المصور الفنان سمير حاج حسين ..
بيادرُ قمحّه الفوتوغرافي تُنبت السَّنابل المعرفية الضوئية ..
بقلم المصور : فريد ظفور ..
- بذوره المعرفية البصرية تغازل القمر..وتمتطي صهوة الغيوم لتسافر وتنهمر مطراً فنياً على العشاق..وتركب سحابة البوح الشعري والضوئي لترسم بسمة وحلماً لأطفال بلاده سورية ..لتكون بلسم جراحهم وجرعة من الأمل بمستقبل أفضل لأبناء سورية مجتمعة..فهلموا بنا نجمع الورود والرياحين والقرنفل والياسمين الشامي لنرحب بالفنان سمير حاج حسين.
- جمال طبيعة آسرة وجنة مسكونة بآلاف السنابل ..وليست المرة الأولى التي يخطفنا فيها الفنان سمير حاج حسين إلى قصائدة وكلماته النثرية الرقيقة الرائعة وصوره البسيطة الساحرة المصنوعة من شعور وطبيعة وبيئة أناس تصارع الموت وتصارع أقدارها..وتفني نفسها في طريق البداية والنهاية..فلعل حبة قمح واحدة تملأ الوادي سنابل ضوئية فوتوغرافية فنية بصرية..فأعماله التي رصدت البيئة الفراتية قد أقبل عليها الجمهور بحماسة وشغف..فهو إنسان طيب القلب وشفاف وآسر وساحر بغموضه وخلفياته التي كسرت حدود الواقعية والطبيعة والبيئة الفراتية..يخرج يجول بكاميراته ليرسم بالضوء كوادره وعالم هواجسه ومشاعره وهنا تكمن عبقرية تعبيره الضوئي..تتحرك كاميرته تصور الأحاسيس الدفينة التي تملأ أصداء الكوادر والشخصيات المصورة..فنراه شاعر ضوئي حيوي يضعنا في حالة تلقي أفكاره الفلسفية الضوئية بعيداً عن الأخكام التقليدية المسبقة..لايبرر أي شيء ولا يأتي على أي حكم ..يصور قصص وأوجاع الناس والغلابة والفقراء ويسجل عاداتهم وتقاليدهم من أزياء وأدوات طعام وأدوات عمل ومهن يديوية فلاحية ومدنية..لعله يشدنا لنبحث عن هويتنا وإنتمائنا المتفتح على عوالم الحضارةمن خلال نبضات القلب ورعشات الإنسانية وعوالم المسنين ..
- الإهتمام بالتراث متأصل في شخصية سمير حاج حسين وقد عكسه في صوره عن البيئة الجزراوية والحسكاوية والفراتية..كل ذلك ناتج عن شغفه وحبه للتاريخ والفلسفة الفنية الضوئية التي كونت عنده خلق فني وأدبي قائم بذاته مع ملاحظة مطابقته للواقع الحي المعاش وبيئته الريفية الذي إستلهم منها صوره وأشعاره وخواطرة الأدبية..وبالمحصلة الفنان سمير حاج حسين له وجه إنساني عالمي يعبر عنه فنه الفوتوغرافي خير تعبير لأنه يقوم على مجموعة من القيم والمباديء والإيمان بالعلم وحتمية التطور والحرية والعدالة الإجتماعية ورفض التعصب ..فهو يركز على لغة جامعة ولغة حوار واقعية يصف فيها المناطق القديمة ذات الدلالات التاريحية للمنطقة ..وأعماله تضاف إلى تراثنا السوري الجزراوي كمرجع هام للدلالة على معاناتنا من الإنحرافات والعقد والأمراض الإجتماعية الناتجة عن الأزمة السورية أو عن الأزمة العشائرية ذات الطابع البدوي ..والتراث عند سمير حاج حسين له أهمية بالغة في حياته لأنه يمثل الماضي ومن لاماضي له لامستقبل له..ويلعب التراث دوراً هاماً إذ يقدم للأجيال العادات والقيم والإبداع المنقول من الأجداد ليستفيد منه الأحفاد..تواصلاً مستديماً ومفيدياً وفعالاً..وهو الذي يمنع حدوث فجوة ثقافية وحضارية في عقل الشباب..لأن ثقافة الشباب الجديدة ستكون بلا ساقين والتراث ما هو إلا أصالة تعبر عن فكر الأجداد في مرحلة سالفة أو سابقة..لأن تراثنا العربي والإسلامي والحضاري هو تراث غني بكل ألوان الطيف المعرفية..ولأننا بحاجة إليه فيجب علينا دراسته وتحليله..لذلك كان إهتمام سمير حاج حسين بالتراث يعني الإهتمام بالحاضر والمستقبل ..فيزرع بذور قمحه الفوتوغرافية لتنتش وتنبت وتملأ الوديان سنابل معرفية بصرية فنية..
- ولكن لنتعرف في عجالة على الجزيرة الفراتية أوالجزيرة وهي تاريخيا إقليم أقور و يمتد عبر شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق وجنوب شرق تركيا. وشمالي وادي الرافدين. ويحدها من الشرق جبال زاغروس ومن الشمال جبال طوروس وإلى الجنوب بادية الشام ومنخفضات الثرثار والحبانية.و تضم الجزيرة كل من محافظة نينوى و محافظة صلاح الدين و محافظة كركوك وأغلب مناطق محافظة أربيل و دهوك وقسم من محافظة الأنبار حتى مدينة حديثة في العراق ومحافظة الحسكة بشكل كامل بالإضافة لمناطق من محافظتي دير الزور والرقة في سوريا. ومحافظات أورفا وماردين ودياربكر وبطمان وسعرد وشرناق وأديامان ووان وبدليس وإلازغ أو معمورة العزيز بشكل كامل بإضافة لأجزاء من بينكل وملطية في تركيا. ويطلق حاليا اسم الجزيرة في الغالب على المنطقة بين الحسكة والموصل.
وقد سكن بالجزيرة الآراميون وأسسوا فيها عدة ممالك سقطت تحت سيطرة الآشوريين, وهاجرت إليها قبائل عربية عندما تفرق أبناء عدنان , فقصدتنا قبيلة تغلب العربية . كما ظهرت ممالك سريانية وعربية مثل مملكة الرها والحضر وتدمر وحدياب. كما أصبحت مركزا هاماً للمسيحية السريانية في القرون المسيحية الأولى.ووقعت المنطقة بعد مجيء الإسلام تحت سيطرة الأمويين والعباسيين. كما نشأت فيها إمارات إسلامية كالزنكيين والأيوبيين والحمدانيين وغيرهم. - ومن لايعرف بأن الزميل سمير حاج حسين ..إنسان رقيق وحساس وذو أخلاق راقية وحس مرهف منذ عرفناه عام 2009م من خلال عملة كإارة في موقع ومنتديات المفتاح حيث كنا أسرة واحدة جمعنا المنتدى في رياضه من حدب وصوب ومن شتى أصقاع المورة..فكنت تشعر بأن شيئاً ما ينقصك فيما لوتعطل حاسبك وتوقفت عن التواصل ..فهو كان المنبر الذي نتعرف به على الكثير من الزملاء الناطقين بالضاد..فكنت ترى الشعراء والأدباء والعلماء والمؤرخين والمصورين المهندسين والأطباء والأساتذة الجامعيين والمدرسين والرياضيين وما شاكل ذلك ..فقد كانت بصماته الفنية والأدبية بمثابة أنزيم تفاعل بين الصغار والكبار والشباب والشابات ..فقد كان يشكل مع بقية الزملاء فريق عمل مميز ومتألق ونذكر منهم الشاعر عباس سليمان على والفنان فكرت حسين للفنون الجميلة والأستاذ فراس رهجة والشاعر حسن إبراهيم سمعون والشاعر منير عباس وياسمين الشام المصور بدر ظفور والمصصمة آسيا ظفور والصنايعي والزراعي سلمان الأحمد والدكتور محمد الأحمد ونبيل سلامة وعمار حمشو وبنان والحوت وزين العابدين أبو الزين وزوجته وأولاده وبسيم طيبة وكمال سلامي ومحمود جمعة وعلى رأسهم جميعاً مديرة المنتدى ردينة رهجة وكذلك أنا فريد ظفور بالإدارة العامة..ونعتذر إذا خانتنا الذاكرة ونسينا البعض ..المهم كنا جميعاً أشغل من وكر نمل وأرتب من خلية نحل ..وكان للأستاذ سمير الدور الفاعل والفعال في تنشيط وتطوير وإنتشار موقع ومنتديات المفتاح وبعدها في مجلة المفتاح وأحيراً في إدارة وتحرير مجلة فن التصوير الإلكترونية.
- وندلف للقول بأن الفنان سمير حاج حسين قد قدم الكثير لنهضة ورفعة الفن الضوئي في مدينته الحسكة .ثم في بلده سورية..بإزدواجية بين القلم والكاميرا ليرسم بالضوء وبالحبر لنا قصائد فنية ثقافية ضوئية فوتوغرافية ..لذلك وجب علينا التنويه وضرورة تكريم الفنان سمير وتقديم الشكر والعرفان لما بذله في أرشفة وتوثيق المنطقة..وكانت وستبقى أعماله الفنية الضوئية علامة مميزة ومنارة لطلبة العلم والفن البصري من هواة ومحترفين..
ـــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة المصور الفنان سمير حاج حسين ـــــــــــــــــــــــــــ
كتب الناقد الدكتور : محمود شاهين هذه الدراسة عن ( سمير حاج حسين )
بساطة اللقطة و سلامة التوجه… و اتوجه بجزيل الشكر و العرفان لهذا الرجل العظيم و هذا الناقد الكبير .. لم يعرفني و لكن كتب عني من خلال مشاركتي في اغلب معارض وزارة الثقافة و مشاهدته لاعمالي الفنية في معارض بدمشق … الكتابة فن و ذوق … كتب عني البعض من النقاد و الكتاب بدون ان اعرفهم او تربطني بهم صلة بل من خلال لوحاتي الفنية … وحدث ذات مرة ان قال الفنان المرحوم ( محمد حسن) لاحد اقرباؤه و كان كاتبا” يكتب عن الفنانين .. قال له : لماذا لا تكتب عن ( سمير حاج حسين ) فاجاب يجب ان يعزمني و على الطاولة ساكتب .. فرفضت الفكرة من اساسه… لي باع طويل مع الفن و الفنانين و الكتاب و الشعراء و النقاد … هذه من باب الحب و التفاؤل و عشقي لفن التصوير و الكتابة … ليس الا……
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سمير حاج حسين
الغلاف الأخير..لمجلة ( فنون ) مجلة الإذاعة و التلفزيون من تصوير سمير حاج حسين…
القصة..حينما أستلم الأستاذ : سعد القاسم رئيس تحرير مجلة فنون …
فأخترت ان ارسل له بطاقة من تصميمي و تصويري..فأرسلت هذه اللوحة و كتبت عبارات محبة و تقدير للاستاذ الناقد التشكيلي : سعد القاسم..و تمنيت له النجاح و التوفيق في عمله الجديد..و ان يبدع في هذا المجال الفني الأدبي…و أرسلت بالبريد العادي. من بريد الحسكة..لإدارة المجلة..و بعد حوالي شهر…تم أصدار عدد جديد من المجلة و الغلاف الاخير من تصويري…و مكتوب عليها أسمي .. فكيف لا أحترم هذا الناقد الكبير..و الرائع و المبدع…فكيف لا احب هذا الناقد التشكيلي الذي قدر فني و رفع أسمي عاليا” في عالم فن التصوير الضوئي..هذا الناقد التشكيلي الكبير و العظيم..الذي لا يربطني به أية صلة سوى صلة الفن الصادق و الناقد الكبير …قصص و حكايات مع عدستي المتواضعة…و مشوار الفن الطويل لأكثر من أربعون عاما” . اي في عام 1982..نشرت أول مادة في مجلة الحسناء اللبنانية…و عاتبني الشاعر …جميل داري أنذاك..لماذا أكتب في مجلة نسائية و لبنانية…ذكريات من الزمن الجميل ..
( كتابة و عدسة …سمير حاج حسين – الحسكة 31/7/2016)