وهيدي أقدم حكاية حب ..
رح احكيلكن اليوم حكاية حب قديمة عمرا آﻻف السنين (حكاية عشق بنت الجيران) اللي خلدتها حبات التوت اﻷحمر..
( بيرام وتشبي ) هالحكاية من صفحة الصديق Sizeef Syrian (بتصرف) .. اللي كان أول مين
حكى عنها بالفيسبوك ونفض الغبرة عن حقيقيتها….
متل ما بتعرفوا.. القصص الشعبية واﻷساطير بتنتشر وبتتنقل من زمن لزمن ومن مكان لمكان بشكل طبيعي رغم انو اﻷساطير هي جزء من التراث القومي لكل الشعوب واللي أساسها بمعظمه واقعي انكتبت بطرق أدبية خاصة وبلغات مختلفة..لكن معظمها بيتشابه بسبب تطور التاريخ اﻹنساني والتأثير المتبادل بين الشعوب..متل إسطورتنا أو حكايتنا اليوم : (إسطورة شجرة التوت) أو (حكاية بيرام وتشيبي) …اللي صارت من آﻻف السنين بأرض بابل وانتقلت لبﻻد اﻹغريق عبر الشاعر الروماني أوفيدوس سنة 43 ق.م….واقتبسوا منها اليونان بحكاياتن وصار اسمن بيراموس وتسيبا… ووصلت هالحكاية للهند وصار اسمن ديفداس وبارفاتي.. وطبعا اكتر مين شهرها بالعالم الكاتب اﻹنكليزي شكسبير باسم ( روميو وجولييت) …و بكل مكان انتقلت الو ضلت محافظة عامحورها اﻷساسي وهو .الصراع بين الخير والشر..بين الحب والكره ……حب بنت الجيران والحب الممنوع بالمجتمع تحت حجج وذرائع مختلفة..والنهاية المأساوية اللي عطت بالقصة اﻷصلية البابلية تفسير اللون اﻷحمر لحبات التوت…وربطت هاللون بالحب لحد وقتنا الحاضر.
وحكايتنا البابلية اسمها : ” قصة حب بيرام وتشبي”
حوبو _حابو = حب ..عشق
بيرام _ بارام _بيرم = بر_رام = بر =ابن …رام =السيد العالي المقدس
بيرام = ابن السيد العالي المقدس…وبيرام صار بيراموس..بارام …بيرم…ديفداس..روميو..
تشبي_تسيبا_تسبي _تشبي باراي = اسم القمر لمن بيكون هﻻل ..وهو اسم من أسماء عشتار..(هﻻلة)…. وتشبي صارت تسبي… تسيبا…بارفاتي… جولييت
هﻷ شو دخل لون حبات التوت اﻷحمر بهالحكاية !!!؟؟؟ متل شو دخل القلوب اللي بتنرسم بعيوننا (هﻷ) لمن منقرأ ومنسمع حكايات الحب !!!!!!
بتقول الحكاية :
على شاطئ الفرات بمدينة بابل العظيمة..كان في شب اسمه بيرام مشهور بوسامته بالمدينة..وفي صبية اسمها تشبي كمان هي من أجمل صبايا بابل وكانوا يقولوا عنها إنو عشتار ربة الحب و الجمال وهبتها أروع فنونها ومحاسنها و جمالها…
بيرام وتشبي كانوا جيران..بيوتن جنب بعض بيفصل بيناتن جدار.. عاشوا طفولتن مع بعض وكانو أصدقاء وكبروا سوا..وكانت كل ساعة وكل يوم يمر بحياتن يزيد ارتباطن وتعلقن ببعض أكتر..واتحولت هالصداقة والود الصبياني لحب كبير وعشق جنوني.. وصار الواحد فيهن مايقدر يتحمل غياب التاني عنو ولوو لحظة.. وبتنتشر حكاية حبن بالحي وبيسمعوا فيها أهلن …
اﻷهل غضبوا واعتبروا انو أوﻻدن دنسوا اﻷخﻻق البابلية وداسوا عاتقاليد مجتمعهم ..فمنعوهن من اللقاء ..وحاول بيرام يطلب تشبي للزواج ..لكن اﻷهل رفضوا وحبسوهن ببيوتن …. وللصدفة كانت غرفهن جنب بعض بيفصل بينها حيط (جدار).. وبالحيط في ثقب صغير ..صار وسيلتن الوحيدة ليحكوا من خﻻلها مع بعضن..وبيصير الشوق للقاء هاجسن اليومي….ومرة جديدة بتتدخل الربة عشتار ربة الحب والجمال وبتبث للعاشقين الشغف والشوق للقاء وبنفس الوقت بتسلحهن بالعزيمة والجنون والشجاعة مع قوة الحب العجيبة اللي ما بتعرف اليأس وﻻ الهزيمة…. وبيتفقوا الحبيبين عالهرب واللقاء بالليل عند أسوار المدينة جنب قبر نينوس ( يقال أنو نينوس هو مؤسس مدينة بابل)..وجنب القبر فيه شجرة توت ضخمة لون حباتها أبيض متل التلج وعند جذعها كان في نبع ماء فوار..مياهه عذبة ونقية…ولمن صار الليل وقرب موعد اللقاء..قامت تشبي ولفت حالها بشالها اللي هداها اياه بيرام واتسللت من البيت وقدرت تهرب ووصلت عامكان اللقاء..شربت مي..وقعدت جنب التوتة تستنى وصول بيرام..وفجأة بتسمع صوت زئير رهيب جايي صوبها..فبتحس تشبي بالخوف والرعب وبتركض لتتخبى وبيوقع شالها عاﻷرض..وكان هالصوت المرعب هو صوت لبوة عطشانة بعد تناوﻻ لفريستها وتمها ملطخ بدم الضحية المسكينة..جاي عالنبعة لتشرب (من المعروف انو اﻷسود ما بتصيد بالليل..بتصيد بوضح النهار وأمام الجميع …بس هيك جاي بالحكاية)…
وبتشوف اللبوة الشال عاﻷرض وبتهجم عليه وبتمزقه بمخالبها وأنيابها..وبعدين بتشرب مي وبترجع من مطرح ما اجت…وبيضل الشال عاﻷرض ممزق وملطخ بالدم…بيوصل بيرام وبيشوف الشال وبيعرف انو شال حبيبته تشبي..فاتخيل انو في وحش هجم عليها افترسها ومابقي منها غير شالها ..وبيجن العاشق وبيمسك الشال وبيحضنو وبيلوم حالو عا تأخره و انو هو السبب بمقتل حبيبته و بينده للموت وبيطلب منو ياخد روحه ليلحق تشبي وبيمسك خنجره وبيغرزه بين ضلوعه بقلبه وبيقتل نفسه.وبيفور دمه بيلطخ حبات التوت البيضا وبيلونها باﻷحمر ..وبهاﻷثناء بتطلع تشبي من مخبأها وبترجع لعند شجرة التوت لتحذر بيرام من اللبوة .. ولمن بتوصل بتشوف شي غير طبيعي..وتحت ضو القمر بتلمح بيرام عاﻷرض غرقان ببركة دم..بتركض لعنده وبتحضنه بايديها وطبعا بتقبل شفايفه الباردة وبتتوسلو انو يفتح عيونو ويتطلع فيها نظرة أخيرة..وبتمسك تشبي خنجر حبيبها الملطخ بدمو وبتغرزه بأحشائها……ووو………(خدو نفس)…….ماتوا العاشقين….
وشافت اﻵلهة هالنهاية المفجعة وانصدمت الربة عشتار من جرأتن وإقدامهن…وندموا أهاليهن عاللي عملوه فيهن.. وشجرة التوت اللي شهدت المأساة وارتوت من دماء العاشقين بيرام وتشبي..حلفت من يومها انو تغير لون حباتها من اﻷبيض لﻷحمر اكراما لذكراهن..ويمكن من هون صار اللون اﻷحمر هو رمز للحب العاصف حد الهوس والجنون وللتفاني والتضحية واﻹنعتاق..
قديش قصص وأساطير الحب والتضحية عند السوريين الها وقع وأثر جميل ومقدس..نسجوا منها حكايات وأغاني وقصائد وأشعار زجلية وقاموا باعمال وابداعات بكل مجاﻻت الحياة بترتكز بأساسها عالحب والمحبة لدرجة انن بيعتبروا انو أي عمل لحتى ينجح ﻻزم يرتكز بأساسه عالحب والمحبة ….
اذا كل واحد فينا كتب قصة حبه الحقيقية من صميم قلبه..بترجع تخضر أرضنا وبتتداوى وتشفى جروحاتنا وبترجع تحيا سوريتنا….وتحيا سوريا..
أعجبني
تعليق
مشاركة
ربما تحتوي الصورة على: شخص أو أكثر
ربما تحتوي الصورة على: شخص أو أكثر
تمت إضافة 2 صورتين جديدتين بواسطة Manal Zaffour.
28 يونيو، 2017 ·
من حكايا سوريا والسوريين
حكاية حب حقيقية
حكاية عشق بنت الجيران
( بيرام وتشبي ) وإسطورة شجرة التوت اﻷحمر….