نشعر في كثير من الأحيان بمشاعر سلبية ناتجة عن عدم الرضا أو الانزعاج الناتج عن أحد المواقف يترافق مع تهيج واحمرار في الوجه أو بكاء أو رغبة به أو حتى الصراخ في بعض الحالات تحت مسمى الغضب , كان لنا وقفة مع الدكتور ماهر حداد في مديرية الثقافة بحمص المركز الثقافي بحمص في قاعة سامي الدروبي بمحاضرة بعنوان “تحليل الغضب” سنورد بعض ما ورد فيها :
تحدث حداد عن تحليل الغضب وتأثيره على العلاقات الاجتماعية وعلى العمل ونجاحه , وطرق معالجة الغضب غير المتحكم به ولا ننسى أن للغضب بعض النتائج الإيجابية عندما نتعامل معه بطريقة صحيحة وتوجيهه بطريقة سليمة .
حتى الحيوان يغضب ولديه ردات فعل , ويوجد نوع مشترك للغضب بينه وبين الإنسان , وتناولت المحاضرة كيف يمكننا أن نغضب بطريقة سليمة بهدف تصحيح الأخطاء وكيفية علاج الغضب المرفوض الذي يؤدي لنتائج سلبية تنعكس على الأشخاص المقربين لدينا وأبرز الحلول : معرفة وجود المشكلة لنتمكن من معالجتها بحسب نوع السبب ويعود السبب في بعض الأحيان إلى المثل الأعلى لدى الأطفال إذ كان الأب غضوباً يتأثر به الطفل ونشجعه بشكل غير مباشر على الغضب وعلينا التركيز على الدروس التي نحصل عليها من الحياة فهي ناتج علاقاتنا وتجاربنا التي نكتسبها من التعامل مع أصدقاءنا ومن خلال الأخطاء التي نرتكبها فنسعى إلى معالجة سلوكنا بهدف الحياة بطريقة أفضل .
للغضب عدة أنواع نوع إرادي ونوع لا إرادي وغضب متوضّع أو كامن وله علاقة بالتعلم , تختلف درجات الغضب حسب السبب مثلا إذا ضرب أحدهم سيارتنا نشعر بالغضب وإذا سقط البرَّد من السماء وضرب السيارة نشعر بالحزن , وفي حال كنا السبب نشعر بالخجل.
من أبرز أراء الفلاسفة اليونان بالغضب غير المتحكم به قول أرسطو: الغضب المتعلق بالعدالة يكون غضب إيجابي , عكس الغضب هو اللامبالاة وهو غضب سلبي ….
وقد ينتج تأثيرات سلبية عند إخفاء الغضب , علماء النفس يتحدثون عن تأثيرات سلبية جسدية على الشخص مثل القرحة المعدية وعدم النوم وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وينتج عنه مشاكل عقلية وضعف الجهاز المناعي …
ومن أبرز أسباب الغضب : الذين يتعاطون الكحول والمخدرات بكثرة والضعف العقلي والشقيقة والعوامل النفسية الاجتماعية مثل الفقر الاجتماعي واختلاف البيئات….
الغضب في مكان العمل له اتجاهين :الاتجاه الأول هو عدم التعبير عند الغضب من رب العمل , وعدم إظهاره ينتج عنه أثار سلبية منها عدم الولاء والانتماء للعمل, والاتجاه الأخر التعبير بطريقة غير صحيحة أي تجاوز عتبة التعبير فلا يظهر السبب الذي غضبنا من أجله وإنما يظهر خطؤنا برد الفعل الناتج عنه …
في نهاية المحاضرة حدث حوار شائق مع الحاضرين , وطرحت العديد من التساؤلات التي أجاب عليها الدكتور باحتراف وبطريقة علمية .