المصور المبدع الدكتور .. حبيب النقري ..هائم بين الطب والزراعة وموثق البيئة بالكاميرا ..
وطبيبٌ جراح للبشر و الشجر و الصور..
بقلم المصور : فريد ظفور
- يأخذنا إلى مفرق النور ..لنذوب في وهج الضوء..ليرش على هجعة الجسد الريفي أريج النرجس والخزامى والأقحوان وشقائق النعمان وزهر اللوز..بفيض الماء تداعبت إبداعاته ..مقلة في الصور الفنية و مقلة في الزراعية وأخرى في الطب..والطيور التي تبني أعشاشها تزقزق فرحة بالزائر المقيم في أحضان الطبيعة..في إرتقاب اللقاء المحمل بالجزع المستتب على ساحة الغبش والخوف المستحم في الفضاء..في متاه الرحيل المدمى على ساحل الجرح النازف والقدر القادم ..حيث هطل المطر طلاً ..لتصبح لوعة الطين والماء والنار في الجرح تسري..ليكون لهفة النبع وغيث السما وبارق الأفق ..فتعالوا معنا نفرش المروج والويان والسهول بالورود ونصنع عقد جمان أبيض من كمشات الفل والياسمين الشامي لنرحب بضيفنا الدكتور والمزارع والمصور..حبيب النقري..
- الدكتور حبيب محب للفلكلور وللعادات والتقاليد وللتراث ولبقايا قرية ( المظهرية ) الطينية القديمة ..فعشق أبوابها وطريقها المسقيم ومصطباتها ونوافذها وأدوات الفلاحين والشونة والعربة الخشبية ذات الدولابين والتي كان يجرها حصانان..وأيضاً عشق شف الحمام والمدحلة الحجرية وقوسها وللجرن ولحجر الرحى ..وللصمد وللنير وللجلال ولكل أدوات الحيوانات والبشر..فهو علاوة عن كونه طبيب جراح وماهر ولا يشق له غبار فهو مزارع يعتني بما يقارب مائة دونم في مزرعته والتي يشرف عليها من فلاحة وزراعة وتقليم ورش وقطاف وحصاد..يعتني بكل ورقة شجر ويصورها ويعرفنا على دقائق تفاصيل وأوصاف بعض الأشجار والنباتات ..فعيونه لاقطة جيدة للمشاهد التي يقدمها بتكوين وتشكيل ومشهدية جميلة محببة للرائي وللمتابع لأعماله الضوئية..ولعمري بأن أعماله ظاهرة فريدة تحلق في سماء الشهرة والمجد فيما لو تسنى لها بعض التقنيات والإمكانات المضافة مع ضرورة نشرها عبر صفحته على الفيس..لأنه فنان من الطراز المميز ودائماً يحاول بأن يقدم الجديد ببراعة فائقة..ولعل الإثارة في أعماله تكمن بأنه يؤلفها ويزرعها و ينتجها ويخرجها ويصورها بنفسه..بحيث لايترك للمشاهد فترة راحة فيجعل الأنظار تنتقل معه وتعشق لوحاته المنفذه بلغة بصرية بسيطة تنم عن ثقافة ومخزون وموروث فني عظيم..لقد جمع مثلث الإبداع بين جراحة البشر والشجر والصور ..ليضيء شمعة التألق في أعماله والتي تنير وتضيء بالبساطة والدقة والوضوح في التعبير والتنفيذ..فهو دقيق بمبضعه كجراح بتفاصيل أعماله الحياتية..التي قدم عبرها إرهاصات فنية وعلامات ..كأننا نقرأ بكتاب مفتوح لإنسان متعدد المشارب ومتألق فيها جميعاً..
- وعلينا في عجالة بأن نسبر أغوار الفنان حبيب النقري الدكتور الجراح والمزارع والمصور في سطور.. فالطبيب كما يُعرف بالاسم الأقل شيوعاً .. هو من درس علم الطب ومارسها. وهو يعاين المرضى ويشخص لهم المرض ويصرف لهم وصفة يكتب فيها الدواء…ويعتبر الطبيب بعد تخرجه بأنه يمارس الطب العام.وأما الجراحة العامة هي تخصص جراحي يركز على ما بداخل البطن من أعضاء وأجهزة متضمنة المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والقولون والكبد والبنكرياس والمرارة والقنوات الصفراوية وغالباً الغدة الدرقية. كما تشمل أيضاً الأمراض المتعلقة بالجلد والثدي والأنسجة والفتاق..الخ.. و الجراح في الطب هو المتخصص في الجراحة. وهي فئة كبيرة من فئات العلاج الطبي الاجتياحي الذي يشتمل على قطع الجسم ..أسواء كان هذا الجسم خاصًا بشخص ما أم حيوانًا آخر.. وذلك لسبب معين مثل استئصال نسيج مصاب أو إصلاح تمزق أو تجبير كسر.. ويمكن أن يكون الجراح عبارة عن طبيب أو طبيب أسنان أوطبيب عظام أو طبيب بيطري..والجراحة :منها جراحة العظام · جراحة الأعصاب · جراحة القلب…ولكن من هو المزارع أو الفلاح : والجمع فلاحين ..وهو مصطلح يشير إلى المزارع أو العامل الزراعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. ويمكن رؤية معظم الفلاحين يرتدون رداء بسيطاً مكوناَ من القطن يسمى الدشداشة أو الجلابية.وأما المزرعة هي مساحة من الأرض، أو من مزرعة مائية، أو بحيرة، أو نهر أو بحر تتضمن العديد من الهياكل المُعدَة خصيصًا لإنتاج الغذاء ( المنتجات الزراعية، أو الحبوب، أو الماشية ) وكذلك ألياف النسيج، والوقود، وإدارة هذه الأمور. وتعتبر المركز الرئيسي لإنتاج الغذاء. والمزارع يمكن أن يمتلكها ويديرها فرد أو عائلة، أو جماعة، أو مؤسسة، أو شركة. ويمكن أن تكون بأي حجم …ولكن التصوير الفوتوغرافي الرقمي: فن من الفنون الجميلة المستقلة عن باقي الفنون..و هو فن الرسم بالضوء، حيث أن المصور عندما يقوم بإلتقاط صورة معينة فإنه بكل بساطة يقوم بجميد حركة الأشياء في زمن ومكان محدد أو مايسمى الزمكان.. والمصور الفوتوغرافي هو الذي يمتعنا بمشاهد وتكوينات وتشكيلات وأفكار وصور للحياه تزين مخيلتنا وتثري واقعنا ..وأما تصوير البيئة و الطبيعة: فإنّ تصوير الطبيعة لا ينطوي على أخذ الصور للنباتات أو الأشجار فقط، بل يجمع على تصوير المناظر الطبيعيةّ من خلال عيون المصور الذي يُبرز ويُعزز من الجمال الكلي للمنطقة التي يقوم بتصويرها، وتعنى بالتقاط أي شيء من حوله في الهواء الطلق..و يعتبرالتصوير هو وظيفة عملية لها مهارات ويجب أن يكتسبها ممارس التصوير، فالتصوير يحفظ لنا الذكريات أو لحظة من لحظات الحياة لتبقى معنا إلى الأبد، فالمصور الجيد هو من يمتلك أدوات فعالة ومؤثرة يمكن أن تجعل من الصورة التى يلتقطها مصدر معلوماتي هام إذا إلتقطت بطريقة فنية وتقنية صحيحة..
- وندلف للقول أخيراً ..هذه حكاية حبيب النقري الإنسان الطبيب الذي يساعد الفقراء والمحتاجين ويداوي جرحهم وبأقل التكاليف ..وقصة الفلاح والمزارع الذي يروي ظمأ الأرض من عرق جبينه وترسم الشوكة والمعول والفأس لوحاتها التشكيلية في يديه..وهو المصور الذي كما يقولون بالأمثال الحاصود يحصد بقرن عنزه ..فإذا عرفنا بأن معظم الصور التي قدمت عبر صفحات المجلة هي بكاميرا موبايل ..لأدرك المشاهد والمتابع عظمة ماتقدمه عيناه من تكوينات ومشاهد بصرية ضوئية تنم عن إحساس عال وذائقة فنية رفيعة وتعايش مع وروده وأشجاره وطيوره ونباتاته..فهي قصة يضيفها الطبيب حبيب النقري إلى إبداعاته العديدة في الكثير من مرافق الحياة..مما جعل أعماله الضوئية بستان وحديقة وارفة الظلال الضوئية والمتنوعة الثمار المعرفية الثقافية البصرية التشكيلية..التي سيجد فيها شبابنا وشاباتنا من عشاق الفن الضوئي بغيتهم وكما يجدون المتعة والفائدة لتوثيقه حالات وتطورات النباتات والأشجار والحشرات ..بحيث كانت قريبة إلى النفوس والقلوب والعيون..من هنا نصل للقول بأن فارسنا الضوئي الذي إمتطى صهوة الفن الفوتوغرافي بجهود خاصة وإمكانات متواضعة..يستحق عليها كل الإحترام والتقدير والشكر..متمنين بأن تسلط عليه الأضواء ليكون عبرة ومثالاً وقدوة للأجيال الحالية والقادمة وليظل منارة هداية للمستقبل ولكل محبي وعشاق الفوتوغرافيا العربية..
ـــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الدكتور حبيب النقري ______________________
