هل للحياة معنى بلا حب ؟ هل الحب هو ملح الحياة ؟؟
ما المقصود بالحب؟ هل هو حب الوطن حب الحبيبة حب الأهل حب الأرض ؟
في يومنا هذا جعلوا من الرابعة عشر من شباط عيداً للحب فهل يكفينا يوم للحب؟ وكيف نحيا بقية الأيام بلا حب فنحن نتنفس الحب , قام كوكبة من الشعراء من جميع أنحاء سورية بملتقى القرداحة الثقافي مهرجان شعري بعنوان “رسالة محبة تحملها قلوبنا لحمص المحبة والسلام” ليحتفلوا بهذا العيد جاؤوا حاملين الحب فغنوا للوطن وللحبيبة على امتداد يومين بمشاركة عشرين شاعراً وشاعرة من أعضاء الملتقى الذين تجاوزوا ثلاثمائة عضو في مديرية الثقافة بحمص في المركز الثقافي قاعة سامي الدروبي سنورد جزءاً صغيراً من المشاركات حيث تنوعت بين الشعر العامودي والنثري .
حين أبحرتُ بينكم في حروفي
ثَمُلت كرمتي وطال وقوفي
أتراني أمدّ كفّ بيانٍ
أم تراني أمتاحُ شهد قطوفي
إنّ ما بيننا أواصر حرف
ضيفة صرتُ حين جاء ضيوفي
بهذه الكلمات افتتحت المهرجان الشاعرة دارين المحرز وقدمت الشاعر القادم من حلب الشهباء عبد الحميد ملحم الذي تنوعت قصائده بين الغزلي الصوفي والغزلي والوطني بعنوان “كأسي” و”شوق” و”تحية إلى حمص”:
كأسي …وقد كان الحبيب نديما
فيها سرى سر الجمال..قديما
سر عظيم ليس يدريه سوى
من كان في عشق الجمال عليما
وكان لمقاتلينا الأشاوس عدة مشاركات تحمل حساً عالياً بالانتماء للوطن والوطنية منها مشاركة الشاعر غسان العلي بقصيدتين وطنية “صبراً دمشق ” وغزلية “أسرتي قلبي “:
نارٌ من الحبِّ لا تُبقي و لا تذرُ
فالحبُّ يفعلُ ما لا يفعلُ البشرُ
نارٌ و كأسٌ و خمرُ الحبِّ يملؤهُ
و لاعجُ الشوقِ يسقيني فأختمرُ
دمشقَ شوقي على الأيَّامِ ما برحت
وشارك الشاعر المقاتل عزام عيسى القادم من شمال حماه مدينة النواعير قصائد منوعة بين الوطني والغزل بعنوان ” رسالة معايدة”و” فينيق ”
أنا والغرام حكاية لا تنتهي …مروية بأناقة وشغاف
يحتل قافيتي الجمال
وعندما يسعى لي المحتل بالإجحاف
فالبندقية والجنود وجبهتي ديني ومعتقدي وبيت عفافي
و الشاعرة الناطقة بالحب والإحساس نسرين بدور قدمت عدة قصائد وطنية ووجدانية بعنوان ” الحذاء الأحمر””وحرير الأحمر”” طرحة العرس”و ” مليك الحسن”:
كلُّ خمرٍ في الكونِ محضُ حرامٍ
وانا الخمرُ فيهِ كلَّ حلالِ
ومليكٌ للجنِ يسكنُ حسني
مثل جرحِ الناياتِ في الموالِ
للوطن والشهيد غنى وللحب والحبيبة وسافر عبرَّ الحلم ممتطيا جواد من الحروف إنه الشاعر أيمن أسعد شارك بقصيدتين “وجهك شاطئ اليقين “و” هم الأنبياء” :
أسْرَجْتُ كلّ خيوليَ البيضاءَ كل قصائد….
والحلمُ يَحْمِلنا معاً
متأرجِحا ذاتَ الشمالِ بنا
وذاتَ الياسمين
جَسَدي المدى
وكان حضور الأنثى لافتا في المهرجان فشاركت بعدة قصائد منها الشاعرة منى الخضور قادمة من اللاذقية وهي حمصية المنبت “أنثى وشوك ” “تراتيل السوسن” و”حمص الجريحة “:
إنّي بحمصَ تجذّرتْ انسابي
وطفولتي وتعلّقي وشبابي
ودماثةُ الأخلاقِ بعض مناقبي
وتعفّفٌ والصبرُ من أطيابي
لم يمنعه جمود القوانين من أن يغزل كلمات أشبه بالسحر منها وطنية وأخرى غزلية أنه الشاعر المحامي أحمد بشار حلاق من حماه “أمي سورية ” ” اكتمال العشق”
تسألني عن ميلادي
ميلادي أنت..
وطني أنت…
وأجمل أعيادي
في كل قبلة
منك ولادتي ….
بعدك موتي…. واستشهادي …
أليست الشهادة عشق…..
نبتَ وجبلَ بثرى حمص الطاهر, فأثارت الأحداث في سورية خيال الشاعر المبدع لتصوغ كلمات عذبة بعد توقف عن الكتابة لمدة طويلة ليرمم ما دونه سابقاً وأغلب قصائده وطنية , فيها الوجداني والإنساني , أنه الشاعر راتب عبد الهادي الحسن شارك بعدة قصائد وجدانية صوفية “فارس وشعر أنثى “و “هجري” وقدم قصيدة جارى بها أمير الشعراء بعنوان “ماذا سأكتب في الهوى لرضاك”:
ونذرتُ حرفي في القصيدة فداك ومناهلي أضحت لمن رياك
سحر الحياة وكنهها وبهاؤها في مقلتيك ووحي كل ملاك
وشاركت الشاعرة الجميلة شكلاً ومضموناً دارين المحرز بقصائد وطنية وغزلية “دافئ الروح”و “مقاومون بالفطرة “و”لأجلك أحيا” تعبر من خلالها عن مكنونات قلبها وروحها من شوق وعشق لمن تهواه:
يقيني بأنّي سأهواك عطرا
إذا ما يداك ستهديني شعرا
يتيه خيالي بتلك الدروب
واختتمت المشاركات بمشاركة مدير الملتقى عمار ابراهيم مرهج بقصائد حاكت العصر العباسي بأسلوبها وجمالها “إلى حمص”و”الكاتب بالحب “:
أنا لستُ أؤمنُ بالخصومةِ مطلقاً
يقضي الغرام الصَّرف أن تتبايعوا
إنَّ التَّسامحَ في المحبـَّـةِ واجبٌ
إن أخطأوا لو كان فيهـــم نُزَّعــوا
أنا لســـتُ أكتبُ أيَّ حرفٍ بينهمْ
ما لـم يقولوا : للمـــــودَّةِ طُيَّعـــوا
أنا كاتبٌ بالعدلِ لا أهوى الهــوى
وقد اختتم اليوم الأول بتكريم عدد من أعلام الوسط الثقافي حيث برز تميزهم في تشجيع الحركة الثقافية وتبني المواهب ورعاية الأدباء منهم مدير الثقافة بحمص معن ابراهيم و ومدير المركز الثقافي بشين سفير سالم ورئيس منتدى حمص الأدبي في حمص ابراهيم الهاشم والدكتور الشهيد الياس الشام