قراءة الفنان التشكيلي التونسي نبيل بلحاج
إيناس الأزرق فنانة تونسية لها طابع خاص في عملها فهي تجسّد المرأة التونسية في إطار تقليدي من هندسة وزخارف ونقوش ومفردات وثياب وأضرحة ومقامات، هذا ما جعلنى أتناول بالقراءة أحد لوحاتها والتي بعنوان أمل و انتظار؛ وهي مشهد يجسّد حياة يومية لفتاة في مقتبل العمر تجلس في حديقتها ترتدي ثيابا بيضاء وتربط شعرها بلفافة بيضاء أيضا بإيحاء ملائكي بجانبها قطة بيضاء أطرافها سوداء تنظر إليها في إطار هندسي تونسي تقليدي من خلال المفردات المزخرفة ، في الزاوية السفلى اليمنى آنية من فخار فيها أزهار وفي الزاوية السفلى اليسرى مجموعة من الأزهار الحمراء ويتدلى فوقها أغصان وأزهار شجرة أشتهرت بها مدينة سيدي بوسعيد السياحية تتوسطها نافذة تطل على البحر وفي جانبها الأيمن مقام “ولي صالح” بجانبه نخلة.
اعتمدت الفنانة في اللوحة تقنية الزيت على القماش بخطوط متواصلة أفقية وعمودية في الهندسة مثل النافذة والمقعد بما في ذلك من روحانية ورفعة وجاذبية وفيها الإتجاه أفقي ورأسي له أثر ثابت جمعت فيه الكثافة بين الخط الصلب والخط الشفاف الذي يتجلى بين المفردات والثياب. تصوّب الفتاة نظرها من خلال نافذة في شكل نصف دائري مغلق في إيقاع حيّ جدًا من خلال القطة التي تنظر إليها وكأنهما في حالة تماهي بلون أبيض وقليل من الأسود يرمز إلى حالة الفنانة النفسية من خلال علاقتها بالعالم الخارجي وما يحمله من أمل وتحدي في روحانية كبيرة تتجلى في رسم أحد المقامات بقبته البيضاء والنخلة المحاذية له المطلة على البحر وما يحمله من مزاجية رغم أنها رسمته في حالة هدوء وإستقرار ومن خلال علاقتها بقطتها التي تعبر فيها عن مدى هشاشتها العاطفية والحسيّة؛ أضف إلى ذلك تلك الزهور المختلفة المحيطة بها.
مزجت الفنانة لوحتها بالألوان الحارة والباردة وفي ذلك تعبير واضح على الاستقرار وتكاد تكون اللوحة مضاءة بأكملها وفي ذلك نور الأمل الذي تصبو إليه الفنانة . الفنانة إيناس من خلال أعمالها تذهب أكثر إلى رسامين الرومانسية من القرن التاسع عشر حيث كانوا يعطون أهمية كبيرة لاختيار التناسق.