رائد التصوير الفوتوغرافي في السماوة..الراحل إبراهيم شاكر العزاوي
أجبار المكتوب/السماوة الدولية – العدد السابع عشر
كان حكاية وتاريخ..لم يتوقف طموحه عن الصورة بل انتج اجيال متعددة من الفنانين في التصوير الفوتغرافي والذين يحترفون او يهون التصوير.. كافح كأنسان فني ممتهن لخلق لوحة تعبيرية تعطي نموذجا ذوقيا للمتلقي حيث مزج بموهبته الضوء بالرسم واعطى صورة..اضافها الى التراث السماوي والعراقي معا..روحه العذبة والبريئة وأشراقته اعطت لنا صورة فوتغرافية تجسد معنى الفكر الانساني المتجدد على مر السنين الذي عمل بها شيخ المصورين ورائد التصوير الفوتغرافي في السماوة الحاج ابراهيم شاكر العزاوي…والذي دفعه الى تعليم التصوير هو ماشاهده امام عينه معاناة اهالي السماوة عندما يطلب منهم صورة للمعاملات ويذهبون الى مدينة الديوانية بصعوبة كبيرة بسبب الطريق الترابي القديم واتعاب السفر والمصاريف.
صور الطبيعة كما هي والتاريخ كما هو وخلد مدينة السماوة بسمفونية تصويرية والتي ستبقى في ذاكرة الاجيال…
طموحه وصل الى صناعة الابداع والتجدد والتفاعل مع الحياة واعطاء وانتشار فنه.
العزاوي الذي كانت بدايته هاويا وتعلم في شبابه حيث اتقن التصوير من ذلك الرجل الذي يأتي الى السماوة في المناسبات الرسمية والتقليدية والاعياد واصبح مصورا عام١٩٤٥.ومن هذا التاريخ اتخذ التصوير رسالة انسانية وفنية ايصالها للاخرين والقادمين من بعده ودرس هذا الفن ذاتيا حيث سخر كل طاقاته وهو ينظر في عيناه وضميره..
ان تجربته التصورية والتاريخية بحاجة الى وقفة طويلة حتى ندرسها بأتقان لادخالها الى عالم الفن….
العزاوي لديه ارض خصبة للانتاج من خلال خبرته الطويلة ولأكثر من سبعين عاما عشق الصورة والذي ولد في السماوة عام١٩٢٩ واتقن عمله وهو في ربيعه السادس عشر…وان مايملك من ثروة واسعة من الصور الشخصية لايمكن الاستغناء عنها لانها تراث في الحياة الاجتماعية والثقافية وكان بشخصيته فريق عمل متكامل لصناعة الصورة وانتاجها اتقن التصوير الذي هو فن الرسم بالضوء وبدون ضوء لاتوجد صورة ..لذا وبعد عامين من الاتقان والتعلم والتجربة وبعد بلوغه ربيعه الثامن عشر فتح اول استيديو في السماوة عام ١٩٤٧ بأسم الامير مجاور السينما القديمة وتغير استيدو الشعب بعد عام ١٩٥٨.في عام١٩٨٠نقل الى مكان اخر في السوق العريض واصبح اسمه النيل ثم قرب فندق الهدى باسم مختبر النيل للتصوير الملون يعتبر العزاوي اول من ادخل مختبر التصوير في السماوة عام١٩٨٢ من ثلاثة اشخاص في العراق باشراف خبراء من المانيا..لذا من الضروري اضافته الى جدول رواد التصوير الفوتغرافي في العراق مع الاسماء الامعة من امثال.عبد الكريم يونس تبوني.يوسف الياس سنبل.نعوم الصائغ.مرادالداغستاني.كوفا ديس.يحيى المختار.ارشاك.فؤاد شاكر كوب.كاكا.خضير عباس.ناظم رمزي.لطيف العاني .واخرون.
العزاوي مدرسة لتعليم علم الضوء بالرسم انتج عائلة متكاملة من المصورين والفنانين والمثقفين وبرز اعداد من الشباب منهم التربوي والتشكيلي الخطاط حسين علي شاكر العزاوي الذي يعتبر من الجيل الثاني لفناني التشكيل في السماوة وصاحب البحث المرسوم..كيفية تدريس الخط العربي في المدرسة الابتدائية.
ومن تلاميذه الاكاديمي والمخرج المسرحي باسم ابراهيم العزاوي التدريسي ورئيس قسم الفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة.بغداد.ولدية عددمن المؤلفات منها كتاب..دلالات ومتغيرات في المسرح..ومؤسس مدارس اروك في السماوة..
والمصور والمخرج السينمائي حسن العزاوي والذي لديه عدة افلام وخاصة القصيرة والحائز على المركز الثاني لفئة الافلام القصيرة جدا ضمن مهرجان القمرة السينمائي الدولي الذي جرى في البصرة واشترك بفلم..الهي..في المهرجان الدولي الرابع في بابل ورشح من ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان فاتن حمامة في جمهورية مصر العربية من ضمن عشرون فلما من كافة انحاء العالم…
في عام١٩٧٤.قام يحيى علي بركات مدرس في اعدادية صناعة السماوة بصنع جهاز سينمائي للصورة بالتعاون مع الاستاذ رزاق شاكر وحامد فاضل الروائي والمترجم المعروف صاحب رواية..بلدة في علبة..ورشح هذا الجهازللاشتراك في معرض اختراعات الشباب في بلغاريا.
العزاوي وجهوده تأسس وفتح العشرات من المحلات المنتشرة في السماوة وتخرج اعداد كبيرة من المصورين والفنانين والمهتمين بالفوتغراف ومنها مختبرات العزاوي وجمعيات ومؤسسات منها رابطة عيون المثنى للتصوير برئاسة اسامة القصاب والتابعة الى الجمعية العراقية للتصوير برئاسة السيد هادي النجار..وغيرها..
كتبت عنه الصحف والمجلات الورقية والالكترونية ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة وذكر في المهرجانات الفنية وخاصة المهتمة بالتصوير الفوتغرافي ودرج اسمه في قائمة اهل الفن رقم 1باسم شيخ المصورين الرائد الاول من كتاب..السماوة تاريخ ورجال..تأليف المؤرخ والباحث الراحل الاستاذ عبد الرضا النجم.وكتب بحثا عنه مسافر ناظم السماوي في صحيفة المحافظة وعمل له مهرجانا في البيت الثقافي في السماوة.
وكتب عنه وسام الغرة وخالد العزاوي واسامة القصاب واخرون على صفحاتهم الشخصية.
كما اقيمت دورة للتصوير الفوتغرافي في البيت الثقافي في السماوة وهي الدورة التاسعة والتي اقامتها رابطة عيون المثنى للتصوير بالتعاون مع البيت وجهود الاستاذ ياسين الفضلي واخرون على نجاحها. اختمت الجمعة٢٠١٧/١/٦.
بحضور السيد عماد الساعدي مسؤل الدورات في الجمعية العراقية للتصوير والتي شارك فيها من الشابات والشباب.
الرائد الحاج ابراهيم شاكر العزاوي الذي وثق السماوة وبما فيها من حياة وما صنعه من الصورة الفوتغرافية يعتبر متحفا وثائقيا تراثيا متجددا ومدرسة متكاملة من الابداع في فن التصوبر للدراسة فيها و اضافتها إلى ثقافة السماوة والعراق..
وفى الرائد بتاريخ٢٠١٦/١٠/٢٢ تاركا بصمة ثمينة صنعها بأنامله المباركة و كامرته التصويرية التي لا تتوقف على مر السنين و الأزمان وباقية للأجيال القادمة..