العصر الحالي الذي نعيش فيه يتطور بشكل مذهل وسريع للغاية، هذا التطور يستوجب معه الكثير من التغييرات على مستوى حياة الفرد والمجتمع سواء في حياته الخاصة أو المهنية. عندما نتحدث عن التطور في التصوير الفوتوغرافي الرقمي لابد لنا من استحضار مجموعة من الأشياء التي تتغير يوميا من حولنا نكاد لا نشعر بها في بعض الأحيان. أنت كمصور فوتوغرافي أكيد يهمك كل ماهو جديد في هذا العالم بالخصوص فيما يتعلق بمعدات التصوير الفوتوغرافي الرقمي، من كاميرات، ميكروفونات، عدسات وأوساط تسجيل وحفظ أعمالك الفوتوغرافية.

اليوم سنتحدث عن بطاقة الذاكرة الرقمية الجديدة التي أصبح أمر التفكير بها حتمي لو كنت حقا من المصورين الذين يحصرون على متابعة كل جديد في هذا الشأن. لا شك أن سمعت وتعرف على صيغ الفيديو الجديدة التي أصبحت حديث كل مواقع التواصل الاجتماعية والمواقع المتخصصة في مجال التصوير الفوتوغرافي الرقمي، عندما أحدثك عن تقنيات فيديو 4k أكيد تفهمني جيدا وتعرف قيمة الجودة التي ينتج بها هذا النوع من الفيديوهات رغم أنك ربما لم تجرب تصويرها بعد، كونك بحاجة لمعدات التصوير الضرورية لانجاز هذه المهمة. ليكن في علمك أننا في ثورة تكنولوجية لم يسبق لها مثيل، هل تعلم بظهور صيغتين لتسجيل مقاطع الفيديو وهي تصوير 360 درجة والتصوير بتقنية 8k.

حسنا في هذا المقال لن نخوض في تفاصيل كل نوع من أنواع هذه الصيغ أو الكاميرا المناسبة لكل نوع، بل ما سأركز عليه اليوم هو نوع بطاقة الذاكرة الرقمية التي تسمح لمن يعشق التصوير بهذه الصيغ بان يحفظ عليها ما يتم تسجيله من مقاطع الفيديو، أكيد ليست كل بطاقات الذاكرة المتوفرة في الأسواق صالحة لهذا النوع من الأعمال. بل لا بد من وجود بطاقة ذاكرة رقمية بمواصفات معينة قصد التمكن من تخزين مقاطع الفيديو هذه عليها.

منظمة SD Association هي من قررت خوض أول التجارب في هذا الشأن بمساعدة أعضائها المعتمدين في مجال صناعة التكنولوجيا الحديثة الضرورية قصد التكيف مع التطورات على المستوى الرقمي الأمن.

الأنظمة الجديدة التي تسجل بها مقاطع الفيديو أصبحت أكثر قدرة على العمل والتعامل مع كمية كبيرة من البيانات في وقت وجيز، لا نتحدث هنا عن الجانب المهني فقط، بل أن تسجيل مقاطع الفيديو على المستوى الشخصي أصبح يكبر يوما بعد يوم. أهم عامل يعرقل عمل المصور أثناء اقدامه على تسجيل مقاطع الفيديو أو تخزين الصور بصيغة الراو raw هي سرعة الكتابة والقراءة الخاصة ببطاقة الذاكرة الرقمية.

بطاقة الذاكرة الرقمية SD 5.0 هي الحل الانسب لتخزين ملفات مقاطع الفيديو المصورة بالصيغ الجديدة. حيث أنها تتميز بسرعة كتابة وقراءة تستجيب لمتطلباتها وتسمح للمصور بالعمل في بيئة أكثر ملائمة خصوصا عندما يتعلق الأمر بتسجيل فيديوهات من صنف Video Speed Class. حيث أنه على سبيل المثال فئة السرعة V90 تصل إلى 90 ميغابايت في الثانية الواحدة و V60 60 ميغابايت في الثانية الواحدة، يمكن استخدامها مع تقنية 8k وفيديو 360 درجة فيما أن V60 تقتصر على تقنية 4k فقط.

• النوع الأول: Speed Class يعتبر الأكثر شيوعا وانتشارا بين مستخدمي بطاقات الذاكرة كوسائط تخزين، يمكن التعرف عليه من خلال الرقم الذي تحيط به دائرة صغيرة: بطاقة كلاس 2 سرعتها 2 ميغابايت في الثانية، بطاقة كلاس 4 سرعتها 4 ميغابايت في الثانية، وهكذا حتى بطاقة كلاس 10 التي تصل سرعتها إلى 10 ميغابايت في الثانية.

• النوع الثاني: UHS Speed Class هذا النوع متوفر في سرعتين وهما U1 الذي يعادل كلاس 10 في الصنف الأول بقيمة 10 ميغابايت في الثانية و U3 الذي تقدر قيمته بـ 30 ميغابايت في الثانية.

• النوع الثالث: Video Speed Class وهو أحد فئة لسرعة بطاقة الذاكرة الرقمية، وتبدأ قيمه من V6 التي تعادل 6 ميغابايت في الثانية وصولا إلى V90 وهي الفئة الاكثر سرعة في القراءة والكتابة بـ 90 ميغابايت في الثانية.

فيديو يشرح الموضوع بشكل مفصل:

لحدود كتابة هذه الأسطر ليست هناك بعض كل معدات التصوير اللازمة لتصوير فيديوهات 8k و 360 درجة حيث أن الكاميرات المتوفرة لغاية الآن محدودة ومازلت في مرحلة التطور، لكن هذا لا يعني أن الأمر قد يستغرق الكثير من الوقت بل العكس، التطور السريع في عالم التكنولوجيا الحديثة يوحي بظهور مجموعة من المعدات المثالية قصد الاستجابة لمتطلبات السوق الحالية، حيث أن عدد كبير من الشركات العالمية المتخصصة في مجال تصميم وتصنيع معدات التصوير دخلت بقوة في منافسة شرسة قصد الاستحواذ على أكبر نسبة ممكنة في حصة السوق المتوفرة.

فحاليا الكاميرا التي بإمكانها التصوير بجودة 8K هي WEAPON من شركة RED والتي تم تصنيعها لنطاق الصناعي السنمائي لأن سعرها هو 70 ألف دولار وهذا المبلغ لا يمكن لأي شخص إنفاقه على كاميرا فيديو غير الشركات الكبيرة.

بعض التقارير الاخبارية الخاصة لوكالة الأنباء اليابانية NHK تقول بأن أول ظهور لكاميرات DSLR تدعم فيديو 8k ستكون متاحة للاستخدام خلال الربع الأول من سنة 2020. أول العلامات التجارية العالمية التي دخلت على الخط هي شركة كانون canon عبر تطوير كاميرا DSLR بدقة عالية جدا تقدر بحوالي 120 ميغابكسل وبمعالج قوي من صنف CMOS Súper 35 mm القادر على التقاط صور تصل دقتها إلى 8192×4320 بكسل، بسرعة 60 إطار في الثانية الواحدة.

كانت هذه لمحة سريعة حول مستقبل السرعة في نقل وتخزين البيانات على الوسائط الرقمية التي أصبحت تتطور بشكل مذهل حقا، خصوصا على مستوى بطاقات الذاكرة الرقمية من صنف SD التي تعتبر الأكثر استخداما من قبل كاميرا DSLR.