عمق المجال Depth of field
يمكن أن نتعلّم مفهوم عمق المجال على أنّه كمية الصورة التي لها حدّة بروز مقبولة
(sharpness). هذا يعني أنّه على كلا جانبي نقطة التركيز (من الأمام والخلف) هناك مساحات في الصورة تتمتع بتركيز بؤري مقبول. بالتحرك خارج هذه المناطق سواء ناحية العدسة أو بعيداً عنها تفقد الصورة تدريجياً حدة البروز وتصبح الأشياء خارج نطاق التركيز البؤري.معظم العدسات تملك مقياس لعمق المجال, متوضع على حلقة الضبط البؤري الى جوار حلقة تغيير فتحات العدسة. الصورة المرفقة الى اليسار توضح آلية حساب عمق المجال بالنسبة لفتحة العدسة. فمثلاً, أذا كانت حلقة الضبط البؤري (A) متوضعة على المسافة “الى ما لا نهاية ?” , فأن عمق المجال (B) المتوفر مع فتحة عدسة يكون ما بين 1.2 م الى مالانهاية. هذا يعني أن جميع الأجسام الواقعة على مسافة 1.2 م وأكثر عن العدسة ستكون داخل مجال التركيز البؤري. ومع فتحة عدسة f22 تكون جميع الأجسام الواقعة على مسافة 45 سم وأكثر ضمن مجال التركيز (أي واضحة ومحددة وتتمتع بتركيز بؤري مقبول).
درجة التكبير Magnification وفتحة العدسة Aperture يتحكمان كلياً بمقدار عمق المجال. في العادة تكون درجة التكبير للمشهد ثابتة, من هنا يجري التحكم بعمق المجال بواسطة فتحة العدسة فقط. فتحات العدسة الواسعة مثل (f2, f2.8) تعطي عمق مجال أقل (ضحل), في حين تمنح فتحات العدسة الضيقة مثل (f16, f22) عمق مجال كبير جداً (واسع).التحكم بعمق المجال ضروري جداً حين نفكّر بعزل جزء من المشهد عمّا حوله, أو نخطط لتوجيه إنتباه الناظر الى نقطة محددة. أنظر الى الصورة المرفقة (يسار). كان المطلوب تصوير هذه القرية الجميلة وابراز الحديقة في الجزء الامامي من المشهد, الحديقة تقع على مسافة أقدام قليقة من الكاميرا, بينما تمتد القرية الى اللامنتهى. الحفاظ على عمق المجال الواسع جداً مع عدسة 50 ميليمتر فرض على المصور إختيار أضيق فتحة عدسة متاحة. إختيار التركيز البؤري بعناية بمساعدة مدرّج عمق المجال, والذي غالباً ما يتوفر على العدسة بجانب مدرّج التركيز البؤري, أظهر أن عمق المجال المطلوب يمكن الوصول اليه مع فتحة عدسة f22.
في كثير من الأحيان, خاصة مع صور البورتريه, يكون من الأنسب طمس الخلفية من أجل توجيه الانتباه نحو موضوع الصورة. في مثل هذه الحالات ينبغي إختيار عمق مجال ضحل. لاحظ الصورة الى اليمين كيف أن عمق المجال الضحل أخرج الأمامية والخلفية من دائرة التركيز البؤري وجعلهما مهمشين, في حين حافظ على الشخص (موضوع الصورة) داخل التركيز لجذب الانتباه اليه. القليل من عمق المجال المتوفر حافظ على مقعد الجلوس داخل التركيز.<
تقنية عزل الموضوع عمّا حوله باستخدام عمق المجال مؤثرة جداً, خاصة لصور البورتريه. لاحظ أن الخلفية وإن كانت خارج التركيز الا أنها تعطي دلالة كبيرة على مكان الصورة ومزاج الشخص.