فن النحت فن قديم جداً وكان الذين يحترفونه أصحاب ذوق رفيع, كانوا يجسدون من خلال منحوتاتهم الملوك والحيوانات والأشياء الثمينة فعبرت عن حقب زمنية وحضارات , فكان له مساحة في اليوم الثاني من مهرجان حمص الثقافي من خلال مشاركة النحات المبدع إياد بلال
ضم المعرض 50عمل خلاصة تجربة الفترة الماضية لبلال , تنوعت الأعمال بين الحجم الصغيرة والكبير , تراوحت أبعادها ما بين 5سم و3 أمتار,مادتها الأولية مشغولة بالخشب والبرونز والخامات الأخرى بمحاولة لدمج البرونز والخشب لمعرفة إمكانية التوافق و رد فعل الناس على هذا الأسلوب الجديد , تناول قضايا الإنسان المعاصر حيث كان الإنسان حاضرا بجميع أعماله الخارج من الرماد ومن الحرب ومن الموت معلناً عن ولادة جديدة , فظهر بعدة أشكال فكان فراشة أو غزال أو كتلة معمارية حيث جمح في الخيال بأعماله متخطيا المكان ليسمح للمهتم أن يحلق بعيدا عن الواقع , فأكد على بعض العناصر كالماء الريح والنار , تناولت بعض أعمالة دلالة الأرقام الواحد والثلاثة والخمسة و الاثنى عشرة حيث جسدت إحدى لوحاته جداريه تعددت القراءات لها فرآها بعضهم سفينة والبعض الأخر رأى فيها شكل معماري ومستند وآخرون رأوا فيها شكل مغزلي وأرض وسماء , حيث طرح بلال تشكيلياً رؤيته من خلال اللوحة ليترك للمهتمين قرأتها حسب سوياتهم المتباينة ولكن برؤية تشكيلية , فبدا الجهد الواضح على العمل التشكيلي النحتي , وقد بدأ توجهه واضحاً نحو الواقعية التعبيرية حيث ذهب بها إلى أقصاها متجاوزا مفهوم الأكاديمي النحتي حيث ليس بالضرورة أن يكون المبدع نحاتا أكاديميا , وكان واضحاً في أعماله عمق الحوامل الفكرية والثقافية والنفسية فكانت أعماله من السهل الممتنع البسيطة في طرحها والعميقة في دلالاتها.
وقد طرح استعراضات مسرحية من خلال حركات مجسماته أقرب دلالية للمسرحية استمد رموزها من الريح من الشجر….
تميز حتى بطريقة تعاطيه مع الحب فطرحه بطريقة مختلفة وأشار إلى الموت بطريقة مبتكرة , كثرت الثنائيات التي تجمع الرجل والمرأة بطريقة دلالية ملفته , كانت المرأة حاضرة بقوة بأغلب أعماله موزعة بين أعمال جداريه وفراغية ومشغول على الدلالات , وكان التراث السوري القديم حاضراً بطريقة دلالية وحاول من خلال أعماله الإجابة على سؤال مهم : كيف نكون معاصرين ولدينا موروث ثقافي ؟
والملفت للنظر في المعرض وجود ثلاثة أبراج ضخمة يظهر فيهم الكثير من الحالات الإنسانية وحضور مكثف لحضارة أوغاريت ….