف ”
…اي والله لﻷسف ..وتحطمت ايبﻻ..
وطبعا ملكين بالدولة الحثية حاتوشيلي اﻷول..ومورشيلي اﻷول هنن اللي قادوا جيوشن من اﻷناضول باتجاه سوريا الشمالية واحتلوا مدينة آﻻﻻخ قرب انطاكيا..وبعدا أورشو (اللي مازالت بباطن اﻷرض بتل طوقان) القريبة من ايبﻻ واستولوا على ايبﻻ بعد تدميرها وبعدا على يمحاض (حلب) ..وهيك انتهى العصر السوري القديم العصر اﻷموري بحوالي 1600ق.م ..
ايبﻻ اللي بعد ذكرها بكل هالوثائق التاريخية خلت علماء اﻵثار يبحثوا عنها وعن موقعها لحتى وجدوها بتل مرديخ على يد البعثة اﻹيطالية السورية المشتركة وكانت المفاجأة العظيمة..خوابي التاريخ العتيق نضحت باللي جواتها…
فبعد اكتشاف المدينة وجدوا فيها تﻻت قصور وعدد من الهياكل والمعابد أكبرها معبد عشتار..باﻹضافة لعدد من التماثيل اليدوية والتماثيل الكبيرة وأهمها تمثال ايبط-ليم اللي زود المكتشفين بمعلومات مهمة عن موقع واسم ايبﻻ…وكميات من الجواهر النفيسة المصقولة ببراعة..وأهم شي اكتشافن لمكتبة القصر الملكي اللي اعتبرت من أكبر وأضخم وأقدم المكتبات اللي تجاوز عدد رقيماتها ال 20000 رقيم بترجع بتاريخها لﻷلف التالت ق.م..مقارنة بمكتبات ومحفوظات اﻷلفين اﻷول والتاني ق.م بماري وأوغاريت ونينوى وآشور..فاعتبرت كنز تاريخي حقيقي…. فإيبﻻ المدينة اﻷثرية السورية القديمة كانت حضارة ومملكة عريقة وقوية ازدهرت بشمال سوريا باﻷلف التالت ق.م ومدت نفوذها عالمناطق الواقعة بين هضبة اﻷناضول شماﻻ وشبه جزيرة سيناء جنوبا و وادي الفرات شرقا وساحل المتوسط غربا يعني نصف امبراطورية سرجون اﻵكادي (الدولة السورية) اللي صارت بعد حضارة ايبﻻ بمية سنة ..وموقع ايبﻻ هو بتل مرديخ جنب بلدة سراقب بمحافظة ادلب..وشمال ايبﻻ بحوالي 30 كم في موقع اسمه داري-ايب=الدار اﻵخرة= اﻵتارب وهو موقع أثري معاصر ﻹيبﻻ وكان المقر الرئيسي لمدافن ملوكها..وفي موقع تاني بين ايبﻻ واﻷتارب اسمه عويجيل باﻷصل اسمه أويج-إيل..أويج ..أوج..عوج يعني فضاء… وإيل اﻹله العظيم.. فمعنى عويجيل =فضاء الله…وبجنوب ايبﻻ بعد شي 5 كم في موقع أثري اسمه بابيﻻ =باب-إيل وعاﻷغلب هو احدى بوابات مملكة ايبﻻ الجنوبية .بوابة اﻹله إيل ..بعل…
وتسمية ايبﻻ حسب اعتقاد جماعة اللغات والصوتيات اجت من المرتفعات الكلسية الصخرية البيضاء (حسب الصفة الجغرافية للمنطقة).. واسم ايبﻻ مركب من كلمتين حسب اللغة اﻹيبﻻوية..إيب-إيل..إيب = رجوع..اياب..عودة.. منتهى..آخر المطاف..وإيل =اﻻله سيد الكون..إيبﻻ = تعني مستقر اﻻله إيل أو دار الإله أو الدار اﻵخرة..
وكان موقع ايبﻻ مهم جدا ..فكانت ملتقى القوافل التجارية القادمة من أنطاكيا..أفاميا..يمحاض..آفس..سهل العمق..فشكلت صلة الوصل بين عالم البحر المتوسط وعالم الشرق اﻷقصى من اﻷلف التالت ق.م ..وهيك شهدت طفولة البشرية وتطورها وترعرت الحضارات عا أرضها..بدءا من اﻹيبﻻوية واﻵرامية واﻵشورية والبابلية والكنعانية والفينيقية والحثية واليونانية والرومانية والبيزنطية وحتى العصر اﻹسﻻمي..وعاصرت ايبﻻ مدن سومر وآكاد وكان الها معن عﻻقات دبلوماسية وتجارية قوية..
وكانت مساحة ايبﻻ تقدر بخمسين هكتار وبتتألف من قسمين :-قسم مرتفع اسمه (اﻷكروبول) لﻹدارة والعبادة.. -وقسم سفلي (المدينة السفلى) ومحاطة بأسوار..وكان القصر الملكي هو البناء الرئيسي للمدينة وبيمتد للمنطقة الجنوبية (مساحته تقريبا تﻻت رباع الهكتار) وفيه البﻻط الكبير بيتضمن مدخل بأعمدة ضخمة وقاعة استقبال فيها منصة العرش الملكي مبنية من اﻵجر المجفف بالشمس (بني القصر ب2400 ق.م) وطبعا اتدمر القصر وانحرق على يد الملك اﻵكادي نارام سين..وأعيد بناء المدينة ب (1900-1800 ق.م) وأحاطوها بأسوار مرتفعة على قاعدة من أحجار كبيرة موجود فوقها أبراج للمراقبة والحماية.. وكان للمدينة أربع بوابات ..كل بوابة بتحمل اسم اله: -بوابة دجن -بوابة بعل -بوابة د شيبش (شمس) -بوابة راساب (رشف)..وكان في مدافن اﻷكروبول ومعابد ايبﻻ وأكبرها معبد عشتار..ومعبد لﻻله راساب (اله العالم السفلي)..ومعبد مخصص لﻻله شمس..وكانت المدينة مقسمة لقسمين بيتضمنوا أحياء المدينة اﻷربعة وكان اسم سكان البﻻد (أبناء ايبﻻ)..
وسكان ايبﻻ حسب اعتقاد علماء التاريخ هنن ومجموعات من اﻵموريين والحوريين..وكان يقدر عددهم بهداك الزمن ب 260 ألف..40 ألف منهم بمدينة ايبﻻ..وكانوا يتمتعوا بكافة الحقوق واﻹمتيازات وممكن تصنيفهن ل :
-موظفي الدولة..والتجار ورجال اﻷعمال (اي نعم رجال اعمال وﻻ تستغربوا) ..وكانوا منوعين ..تجار كبار..تجار صغار..تجار بيشتغلوا لخدمة الدولة وتجار بيشتغلوا لحسابهن الخاص..
-الحرفيين والعمال اليدويين وكانوا يشكلوا العدد اﻷكبر من المواطنين (الطبقة الوسطى) وكانوا منظمين ضمن حرف عديدة متل صانع الفخار (الفاخوري) والنجار والنحات وصانع التماثيل..وعمال النسيج ( النساج والحياك والصواف والشعار)..والصياغ والكتبة والكهنة والمعلمين والعلماء والمغنيين والعازفين والفنانيين…
-والقسم التالت كانوا المزارعين والفﻻحين وكانوا يسكنوا بالقرى المحيطةبايبﻻ وبيمارسوا الزراعة وتربية الحيوان…
باﻹضافة لمجموعة من السكان الغرباء بيسموهن أهل ايبﻻ ب (بار-أن-بار -أن) ويعني براني =الغريب واﻷجنبي وهنن مجموعة من المحاربين والمرتزقة واﻷسرى والعبيد اللي اجوا من مدن مختلفة …
وعافكرا في كتير من أسماء العائﻻت اﻹيبﻻوية القديمة مازالت موجودة بأسماء عائﻻت ادلب لحد اليوم متل :-دشلي -بعوي -قريمزان -حابو -عراج -البيراوي (من البارة) -الجسري -الشعار -الصواف -اللحام -القصاب….الخ..
وكانوا اﻻيبﻻوية يآمنوا بعدد كبير من اﻵلهة واﻷرباب المقيمين ب (بانثيوم) مجمع اﻵلهة..اللي بيمثلوا الطبيعة واﻷرض والزراعة والخصب والخير والمحبة..ومعظم هاﻵلهة أصلها كنعاني..والمعبد والكهنة ورجال الدين كان ممنوع انن يتدخلوا بالقضايا السياسية واﻹقتصادية..وكان لﻵلهة تأثير كبير عالحياة اﻹجتماعية وأهم اﻵلهة : _نيداكول اله القمر.._اﻹله دجن اله الحبوب والغذاء والطل والغيم والمطر.. _اﻹله بعل ابن دجن .._اﻹله شيبش الشمس.._اﻹله حدد (آداد..هدد) اله العواصف والرياح والرعد والمطر.._اﻹله كاكاب (اله النجم كوكب)..وهاﻵلهة الخمسة كانوا اﻹيبﻻوية يسموهن (شهود اﻹتفاق)بمعاهداتن التجارية..ومن ﻵلهة كمان .._اﻻله كاميش اﻹله الئيسي للمدينة .._راساب اله العالم السفلي.._أشتر ..عشتر اﻹله المذكر للحب والحرب.. _اﻻله يم .._اﻵلهة بعلتو رفيقة دجن.._عشتار .عشتروت آلهة الحب الحياة.._طيامات آلهة ماء المحيط.._واﻻله أنكي السومري.._واﻹﻻهة خيباتا الحورية…وكانوا الناس يبنولهم معابد باسم (بيوت اﻵلهة) و يجسدوهن بتماثيل دهبية وفضية وكانت القرابين المقدمة عبارة عن خبز وزيت وبيرة( ﻷنن أول مين خمر الشعير وصنعوا البيرة !!) واﻷضاحي من اﻷغنام… وكانت مواكب اﻵلهة تسافر لمدن تانية بأعياد الربيع وكانوا يسموا السنين باسم المواكب متل (السنة اللي سافر فيها اﻻله دجن عالمدينة) متل بأيامنا هﻷ منسمي الستة حسب اﻷحداث اللي صارت فيها متل (سنة تلجة اﻷربعين)…(سنة اللي بلشت فيها الحرب عاسوريا)..الخ..
وكان في مناسبات وأعياد يحتفلوا فيها اﻻيبﻻوية متل : الأعياد الدينية ..فكل اله كان مخصص الو يوم لﻹحتفال فيه..والأعياد اﻹجتماعية متل: أعياد الربيع وراس السنة زاكموك والقوزلية..عيد اﻷرض (ايدو-أرد-آرشي) بشهر آدارو…وعيد الطهارة (ايبو-ايلوم).. وعيدالمدائح (أو-لوم)…وعيد الحصاد…
وكانت مملكة ايبﻻ بعصر المحفوظات الملكية.. مملكة مستقلة مزدهرة بيحكمها ملك بيحمل لقب لوغال ويعني السيد باﻻيبﻻوية ويعني ملك بالسومرية..وكان السيد الملك بايبﻻ بيمثل رأس الدولة وكان مسؤول عن السياسة الداخلية والخارجية وبيشرف عاﻷعمال اﻹدارية والقضائية.. كان في مجلس اسمه (اﻵبا-أو اﻷبو) وهو متل مجلس الشيوخ ومهمته مراقبة ممارسات الملك للسلطة وكان لهالمجلس أثر مهم بإدارة شؤون الدولة متل ما ظهر بالنصوص المختلفة..
أما الملكة وكان لقبها ماليكتوم كان الها دور مهم بحياة ايبﻻ خاصة اﻹقتصادية فكانت تشرف بنفسهاعلى مصانع الغزل والنسيج وعلى تنظيم شؤون الزراعة ومنتجاتها …وكانت ادارة المملكة رسميا بإيد الملك بس بالواقع كان يديرها شخص اسمو (آدانو) وفي تحت ايدو عدد كبير الموظفين..وبيذكرلنا أحد النصوص انو العدد الكامل لموظفي الدولة كان 17 الف موظف..4700 منهم بيشتغلوا بقصرالسيد ..و7000 بالمفاطعات المختلفة اللي كان عددها 14 مقاطعة بيدير كل وحدة حاكم أو والي..وحكم ايبﻻ تﻻت ملوك مهمين خﻻل خمسين سنة وهنن :(اغريش-خلبا) (اركب-دامو) (اشار-دامو)..ومع حسن تدبير وادارة وقيادة هالملوك للبلد مع موقعها الجغرافي المناسب خﻻها تصير مملكة قوية بكافة المجاﻻت والفعاليات : اﻹقتصادية والتجارية والصناعية والزراعية والثقافية والسياسية اللي رح احكيلكن عنن من قلب الرقيمات بالجزء التاني من حكاية ايبﻻ…وهﻷ حزورة الكن : كم مرة أنا لفظت كلمة ايبﻻ بهالجزء؟؟؟؟……”يتيع”
ــــــــــــــــــ
في المكتبة الملكية – إيبلا/تل مرديخ تم العثور على آلاف الرقم واللويحات من قبل البعثة اﻹستكشافية المشتركة السورية اﻹيطالية برئاسة كل من د. عفيف بهنسي/ مدير عام اﻷثار والمتاحف . والباحث اﻷثاري اﻹيطالي باولو ماتييه … ولقد تمت ترجمة النصوص التي تضمنتها تلك الرقم واللويحات ثم حفظت في صناديق من الرصاص ووضعت في أقبية المتحف الوطني بدمشق … ولكن الترجمة لم ولن تنشر ﻷن ما فيها من حقائق عن تاريخ المنطقة وحضارتها ومعتقدات شعوبها في تلك الفترة … بالتأكيد يستوجب إعادة كتابة تاريخ العالم … ولقد تم التوافق بين كل القادة الدينيين للأديان المسماة (((سماوية))) حول ضرورة عدم نشر تلك الترجمات … ﻷنها بالمختصر تنفي /سماوية اﻷديان/ … حيث تلقى كل من العالمين اﻷثاريين تهديدات بالتصفية في حال البوح بمضمونها فكيف بنشرها .. !! ؟؟ وكانت أقسى وأعنف التهديدات من كبار حاخامات اليهود … ثم من الفاتيكان ومن بعده اﻷزهر … وللتفصيل أكثر في مضمون مشابه أنصح المهتمين .. بقراءة كتاب : التوراة والتراث السوري … للباحث السوري – مفيد عرنوق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
«تحطمت ايبلا كما لو أنها إناء من خزف».
ورد اسم ايبلا أول مرة في وثائق تعود إلى عصر سرجون الأول مؤسس الإمبراطورية الأكادية (2340 – 2284 ق.م)،. ويرى ماتييه أنّ اسم ايبلا يعني (الحجر الكلسي)، وهو إشارة الى الأرض الصخرية الكلسية التي أقيمت عليها المدينة, وقد اختير هذا الموقع لأن الطبقة الكلسية تضمن وجود مخزون طبيعي من المياه, وهو أمر بالغ الأهمية في منطقة بعيدة عن الأنهار الكبرى. فالمكتبة المؤلفة من نحو ستة عشر ألف رقيم طيني تمثل كنزاً معرفياً عن الحياة السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية في منطقتنا في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد. وتحتل النصوص التاريخية والحقوقية في هذه المحفوظات أهمية كبرى. وهي تشمل الأوامر والمراسيم الملكية والرسائل والتقارير الحربية والمعاهدات. وأهمها المعاهدة التجارية بين ايبلا وآشور، كما تشمل النصوص الحقوقية مجموعات قانونية وعقود ميراث وبيع وشراء. ومثلها أهمية النصوص المعجمية التي تدل على مكانة ايبلا الثقافية والحضارية، ومن بين تلك النصوص المعجمية قوائم الرموز المسمارية ونصوص القواعد والمعاجم ثنائية اللغة (باللغتين السومرية والايبلوية)، وهي أول المعاجم الثنائية اللغة المعروفة في التاريخ. ثم هناك النصوص الأدبية وهي تشتمل على عشرين أسطورة على الأقل، وبعضها من عدة نسخ، وعلى ترنيمات وابتهالات للآلهة تلقي ضوءاً جديداً على المعتقدات الدينية في ذلك الزمان.
تشير وثائق ايبلا إلى أنها قد عرفت ازدهاراً كبيراً على مختلف المستويات، وبسطت نفوذها على المناطق الواقعة بين هضبة الأناضول شمالا وشبه جزيرة سيناء جنوباً، ووادي الفرات شرقاً وساحل المتوسط غرباً، وأقامت علاقات تجارية ودبلوماسية وثيقة مع دول المنطقة والممالك السورية ومصر وبلاد الرافدين. وقد تعرضت للخراب غير مرة على أيادي أعدائها، إحداها كانت بجيوش الملك الأكادي نا رام سين عام 2250 ق.م، ويُرجح علماء الآثار أن مدينة إيبلا زالت من الوجود ودُمرت نهائياً نحو سنة 1600 ق.م عندما وجه إليها الحثيون ضربة قاضية, حيث تصف إحدى القصائد القديمة نهاية المدينة بالقول: «تحطمت ايبلا كما لو أنها إناء من خزف».
لكن ايبلا عادت للحياة من تحت التراب. وعلينا أن نبقيها حية في ذاكرة البشرية، وفي ذاكرة السوريين أولاً.. فهناك الكثير مما يحكى عنها، والسطور السابقة هي عناوين مقتضبة ليس إلا..
/ سعد القاسم من مقالة في جريدة الثورة