رؤية فنية لعمل المصور الصحفي فرقان الأعرجي
تحت عنوان: الحدباء
بقلم الأديبة السورية : سناء صبوح
هي اللحظة…
التي أيقظت الكلمات من سباتها رغم أنين الأحرف، وسماءٌ تعكر صفوها بغيوم نفطٍ يحترق.
هذا هو حالنا في الحرب والسلم لنا دخانه فقط..
وللون رائحة نفذت إلى عقولنا، نشتمّ منها ضراوة معركة لوأد إرهابِ الذين ادعوا أن غايتهم الإنسان، فكان إرهابهم بلا إنسانية بوحشية الغايات وهدم الأوطان.
شيخٌ وحده في فراغ…هل التهم الطريق بخطواته الواسعة؟ على وقع ضربات قلب موجعة فسقط الجسد. بصمتِ ذهولٍ يناجي نفسه: “أبكيك وطناً.. غربةً واغتراباً وهجرة ًداخل حجرك، من قلبٍ كان حلمه أن يكون إنساناً في وطنه”.
انتصارٌ… يفيض بدمعٍ انسكب مدراراً في جوف العيون لفراق الأحبة، و يدان تقبضان بقوة على ما بقي من الروح بعمق الألم.
موصلُ.. يا أغنية حضارة كلماتها ارتصفت بآثار. و أرضها ينابيع فكر و ثقافة و فن. فكان غزواً همجياً و ممنهجاً لاغتيال رائحة الأرض مع قطرات المطر الأولى..
جاءها النصر.. لم تلق جدراناً لتكتب علائمه في ساحةٍ شَهِدَت واستُشهِدَت بانهيارِ أبنية ٍلامست الأرض لتعلو من جديد.
هي اللحظة…التي اقتنصها المصور الصحفي “فرقان الأعرجي” من الزمن ، باقتراب منه… ناداه :”عماه، عماه!” فكان صدى الفراغ.
يسائلُ نفسه هل تشظى السمع كما تشظت الروح؟ حينها غاب العقل في خدره من جلوسه الحزين. واجتمعت كل الأفكار بصرخة الروح لالتقاط صورة، طُبِعت على القلب قبل الكاميرا لتكون تاريخاً نقرأه بخطوط وجهٍ رسمها الألم بإتقان كي يوثق الزمان والمكان.
الزمان : دحر الإرهاب
المكان: الموصلُ، أم الربيعينِ، الحدباء. و يمكن أن تكون في أي مدينة عربية.
تقديري أستاذ فرقان لأنك جعلت الروح تتحدث بفكر لم يكن من السهولة مخاطبتها به.