الفنان عمر داغستاني..
مصور سوري يعشق البيئة والطبيعة والرياضة ..
بقلم المصور : فريد ظفور
- غيوم بيضاء جميلة ثم تصبح سوداء وتتدرج رماديتها الضوئية لتصل فوق المدينة وتلعب بين السطوح وبين الأبراج والسواري وتمر فوق البساتين والجسور والملاعب وترى نفسها منعكسة على صفحة الماء ..تشعر بالتعب فتنظر إلى نفسها في واجهات المحال الزجاجية ..تذهب الغيمة مخلفة بضع دمعات ..بضع قطرات من المطر ..وستذهب لتفرح الحقول بقدومها ولتتراقص الأزهار والورود الربيعية ..فتعالوا معنا نجمع الجوري والخزامى والنرجس والفل والياسمين الشامي لنرحب بضيفنا الفنان ..عمر داغستاني..
- التصوير هو فن حديث نسبياً ظهر في منتصف العشرينيات من القرن الــ 19 وقد نجح العالم نسيفور نيبس في المحاولة، إلا أنه كان يلزم التعرض للكاميرا لعدة أيام كما أن النتائج المبكرة لم تكن ناضجة..و استمر مساعد نسيفور (لويس داجير) وطوّر عملية المسماة الطريقة الداجيرية، وهي أول عملية تصويرية معلن عنها، والتي تطلبت تعرضاً للكاميرا لدقائق كي تنتج صوراً واضحةً وبتفاصيل دقيقة.وقد قُدّمت بشكل تجاري عام 1839م وهو التاريخ الذي يعتبر بشكل عام تاريخ ولادة التصوير الضوئي العملي..ومنذ ذلك والبشرية تترك لنا كثيراً من الآثار الضوئية الدالة على عمق وقدم علاقة المصور بهذا الفن مسجلاً عبر الصور إنطباعاته وذكرياته وعاداته ومؤرخاً لزمانه وأهم الأحداث التي مرت عليه وعلى مجتمعه..والفنان عمر مع مجموعة من زملائه يحاول خلق قاعدة ضوئية جماهيرية لفن التصوير في مدينة حمص حيث يتصدى دائماً لإقامة دوزرات تصوير مجانية لمساعدة الهواة في تجاوز عثراتهم وخطواتهم الأولى..والفنان عمر منذ مايقارب ال25 عاماً وهو يقدم أعماله الفوتوغرافية مشكلاً علامة فارقة في كل منعطفات المدينة عبر المعارض وتصوير المباريات وورشالعمل والدورات ورغم ضعف الإمكانات المتاحة يظل تأثيره عميقاً بين الشباب وهواة الفوتوغرافيا من الجنسين..ولا سيما في جمعيات ذوي الإحتاجات الخاصة..حيث ترك بصمات إيجابية وفعالة في الوسط الخاص والعام عند المتدربين ..الذين في الكثير من الأحيان يقيم لهم معرض لإنتاجهم ولكي يشجعهم ويسيرون على السكة الصحيحة..
- وسنتعرف مع المصور الصحفي الرياضي عمر داغستاني ..على فن التصوير الفوتوغرافي الرياضي:يعتبرالتصوير الرياضي المهني فرعًا من التصوير الصحفي، بينما يكون التصوير الفوتوغرافي الرياضي غير المهني، كتصوير الأطفال وهم يلعبون لعبة كرة القدم، فرعًا من التصوير الفوتوغرافي العادي.وتعتبر الأغراض التحريرية هي التطبيق الرئيسي للتصوير الفوتوغرافي الرياضي المهني؛ ويعمل المصورون الفوتوغرافيون الرياضيون المختصون عادة لدى الصحف أو وكالات الأنباء الكبرى أو المجلات الرياضية المخصصة. ومع ذلك، يتم استخدام التصوير الفوتوغرافي الرياضي أيضًا لأغراض الدعاية سواء لبناء علامة تجارية وكذلك لتشجيع رياضة بطريقة لا يمكن أن تتحقق بالوسائل التحريرية.ولكن ماهي الكاميرات والعسات والمعدات:تستخدم الكاميرا الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة (DSLR) في التصوير الفوتوغرافي الرياضي، بسرعات مصراع عالية. ويمكن تعديل تكبير العدسات القابلة للتبديل البالغ 50 مم أو تغييره إلى 300 مم اعتمادًا على نوع الرياضة. وتعتبر العدسات هامة جدًا للاقتراب أو الابتعاد بأسرع ما يكون لمتابعة اللعب أثناء المباراة. ومن الضروري وجود حامل أحادي أو ثلاثي للتثبيت وبطاريات إضافية…ولكن ماهو جسم الكاميرا:جسم الكاميرا المفضل لدى مصوري الرياضة العصريين هو ذلك ذو القدرة على التركيز البؤري التلقائي السريع ومعدل أطر سريع (عادة 8 إطارات في الثانية أو أسرع). تعتبر كانون 1 دي اكس مارك 2 ونيكون دي 5 هما أحدث الكاميرات الرياضية الرئيسية التي أنتجتها كانون ونيكون وأكثرها انتشارًا في الرياضات الاحترافية…بيد أن أفضل العدسات:تفضل الرياضات المختلفة أنواعًا مختلفة من العدسات، ولكن يتطلب التصوير الفوتوغرافي الرياضي عادة عدسات سريعة (بؤرة واسعة) مقرِّبة، بأداء تركيز بؤري تلقائي سريع. يكون التركيز البؤري التلقائي السريع مطلوبًا للتركيز على الحركة، أما التقريب فهو للاقتراب من الحدث، والبؤرة الواسعة تفيد في العديد من الأغراض:تتم إزالة الخلفية من بؤرة العدسة بشكل كبير، مما يؤدي إلى عزل أفضل للشيء..يمكن للعدسات التركيز البؤري بسرعة أكبر بسبب زيادة الضوء الداخل للعدسة – ويعتبر هذا هامًا مع الحدث سريع الحركة..يمكن استخدام السرعات الأكبر للمصراع لتثبيت الحدث..ومع ذلك، نادرًا ما تستخدم البؤرات الواسعة جدًا (مثل f/1.2 أو f/1.4)، حيث يكون عمق الحقل في هذه البؤرات قليلاً تمامًا مما يجعل التركيز أكثر صعوبة ويقلل سرعة التركيز البؤري. يكون الفرق الرئيسي بين الرياضات الخارجية والرياضات الداخلية ـ حيث تكون المسافات في الرياضات الخارجية أكبر والضوء أسطع،[1] بينما في الرياضات الداخلية تكون المسافات أقل والضوء أعتم.[2] ووفقًا لذلك، تميل الرياضات الخارجية لاستخدام عدسات طويلة البؤرة ببعد بؤري أطول مع بؤرة بطيئة، بينما تميل الرياضات الداخلية لاستخدام عدسة طويلة ببعد بؤري أقصر مع بؤرة أسرع…وتستخدم كل من عدسات التقريب والعدسات الثابتة؛ فعدسات التقريب ـ عمومًا في نطاق 70–200، أو 75–300، أو 100–400 – تسمح بنطاق أكبر من التأطير، بينما تكون العدسات الثابتة أسرع وأرخص وأسطع وفائقة بصريًا ولكنها محدودة أكثر في التأطير…ولكن فتحة العدسة بمقياس f/2.8 أو أسرع أكثر استخدامًا عادة، بينما يمكن استخدام فتحة العدسة بمقياس f/4، خاصة في الأيام الأكثر إشراقًا. تعتبر عدسات كانون المقربة الفائقة هي الأكثر مشاهدة بالأخص بغلافها الأبيض المميز (لتشتيت حرارة الشمس) الذي يمكن التعرف عليه في العديد من الأحداث الرياضية. من هذه العدسات، يوصى باستخدام عدسات Canon EF 400mm|Canon 400mm f/2.8 بالأخص في الرياضات الميدانية مثل كرة القدم…ويختلف هذا حسب نوع الرياضة والتفضيل؛ فعلى سبيل المثال في رياضة الجولف، قد يفضل المصورون استخدام عدسة 500mm f/4 عن استخدام عدسة 400mm f/2.8، وذلك لأنها عدسة أخف لحملها طوال اليوم…الكاميرات البعيدة..وقد يستخدم المصورون الرياضيون الكاميرات البعيدة التي يتم تشغيلها بأجهزة مصراع لاسلكية ( مثل أجهزة تشغيل بوكت ويزارد) للتصوير الفوتوغرافي من أماكن لا يمكن تواجدهم بها، مثل الأماكن المرتفعة كأعلى سلة كرة السلة، أو لعدم إمكانية تواجدهم في مكانين في نفس الوقت، مثل البداية والنهاية كما في سباق الخيل…وماهو الأسلوب..وما أهمية مكان المصور :يعتبر الموقع هامًا عادة في التصوير الفوتوغرافي الرياضي. ففي الأحداث الكبرى، يلتقط المصورون الفوتوغرافيون المحترفون غالبًا أفضل اللقطات من أماكن الشخصيات الهامة (VIP)، مع الاقتراب من الحدث قدر الإمكان. وتتطلب معظم الألعاب الرياضية من المصور تأطير الصور مع السرعة وضبط إعدادات الكاميرا تلقائيًا لمنع عدم الوضوح أو التعرض غير الصحيح. ويتم بعض التصوير الفوتوغرافي الرياضي أيضًا من مسافة بعيدة لإعطاء اللعبة تأثيرًا فريدًا…التدوير:سرعة مغلاق أو مصراع الكاميرا أمر بالغ الأهمية لالتقاط الحركة، وهكذا يتم التصوير الفوتوغرافي الرياضي في وضع أولوية المصراع أو يدويًا. يكون الهدف المتكرر هو الالتقاط الفوري مع تقليل عدم الوضوح لأدنى حد، ويتطلب في هذه الحالة سرعة أقل للمصراع، ولكن قد تستخدم في حالات أخرى سرعة أبطأ للمصراع وبذلك يظهر عدم الوضوح مما يجعل رؤية الحركة ليست فورية. هناك تقنية خاصة هي التدوير، حيث تستخدم الكاميرا سرعة مصراع متوسطة وتدور مع الهدف، ويظهر بذلك هدف دقيق نسبيًا (خاصة مع الأشياء السريعة) وخلفية مشوشة في اتجاه الحركة، مما يولد الإحساس بالسرعة ـ قارن خطوط السرعة..وكيف تكون سرعة الفيلم الفوتوغرافي وفقًا لمعايير الـ ISO عالية عادة (للسماح بسرعة مصراع أكبر) وقد تضبط على التلقائية…ولكن غالبًا ما يتم التصوير مع الضبط على وضع الاندفاع لالتقاط أفضل لحظة، وأحيانًا بالمزج بين التقاط JPEG بدلاً من التقاط RAW (يسمح كون ملفات JPEG أصغر باندفاع أطول)…أما التصوير السنمائي أو الفييو أو مايعرف بالتصوير الفوتوغرافي الشريطي :بينما تركز الأغلبية العظمى من التصوير الفوتوغرافي الرياضي على التقاط لحظة، مع بعض من عدم الوضوح الممكن، تستخدم أحيانًا تقنية التصوير الفوتوغرافي الشريطي بدلاً من ذلك لبيان الحركة على مدار الوقت. ويكون هذا بارزًا في تصوير النهاية، ولكن يمكن استخدامه في أغراض أخرى أيضًا، وغالبًا ينتج صورًا مشوهة بشكل غير عادي…ومن هم أشهر المصورون الفوتوغرافيون الرياضيون :هناك عدد من المصورين الفوتوغرافيين المعروفين بعملهم في الرياضة؛ فهم عادة قد عملوا لدى مجلات مثل لايف أو سبورتس إيليستراتور…مثل :جون جيرالد زيميرمان..نيل ليفير..بيل فريكس..
- إن كل ماتقدم من تعريف عن المصور عمر هو مجرد إنتقالة ذكية حرص على الحفاظ على لغته البصرية الفنية الضوئية رغم مزجها باللغة الشعبية التي طالما عشقها في صوره وكوادره وتشكيلاته المصورة..لأنه شخصية فنية ذات خصوصية مهمة في ساحة الفن الفوتوغرافي في مدينة إبن الوليد حمص العدية..وبإختصار هو النموذج العملي الذي يوضح ماتفعله الكاميرا الرقمية في الوسط الثقافي البصري الفني الضوئي فيعصر الصورة الرقمية وفي عصر الأنترنت وعصر الديجيتال والميديا والسوشيل ميديا..ولعل ما مرت به الكثير من الدول العربية تحت أكذوبة مايسمى الربيع العربي ..ما هي إلا حرب الميديا ..وبلغة أصح إنها حرب الصورة..المتحركة والثابتة..بلغة عالمية تتجاوز وتخترق كل الحدو والفضاءات وتتحدث كل لغات العالم بحيث يفهم المشاهد أو المتلقي قراءة الصورة والتعبير عما تقوله ..والوصول إلى فلسفة المصور الذي يقف وراء الصورة..والمجال لايتسع للحديث عن ذخائر هذا الفنان الممتعة التي عزفها لنا بسلم تدرجاته الرمادية الأحادية اللون وبالتدرجات اللونية الطيفية السبعة..
- لعله من نافلة القول بأن المصور الفنان عمر داغستاني كتلة من العطاء والنشاط والحيوية..مواظب في محترفه الخاص وأمين سر جمعية المصورين الحرفيين بحمص وناشط في تقديم الدروس وورش العمل الفوتوغرافية للجمعيات الخاصة والعامة..ومصور مواظب على تغطية نشاطات فريق نادي الكرامة لكرة القدم وأيضاً بالتغطية الصحفية لبقية الفرق والألعاب الحمصية..ناهيك عن ذلك عضو فعال في نشاطات ورحلات التصوير الخاصة والعامة..ومن المحبين لتصوير البيئة والفلكلور والعادات والتقاليد في بلدته وأيضاً محب للمناظر الطبيعية..وقد شارك في الكثير من المعارض الفردية والجماعية ونال العديد من الجوائز والشهادات التقديرية ..
- ومما لاجدال فيه بأن الأثار الإيجابية والبصمات الضوئية التي قدمها الفنان عمر واضحة في الأوساط الثقافية والضوئية ..فلا أدل عما قدمها من فعله الإيجابي في الوسط المحيط به بين الأهل والأصدقاء ولاسيما بين أفراد أسرته حيث تخرج من تحت يديه ..إبنه المصور : ممدوح وإبنته: المصوره وولديه التوأم آدم وأحمد ..بإختصار أربعة من أربعة عشقوا الكاميرا وفن التصوير ..وستظهر لنا القادمات من الأيام هذه المواهب الشابة التي تربت وترعرعت في كنف الفنان عمر..ناهيك عن الكثير من الشباب والشابات الجامعيين وغيرهم من الطلبة ممن إمتشقوا الكاميرا وأصبحت رفيقة دربهم في السراء والضراء أسواء عن طريق كاميرا إحترافية أو كاميرا الموبايل ..ومن هنا وجب علينا تقديم الشكر والتقدير والإحترام للفنان عمر داغستاني لجهوده المبذولة في رفع شأو الفن الضوئي عالياً في الأوساط الشبابية..لذلك نرفع له القبعة و نرفع الصوت وننوه بضرورة تكريم ومساعدة الفنان عمر في مسيرته التعليمية ورعايتها وتقديم يد العون المادية والمعنوية ليبقى يقدم العلم والفن والتقنية لكل عشاق الضوء ..ولكي تبقى أعماله خفاقة فوق روابي الوطن لتظل منارة هداية لعشاق الفوتوغرافيا..
ـــــــــــــــــــــملحق مقالة الفنان عمر داغستاني ـــــــــــــــــــــــ
قدم المصور الصحفي عمر داغستاني محاضرة عن فنون الصورة الصحفية شرح خلالها كيفية استخدام الكاميرات وقام بتطبيق عملي لكيفية التقاط الصورة
صور لجمهور الكرامة – عدسة : عمر داغستاني