تقع جزيرة بورانو في شمال بحيرة البندقية في إيطاليا، فتبعد عنها ما يقارب الـ 7 كيلومترات، ويتم الوصول إليها عبر رحلة بالقارب تستلزم 40 دقيقة.
هذه الجزيرة التي هي عبارة عن قرية صيد قديمة، أسسها الرومان الذي فرّوا من مدينة ألتينو أثناء الغزوات البربرية.
تعرف هذه الجزيرة على أنها لوحة فنية يقع قسم منها على صفاف بحيرة الصيد الساحر، وتتميز البيوت هناك بأنّها ذات ألوان متعددة تجذب السياح، فيما الموسيقى ترتفع في أحيائها.
الجدير ذكره أنّ البيوت التي نشاهدها في “بورانو”، ليست البيوت القديمة، حيث أنّ البيوت الأولى بنيت على قواعد عامودية خشبية فيما كانت جدرانها مصنوعة من القصب.
مجموعة صور لجزيرة «بورانو»
بينما البيوت التي نشاهدها في الصور والتي يطغى عليها الألوان الزاهية، فيعود أصلها بحسب روايات الأهالي إلى الصيادين القدامى، الذين كان يصعب عليها تمييز منازلهم من الضباب بعد عودتهم من رحلات الصيد، فكان الحل في تلك المرحلة أن يتم طلاء المنازل بألوان مختلفة تجعل كلّ منها متميزاً عن الآخر.
كما يخضع نظام التلوين لقوانين محددة من الحكومة، ولتغيير لون المنزل يجب إرسال طلب رسمي الى البلدية لتقوم بإرسال قائمة الألوان المسموح بها في ذلك الجزء من القرية.
اشتهرت النساء في جزيرة «بورانو» بصنع الدانتيل على الطريقة التقليدية اليدوية وذلك بواسطة الخيط والإبرة.
وبحسب ما يروى، فإنّه عندما زار الرسام الشهير «ليوناردو دافنشي» الجزيرة في العام 1481، اشترى منها قطعة من قماش الدانتيل ووضعها في المبنى الرئيسي لكاتدرائية دي ميلانو.
صناعة الدانتيل ازدهرت في هذه الجزيرة العام 1872 حيث تمّ إفتتاح مدرسة لتعليم هذه الصناعة، وأصبحت «بورانو» في مرحلة لاحقة تصدّر الدانتيل الى جميع أنحاء أوروبا.