الإضاءة المباغتة (الفلاش)
يتجنب الكثيرون إستعمال الفلاش مع كاميرات العدسة الأحادية العاكسة SLR, إمّا لأنهم يعتقدون أن ذلك صعب جداً, أو لأن لهم تجارب غير ناجحة في هذا المجال. بينما يعتقد آخرون أن إستعمال الفلاش مفيد فقط بالداخل, عندما يكون مستوى الضوء الطبيعي غير كافي. هذه الأفكار ليست دقيقة, إذ يمكن أن يكون إستعمال الفلاش أمراً سهلاً للغاية, وفي نفس الوقت يمكن أن يضفي على الصورة تأثير إبداعي خلاّق. الصورة المجاورة أنتجت باستخدام إضاءة فلاش متعددة لاحقت الطير في حركاته الثلاث وأبدعت هذه الصورة, التي لولا الفلاش لكانت عاديّة جداً. كثيرة هي الامثلة الابداعية التي يمكن أن تتحقق باستعمال الاضاءة المباغتة بسهولة ويسر.
النقاط اللاحقة تشرح التفاصيل التقنية البسيطة للإضاءة المباغتة (الفلاش).
*
سرعة تزامن الفلاش: كنّا قد قلنا في قسم “سرعة الغالق” أن غالبية كاميرات SLR تملك سرعة غالق قصوى محددة للتصوير باستعمال الفلاش تدعى سرعة تزامن الفلاش, في العادة تكون 1/ 125 s ويرمز لها غالبا ًبالحرف “x” على قرص السرعات, أو تكون بلون مغاير للون باقي السرعات. يجب عليك التقيّد بهذه السرعة عند التصوير بالفلاش أو إختيار سرعات أبطأ, على سبيل المثال, 1/ 60 s أو 1/ 30. لا تحاول على الإطلاق إختيار سرعة غالق أسرع من سرعة تزامن الفلاش المنصوص عليها إذ أن هذا قد يكلفك تلف الصور.
*
التحكم بالتعريض: كمية الضوء الواصلة الى الفيلم من وحدة الفلاش تعتمد كلياً على فتحة العدسة المستخدمة وبعد الموضوع عن الكاميرا وليس لسرعة الغالق أي دور في تحديدها, اللهم الاّ إذا كانت اللقطة تجمع بين الضوء الطبيعي والضوء المباغت. إذا كنت تستخدم فلاش يدوي, يجب عليك حساب فتحة العدسة بمساعدة “رقم الدليل”, الذي سنشرحه في البند اللاحق. الفلاشات الأتوماتيكية تحتوي على جهاز إستشعار يعمل على قياس كمية الضوء المنعكسة عن الموضوع ويحدد مدة الومضة, أو بمعنى آخر, متى ينبغي على الفلاش أن يتوقف. أنظمة الفلاش الأكثر تطوراً تستعمل جهاز إستشعار واقع داخل الكاميرا, يعمل على قياس الضوء الداخل الى العدسة TTL ويتحكم بمدة الومضة من خلال الكاميرا مباشرة.
*
رقم الدليل (Guide Number) : رقم الدليل للفلاش (GN) هو مقياس لشدة الومضة. مع فلاش يدوي, تحسب فتحة العدسة المناسبة لتصوير موضوع واقع على مسافة معينة بقسمة رقم الدليل على هذه المسافة. على سبيل المثال, إذا كان رقم الدليل للفلاش الذي نستعمله هو 32 متر, وكان الموضوع يبعد عن الكاميرا مسافة 4 متر, فأن فتحة العدسة المناسبة تكون حاصل قسمة 32 متر على 4 متر أي . لاحظ أن رقم الدليل المذكور في كتيّب الفلاش يكون معيراً على فيلم حساسية 100 (ISO 100). مع الحساسيات الأخرى ينبغي إجراء التعديل المناسب على فتحة العدسة. فمثلاً للمثال المذكور أعلاه, إذا إستخدمنا فيلم حساسية 200 تكون فتحة العدسة المناسبة f11, ومع فيلم حساسية 400 تكون f16. بينما إذا إستخدمنا فيلم حساسية 50 تكون فتحة العدسة الموافقة هي f5.6 .
فلاش الملء
تصادف أحياناً حالات إضاءة متناقضة, حيث يكون التباين بين المساحات المضاءة ومساحات الظل أكبر من أن يحتمله الفيلم. مثلاً صورة مجموعة من الناس في مواجهة أشعة الشمس المباشرة, أو قرص الشمس خلف أكتافهم. في الحالة الأولى ستحصل على ظلال صعبة وحادة أسفل الذقون و الأنوف بحيث تتغير تعابير الوجوه وتبدو العيون كتل سوداء والأنف بارز جداً. في الحالة الثانية, أذا قمنا بحساب التعريض بناءً على أضاءة الوجه ستذوب الخلفية وفي أحسن الأحوال ستبدو ساطعة جداً وبدون تفاصيل.
إضاءة ملء الظلال أو ما يعرف إختصاراً بفلاش الملء يساعد على تخفيف التناقض في مثل هذه الحالات عن طريق الموازنة بين أضاءة مصدر الضوء المتاح (المصدر الطبيعي) وومضة فلاش مسيطر عليها تماماً. كي تحافظ على التأثير الطبيعي للمشهد المصور, إحرص على أن تكون الومضة أقل من الضوء المتاح. النسبة غالباً ما تكون 2:1 (الومضة تشكل نصف تعريض المصدر الطبيعي) أو 4:1 (الومضة ربع الاضاءة الطبيعية). آلية تضليل الفلاش من أجل خفض كمية الومضة تعتمد على نوع الفلاش. بعض وحدات الفلاش تحتوي على منظم آلي لتقليل كمية الومضة الى النصف أو الربع أو حتى لغاية 16:1. يمكنك خداع الفلاشات التي لا تحتوي على منظم بأن تخبرها أنك تصور على فتحة عدسة f5.6 في حين أنك في الحقيقة تصور على فتحة f8 أو f11 حسب النسبة التي ترغبها 2:1 أو 4:1.
الاستعمالات الأخرى للفلاش
تستمر الومضة الصادرة عن وحدة فلاش نموذجية فترة زمنية صغيرة جداً تتراوح ما بين 1/ 1000 من الثانية و 1/ 10,000 من الثانية إعتماداً على شدة الومضة. هذه المدة كافية جداً لتجميد حركة معظم الموضوعات, الثابتة والمتحركة. لسوء الحظ, فأن أغلب الموضوعات سريعة الحركة ستكون خارج مجال (زمان) الومضة. للمواضيع القريبة نسبياً الى الكاميراهناك تقنية رائعة يمكن تجربتها تدعى تزامن بطئ للفلاش. تتلخص الفكرة في إختيار سرعة غالق بطيئة (مقاسة بالنسبة للضوء المتوفر), وعندما يكون الغالق مفتوحاً يضاء الموضوع بواسطة ومضة الفلاش لبرهة قصيرة جداً. يمكن الحصول على نتائج غير متوقعة بالنظر الى سرعة الغالق المستخدمة, سوف ترى مثلاً الموضوع واضح وحاد التفاصيل في لحظة انطلاق الومضة مع خيالات شبحية على امتداد الصورة في المقدمة أو الخلفية ناتجة عن حركة الموضوع ضمن الاضاءة المتوفرة. هذه التقنية جيدة جداً للتعبير عن الحركة في بعض الرياضات مثل سباق الدراجات أو الراليات.
تقنية التزامن البطئ للفلاش مفيدة جداً في حالات التصوير الليلي, مثال ذلك, تصوير مبنى مضاء ليلاً, حيث يعمل الفلاش على إضاءة الأمامية المعتمة أصلاً, في حين تكفي الإضاءة المتوفرة لتصوير المبنى المنار, وبذلك نحصل على صورة متوازنة الإضاءة.