نبيه اسكندر الحسن ..
من الأسطورة إلى الحقيقة في ملتقى الثلاثاء الثقافي الأدبي بحمص..
بقلم المصور : فريد ظفور
- إقتربت الشمس من المغيب ..بسط عينيه الزرقاوتان في تلافيف الأرض المطرزة بالضوء..خيم السكون على المدينة وبدت من غير سكان..وخامره فكر بالدفاع عن نفسه وبناء شرنقة تصونه وأصدقائه وأهله..تجمهر الناس حوله.. لم يكن يبالي بأصوات الرصاص من حوله..أنت نيسان الفراديس..فصار صراخاً كتوماً..يحمي اللهيب الذي في الطرقات ليطهرنا من ذنوبنا التي ما إقترفت..ولكنه وحده هو القصة والرواية ..برجليها جاءت الأحداث تتراقص أمام ناظريه.ولكنه أبى أن يكون مهمشاً فقرر بأن يكون الحكايا والرواية..
- إنه الأستاذ الأديب نبيه إسكندر الحسن..
- أيام ويحتفل ملتقى الثلاثاء الثقافي الأدبي بعيد ميلاه..سنوات مرت متزامنة مع الصراع الدائر والحرب المجنونة على مساحة وبقاع الوطن السوري..الذي تناولته ضواري مايسمى بالربيع العربي..حيث إحتشدت أكثر من 150 قناة إعلامية وآلاف المواقع والمدونات والصفحات وغيرها من الصحافة المطبوعة في الميديا وفي الغير مطبوعة في السوشيل ميديا..بغية النيل من كرامة الوطن والمواطن..في محاولة يائسة للتضليل الإعلامي والحرب الإعلامية ..بل لنقل حرب الصورة…واللعب بها وفبركتها وتقديم صور وفيديوهات من حروب سابقة في دول أخرى وحتى من سورية ..لكي توهم العالم بأن الشعب السوري يذبح بعضه وبأنه لايستحق الحياة وهمجي ومتخلف..ولكن إرادة المواطن وجبروته وصبره وتحمله الويلات والمصائب والجوع والعطش والبرد والحّر..وكذلك ثقافة المونة ( المأونة ) التي ورتنا وعلمتنا إياها الأم السورية..فقلما تجد منزلاً أو بيتاً في الريف أو المدينة وفي كل طرفي النزاع ولم تؤمن سيدة المنزل الإمرأة السورية عدة وعتاداً من الطعام يستطيع من خلاله أفراد الأسرة من الصمود لعدة أيام بل لعدة شهور من خلال مأونة المكدوس والشنكليش والزعتر والزيتون والزيت والجبنة والمربيات والزيت والطحين والخبز وحتى الماء وبدائل للهكرباء.وغيرها وهذه الثقافة نجدها عند شعوب بلاد الشام خاصة..
- وسط معمعان وطاحونة الحرب المجنونة التي تأكل الأخضر واليابس ولا ترحم ولا تعرف صغيراً ولاكبير ولا وحيداً ولا رضيع.. والتي كان الخاسر الأكبر فيها المواطن الفقير والوطن الجريح..ظهر بوارق للمجد وبصيص أمل وشباب وكهول ورجال رفعوا راية الصمود والتحدي ..كيف لا وهم سليلي حضارة سورية عمرها آلاف السنين قبل الميلاد..وبعد ثلاث سنوات من عمر الأزمة السورية تصدى مجموعة من الكتاب والأدباء والمفكرين والفنانين لرفض مايحدث ومحاولة توجيه بوصلة المواطن الجريح بإتجاه آخر..ولعل دور البطولة والريادة في ولادة الفكرة للأستاذ الأديب الروائي والقاص نبيه إسكندر الحسن..الذي طرح الفكرة بين مجموعة من الفاعليات الشبابية والمخضرمة..وبدأت الفكرة متسارعة كالنار في الهشيم ..تتسابق مع الزمن وتقطع مسافات بسرعة خيالية قل نظيرها في ظروف مشابهة..فقد بدأت التجربة بدايات خجولة سرعان ما إنتفضت كما المارد وخرجت المواهب الفنية والأدبية من تحت رماد الحرب..فقدمت الكثير من الشعراء والشاعرات والكتاب والفنانين بالرسم والتصوير والغناء والعزف عند الصغار والكبار..وكانت بمثابة جرعة أمل ودواء للمرتادين الذين يحضرون مابين مصدقين ومذهولين وبين عاشقين ومواظبين على حضور الملتقى يوم الثلاثاء من كل أسبوع بالرغم من القذائف والتفجيرات والرصاص الطائش المنتشر في جنبات المكان كان إصرار الأديب نبيه إسكندر الحسن وزملائه في إدارة الملتقى من فنانين وفنانات وقامات أدبية وفنية حمصية وسورية لها وزنها في الساحة الثقافية..ولست أنسى كيف بدأ الملتقى وجمع الدائرة القريبة في الحي ثم تجاوز إلى الأحياء وكذلك إنطلقت رحلاته إلى المحافظات الأخرى وأيضاً كان يتواجد أسبوعياً ضيف أو ضيفة من المحافظات ..في لحظة كانت فيها المراكز الثقافية الحكومية ودور وبيوت الأدب والفن الأهلية مغلقة أو متوقفة بسبب تواجدها في ساحات الوغى الخامية الوطيس..كان بيرق ملتقى الثلاثاء يرفرف فوق روابي الوطن في باحات المدارس وفي الحدائق وحتى في حديقة منزل الأديب نبيه الحسن التي كان لها ولأسرته الدور الفعال في تحمل ومساندة ومساعدة الأستاذ نبيه للولوج إلى أعماق المجتمع الثقافي وزرعت بصماته الأدبية والفنية عبر تقديمها في بعض الأحيان إضافة لما يقدمه ضيوف الملتقى من شعراء وكتاب صغار وكبار..وكان يتحف جمهور الحضور ببعض إبداعاته الأدبية من قصص وروايات قصيرة وفلاشات سريعة أسماها خاطرة نبيهات نجمة الصبح .. وكانت تضفي على الجو رونقاً وجمالاً وتنوعاً وكذلك كان يقدمها على صفحته على موقع التواصل اللإجتماعي الفيس بوك..
- ولا يفوتنا من التنويه بأن الأديب نبيه الحسن يقدم هذا النشاط دونما أية مساعدة مادية ومن مصروفه الشخصي وفي بيته أحياناً وبكاميرا الموبايل يساعده أولاده ..لاسيما الإعلاميان الجامعيان : عمار الحسن…واسكندر الحسن..وأيضاً لاننسى دور زوجته وبناته وبقية أفراد الأسرة في تقديم واجبات الضيافة ..كان المتلقى ملتقى لعشاق الوطن دون أي تمميز أو تفريق..كان جامعاً لكل أطياف الوطن في وقت أريد للوطن بأن يتمزق ويتشرزم ويتفرق ويتهجر الأخ عن أخيه..ولكن ملتقى الثلاثاء كان البلسم الشافي للجراح الوطنية وكان بمثابة ترياق للعلاج النفسي السريع للبعض المتأزم ..وكان بمثابة منبر لإكتشاف المواهب الشابة وحتى المواهب عند الكثير من السيدات وربات المنزل وعند المتقاعدين..فأضحى بحق سوبر ستار الوطن السوري ومدرسة فنية وأدبية يتخرج منها الكثير من المواهب التي بعضها شق طريقه وإجتهد وتنامى وتسامق وأصبح في عداد الشعراء والكتاب والفنانين..ولعل الأقدار والظروف تخلق المستحيل فقد ترافق مع نشاط ملتقى الثلاثاء الأدبي ..تواجد فريق خوابي المهتم بكافة النشاطات الثقافية الفنية والأدبية والإجتماعية بقيادة المهندس رامز الحسين وبعدها فريق مدى وقبلها نادي حمص الثقافي وعودة مجلة فن التصوير إلكترونياً بإدارة فريد ظفور.. وإنطلاق مجلة البيرق المقاوم للشاعر والمحامي منير عباس وظهور الديوان السوري المفتوح للأديب الشاعر حسن إبراهيم سمعون والذي صدر الجزء الأول منه …وكذلك العروض السينمائية بكلية الهندسة التي يقدمها الدكتور نزيه بدور ..وبعده أصبح يقدم الدكتور نزار الأفلام السينمائية في نقطة منظمة الهلال الأحمر في عكرمة..ولا ننسى دور جامعة البعث التي جمعت المؤسسات والجامعات كلها فوق أرضها بل وجمعت الطرفين من موالاة ومعارضة وكانت بحق هي البطلة والحضن الدافيء الذي جلس فيه أبناء سورية الحبيبة..وبعدها تابعت المراكز الثقافية دورها بعد أن تعافت المدينة من وز الحرب..وأيضاً توالدت الكثير من المنتديات الجديدة في الكثير من الأحياء بمدينة حمص وأيضاً لاننسى الملتقيات والمنتديات في المدن ولا سيما في العاصمة دمشق وفي اللاذقية ..
- الوطن يشتاق مبدعيه..وأمام كل شوق ترفع راية الصمود والنصر..بالرغم من براثن الإرهاب التي حاولت النيل منه.. وستشرق وتجيء شمس الإنتصار على الذات والظروف المحيطة..فوراء كل أمل في وطني جنود وكتاب ومبدعين ساهموا مع الجنود في الذود عن حياض الوطن الغالي..وكم تؤلمنا دموع الأطفال والأرامل والحناجر الخرساء التي تنزف بصمت حائر..وتؤلمنا الآهات من ثغر صامت..ولكنها وحدها تسبقنا لهفة عشاق ومحبي الوطن وتردنا إبتساماتهم الهاربة من دموع العيون..وبلهفة الشوق الذي يجتاح العيون ..كان موعدنا مع ملتقى الثلائاء الإسبوعي الذي ينثر خيوطه الإبداعية المذهبة والمعطرة بعبق الشعر والأدب والفن..بقيادة ربان سفينته الذي يداعب النجمات مدير الملتقى نبيه الحسن..بخواطرة ( نبيهات نجمة الصبح )..فكم هو ساحر عالمه البسيط والمتواضع..ذاك المعتق بسحر إحساسه الفني المرهف..وعالم العشق الأدبي بخيوله الجامحة وبصهيلها المتألق المجلجل الذي يسابق ريح الزمن وأعاصير الحرب الكونية على سورية..وتوجعنا آهات قيثارته الأدبية والفنية..فهو ساحر بصمته وبآهات عينيه يحاول متحدياً الصمت والظروف ..وبعناد يُهرب الكلمات..يتأمل بهدوء باحثاً عن الحقيقة المخبأة..لوحاته الأدبية والفنية درة نادرة في زمن سقطت أوراق التوت عن عورته..وكأنها ومضة مستحيل سنوات الملتقى ..فهل هي حلم ..أم أنها جرعة من الأمل غرسها القاص والروائي نبيه الحسن في نفوس وعشاق الملتقى ليؤكد مقولة الراحل المسرحي سعد الله ونوس بأننا محكومون بالأمل..كيف لا والأستاذ نبيه غواص متمرس بإكتشاف المواهب وخلق الفرص للشباب والشياب..فشعاع فتيله يومض كرعشة البرق الخاطف ..لتتمايل إبداعاته بغنج أغصان الربيه المزهر مع اللوز الأبيض العابق بالمسك والعنبر والياسمين الشامي..فيا أيها الأديب المتألق معك نحلم وسنبقى نحلم بغد أفضل ولولا الأمل لبطل العمل..
- فلدى البحث والتنقيب والتمحيص في الثقافة ..وجدنا نشاطاً فكرياً وثقافياً وأدبياً يستند إلى الدين ويراه ويفسره من منظور يخدم توجهاته العرفانية..وبذلك وضعت التيارات والإتجاهالت الثقافية الأخرى بإجتهاد مخكوم برد الفعل الدفاعي وبإنهماك بالبخث والدفاع عما تراه السلامة والصحة الفكريةوالروحية والعقلية والدينية..وهذا يفضي ويحرمها أحياناً من مناخ البحث الموضوعي ونتائجه وإيحاءاته..وهكذا توالت عجلة ردات الفعل بين المذهبيات والطائفيات التي حكمت مناخ المجادلة الثقافيةوأعاقت مناخ الحوار البناء المتكامل الذي يتضافر فيه العمل والجهد الثقافي الإبداعي والعلمي..وتوج في التكوينات الإجتماعية حيث السيطرة السياسية ساحقة لسواها.لأنها تجبر كل شيء في أرضنا ووعينا وتلحقه بركبها..بشكل معلن أو غير معلن..وما لم ينشأ مناخ مغاير تسود فيه الثقافة ساحاتها وتكون لها الكلمة الفصل وتعلن مواقفها ورؤاها بوضوح وتحقق نموها وتأثيرها بإستقلالية نسبية غي السياسة وغيرها…ستظل تعاني من مشكلة كبيرة تؤثر على فاعليتها ومنزلتها ومستواها..وإن الإنطلاق من الحرص على دور كل فرد في المجتمع والدولة ومسؤوليته ضمن إطار السلامة الأخلاقية والقيمية والقانونية..لأنه هو الحامي لمناخ الحياة الثقافية وحريتها..
- وندلف أخيراً للقول بأنها هذه خكاية الأستاذ نبيه الحسن الرائع والأديب المقتدر ..لما شاهدنام من إنجازات ..ورائع أن نشاه كل شيء كي نتعلم ونتعرف ونكتشف تجربته وما أروعها من تجربة كانت زمرة دموية أدبية فنية أعطت الجسم الثقافي المعل جرعة وأنزيم حياة ..وبذلك أضحى القاص والروائي نبيه الحسن.. علم من أعلام بلادي الأدبية التي قدمت ونذرت نفسها قرباناً على مذبح الحرية وعلى خشبة الخلاص وتعافي الوطن من جراحه..ولعل ماقدمه في زمن هرب الكثير من الوطن خوفاً وطلباً للنجاة..فكانت أصوات الشعراء وحناجر الأدباء وموسيقى العازفين تخرس من به صمم ..فقد أكد اللحمة الوطنية وكان أنزيم تفاعل وهمزة وصل بين الأخوة جميعاً من كل الامحافظات ليؤكد بأن السوري مبدع وحيوي ومتقد بشعلة الإبداع..من هنا حريٌ بنا بأن نقدم التحيات وآيات التقدير والشكر للأستاذ والمربي والقاص والروائي ومدير ملتقى الثلاثاء..ونرفع له ولفريق عمله القبعة والتحية ..آملين بأن تُقدم وتُمد له يدُ العون المادية والمعنوية ليبقى نبراساً يضيء دروب عشاق الأدب والفن في سورية وخارجها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الأديب : نبيه اسكندر الحسن ــــــــــــــــــــــــــــ
نبيه اسكندر الحسن
مواليد حمص 1954
عضو اتجاد الكتاب العرب
مؤسس ومدير ملتقى الثلاثاء الثقافي الأدبي بحمص المولود عام 2013 \ 14 شباط المصادف لعيد الحب
يكتب في الصحف والمجلات المخلية والعربية منذ منتصف الثمانينيات
له الكثير من القصص والروايات
منها: في مجال الرواية:
غضب النورس
الفدية
محراب العشق
عاشق أخرس
رياح العنف
مطر الملح
قيم وثالب
شهيد في دائرة التساؤلات
الدموع لا تجدي نفعا يا أماه
الأقانيم الممزقة
الاحتاج
ثمر الصفصاف
الجرح
سر الخناجر
بحيرة الملح
بخمسة أجزاء في مجال القصة:
سورية الأم – أحلام مشتتة – دليل الأم – سنابل في رحم الصقور –
له رواية بعنوان “الاحتجاج”
ومجموعة قصصية
بعنوان “آلهة الطحالب” قيد الطبع
ينشر في الصحف والمجلات العربية في مجال القصة
شارك في مهرجان الكرك الثقافي
سرق له ثلاث روايات لم تنشر بسبب الأحداث المؤسفة بسبب تهجيره من منزله الكائن على طريق الشام
تمت إضافة 25 صورة جديدة بواسطة القاص والروائي نبيه الحسن — مع سلوى الديب و92 آخرين.
واصل ملتقى الثلاثاء الثقافي اﻷدبي بحمص نشاطه الثقافي بمدرسة البحتري بتاريخ 6\ شباط /1/2018.. حيث استهل النشاط مدير الملتقى نبيه الحسن..بخاطرة نبيهات نجمة الصبح
بأظافري المكلومة بقرت بطن الأرض ،ودفنت البذور ،رويتها بمداد حلمي المكلوم ،فنبتت أزهارا ورياحين ،وضحكت السنابل لتراتل القبرات ،وطاف النحل حول الخلايا يحمل الرحيق .فغنت العصافير لحن الوجود ).ثم توالى اﻷساتذة بإلقاء القصائد الاجتماعية والوطنية :
وتزين الملتقى بحضور صاحب الصوت العذب الملحن غسان الحسن من فرقة فواصل الفنية ..
كما شاركت صاحبة الصوت الراقي الشابة زينب المحمد بصوتها الجميل .. وألقى كل من الشعراء :
-آصف شيحة.
– سهى العبدالله.
– لؤي الكوسا.
تركي العاقل
– لجين اﻷلفي.
شريف قاسم
ضيوف شرف
فاتن جوني
ليلى الأحمد
فكرة دنيا
إعلاميا ومصورا الملتقى
عمار الحسن…اسكندر الحسن