في عيد الحب: البعيد عن العين قريب من القلب
الكثير من الأزواج ينتظرون 14 من فبراير للاحتفال بعيد الحب والإفصاح عما يعتري قلوبهم من حب تجاه شركائهم. لكن في بعض الأحيان قد يجبرهم بعد المسافة على عدم مشاركة أحبائهم فرحة “الفالنتاين”.
أحباء كثر يحتفلون في عيد الحب “الفالنتاين” بعيدا عن شركائهم بسبب الظروف التي أجبرتهم في زمن معين على الابتعاد لتحقيق حلم ما أو ضمان لقمة عيش في بلد آخر. لكن عيد الحب، يبقى مناسبة للشركاء والأزواج يبتكرون فيها طرقا خاصة للفرح، في يوم خاص بالعاشقة قلوبهم والمشتاقة أفئدتهم.
“كتب لي نصا مطولا، و ترك لي صورة، كما وعدني أن نشاهد نفس الفيلم هذه الليلة”، تقول سارة (اسم مستعار) لـDWعربية من المغرب( 20 سنة)، مجيبة عن كيفية احتفالها وحيدة دون زوجها.
سارة واحدة من النساء اللائي يعشن بعيدا عن أزواجهن. هي الآن في المغرب، وزوجها في أمريكا من أجل العمل. اضطرا للابتعاد عن بعضهما بملايين الكيلومترات، لكن ذلك لم يبعدهما عن طقوس الاحتفال بـ”الفالنتاين” وخلق جو خاص بهما. “نحن لا ننتظر عيد الحب لنحتفل بحبنا، نفعل ذلك بشكل مستمر”، تقول سارة.
سعيدة، هي أيضا مضطرة هذه السنة للاحتفال وحيدة على غير عادتها؛ “سنقضي اليوم بعيدين عن بعض، سنكتفي بالتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشتري هدايا لنقدمها لبعضنا عندما نلتقي”، تقول في حديثها لـDWعربية.
سعيدة وزايد، مثال زوجان يعيشان بعيدان عن بعضها بسبب العمل والدراسة. فبحكم ظروف سعيدة التي ألزمتها البقاء في المغرب حتى إنهائها للدراسة، يعيش زايد في السعودية بسبب العمل.
البعد جفاء؟
تروج كثيرا مقولة “البعيد عن العين بعيد عن القلب”، لكن سعيدة تقول: “للحب سحر خاص قادر على تقريب القلوب مهما بعدت المسافات”. سعيدة، وحسب تصريحها، لم تؤمن يوما بهذه المقولة، فهي تستند إلى تجربتها التي علمتها أن الحب فوق كل مسافة وأن المسافة نفسها تتلاشى في حضور مشاعر صادقة وقوية.
الدكتور حميد الهاشمي، باحث اجتماعي متخصص في الاندماج والانثروبولوجي، وأستاذ علم الاجتماع بالجامعة العالمية بلندن هاندي، تحدث لـDWعربية، واعتبر أن بعد الأزواج عن بعضهم لأي سبب يزيد من كم الحب بينهم، في العلاقات الطيبة، كما يضفي على علاقتهم شوقا وحنينا. لكن في المقابل يرى الهاشمي أن البعد قد يؤثر سلبا في العلاقات المتوترة، حيث تكون المسافة فرصة للجفاء وزيادة المشاكل بين الشركاء، والتي قد تصل إلى حد الخيانة.
التواصل يحفظ الحب
في بعض الأوقات، يضطر الشريك لمغادرة البلد بسبب ظروف العمل أو عوامل أخرى، مما يحول دون عيش الزوجين تحت سقف واحد، والحرمان من تقاسم لحظات الحزن والفرح. لكن الأمر صار مختلفا اليوم، فعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبضغطة زر يحضر الشريكان نفس المكان والزمان، ويحافظان على مشاركة تفاصيل الحياة التي تزيد علاقاتهما قوة ومتانة.
“ألفنا البعد”، هكذا تصف سارة تعايشها مع بعد حبيبها. إذ أن ابتعاد أجسادهما، هي وزوجها، لم يمنع أرواحهما من الاقتراب أكثر. سارة تؤكد على كونها تعمل جاهدة للحفاظ على توازن علاقتها بزوجها عن طريق تواصلهما الدائم وغير المنقطع: “نخصص وقتا دائما لبعضنا، ونبقى على تواصل مستمر”.
الأمر نفسه ينطبق على سعيدة وزايد، فهما يتحدثان على مدار الساعة: “نكثف تواصلنا كي لا نشعر بالمسافات”، تحكي سعيدة وتضيف “في البداية لم أتحمل بعد زوجي عني لكن مع مرور الأيام أصبحت أتعود على الوضع…”