نوع الفيلم، موضوعنا اليوم فيه مزيج من السهولة والصعوبة والتعقيد، حجر الاساس في كل فيلم وقلما تجد مخرج او كاتب لا يرتكز عليها لصناعة فيلم او عمل ابداعي يبقى عالقا في ذاكرة المشاهدين لمدة طويلة.
يعتبر نوع الفيلم ” Movie Genre ” احد اهم الامور التي تساعد جمهور السينما على توقع احداث القصة
وهي بمثابة قاعدة اساسية يرتكز عليها الفيلم من البداية، تجاوز او كسر هذه القاعدة يعد امرا فيه الكثير من المجازفة
التي من الممكن ان تُفشل الفيلم، ولكن هذه المجازفة اذا ما تم تنفيذها بإخلاص واتقان فانك ستقوم بصناعة عمل إبداعي
سيبقى خالداً لسنوات طويلة، دعونا نوضح لكم الأمر بشكل مبسط :-
مثلاً….
أبواب صالون متأرجحة، رجل غريب وحيد يتجول في ارجاء المدينة علي ظهر خيل ساعيا للخلاص
يصاحبه مقطع مؤثر من الهارمونيكا…
أو ربما … مجرات قريبة وبعيدة، سفن فضائية، مدن عائمة في أضواء النيون، معارك بإستخدام اسلحة الليزر،
قائد سفينة فضاء، وبطل يشك في قدراته. يمكننا أن نفترض نوع كل عمل على حدى،
فمثلاً الجملة الأولى توحي بفيلم غربي أما الجملة الثانية فتوحي بفيلم يحتوي على خيال علمي.
إن عناصر الفيلم تساعد الجمهور في الاشارة إلى نوعه، وعلاوة علي ذلك فإن نوع الفيلم يتجاوز الأدوات والمواقع
ليشمل أيضا الشخصيات الداعمة وعناصر الحبكة الدرامية.
على سبيل المثال في أفلام الخيال من الممكن ان ترى البطل يرفض الدعوة الي العمل في البداية، ثم بعد ذلك
يباشر المسيرة بعد تلقي النصيحة من احد المقربين، في الكوميديا، يمكن ان يكون لدي البطل صديق مقرب
غريب الأطوار يلازمه بشكل ثابت في عمله وحياته.
هل يجب أن يتضمن نوع الفيلم عناصره التقليدية ليصبح من السهل التعامل معه؟
فهل سيكون الفيلم الغربي غربيا بدون احد رعاة البقر حاملي السلاح؟ وهل ستعد أفلام الخيال العلمي غريبة
بدون هذا البطل الذي سيبدأ رحلته من سفينة الفضاء؟
بالطبع إن الالتزام بـ أنواع الأفلام يؤدي الى بث الطمأنينة في نفس المشاهد، ولكنها أيضا قد تكون سهلة التنبؤ
وقد تكون مملة, وبالتالي ففي بعض الأحيان يكون من المفضل أن لا نلتزم بهذه الأنواع.
عدم الإلتزام بنوع فيلم من أجل صناعة أفلام ذات جودة افضل
منذ ان بدأت هوليود في اتباع اسلوب المصنع ” الاهتمام بكثرة الانتاج على حساب الجودة ” في انتاج الأفلام بدأت الافلام
لكي تأخذ انواع معينة، كان العالم يتطلب الكثير من افلام الإثارة والاكشن وبإستخدام النوع الغربي كمثال،
فقد أدركت هوليود فرصة النجاح التاريخي الذي احرزته افلام الويسترين وشهدت الخمسينيات وحدها أكثر من 500 فيلم غربي،
وقد كان الجمهور سعيدا وهو يدفع المال من أجل فيلم يضمنون بأنهم سيستمتعون به،
لذلك قامت بإنتاج المزيد والمزيد من الأعمال الغربية.
“جميع الأفلام الضخمة لديها دورة حياة. فهم يولدون, ويشتهرون, ويستنفذون أنفسهم, ثم, إذا كانوا على قدر كبير من الأهمية
فإنهم يتحولون”. إذا لماذا يتجاوب الجمهور بشكل جيد مع مثل هذه الإتفاقيات العامة؟
من المؤكد أن النوعية يمكنها أن تفسد الفيلم إذا كان أحد العناصر يشير الى ما سيحدث بعد ذلك, ولكن في الواقع،
نجد أن واحدة من أذكي الطرق لاستغلال نوعية الفيلم هي أن تجعل الجمهور يعتقد أنه في طريقه لتلقي X
ولكن بدلا عن ذلك فهو سيتلقي Y.
الفيلم الذي يصل إلى نجاح منقطع النظير و يحقق مكاسب ضخمة بشباك التذاكر غالبا ما قام بشئ من اثنين,
إما أنه قد قام بالإنقلاب على النوعية أو انه قد تنحي من تلك القاعدة النوعية وأصبح شيئا آخر،
ويمكننا أن نري ذلك مع أغنية البجعة لـ ولفيرين في فيلم لوغان، حيث تظهر كسر قاعدة النوع في ذروتها.
في أوائل هذا العام قد رأى الجمهور هذا النوع من الأفلام ” فيلم لوجان للمخرج جيمس مانجولد ” يحتوي على
الخصائص الجوهرية التي تمكنه من أن يكون فيلم ابطال خارقين ولكن إذا قمت بتحليل الحبكة الدرامية للفيلم
فستجد أنها في الواقع فيلم ويسترين!
يقول المخرج جيمس مانجولد ما يلي:
“حينما قام كريستوفر نولان بتقديم سلسلة أفلام باتمان كانت أفلام تشويق وإثارة … وقد كنا نصنع شيئا غربيا…
وبالنسبة لي, الفكرة هي ليست كيف تفكر في تقديم فيلم لكتاب هزلي ولكن هي أن تفكر في كيفية صناعة فيلم
يقول أن شخصياتك هم أبطال خارقون.،ويصنع الأستوديو نوع من التصميم ليعطي المشاهد الاحساس
بأن الأبطال خارقين بالفعل، وبينما يأتي الجمهور لرؤيتهم, يتولد لديهم الشعور بأنهم يعانون مع البطل في تحدياته”.
وبناء على ذلك، فيمكنك أن تقوم بإستخدام انواع الافلام لصالحك وذلك عن طريق تقديم صور كاذبة للتلاعب بالجمهور.
في النهاية، يجب أن تحدد نوع الفيلم الخاص بك لتجنب الأفكار المبتذلة، ولكن التحدي الاكبر هو ان تقوم بقولبتها
وتقديمها بشكل جديد، قد تبدو فكرة بسيطة ولكن يفشل في تطبيقها العديد من صناع الأفلام والمخرجين.
هل استفدت من هذا الشرح ولو بشكل بسيط؟ هل تعتمد على نوع الفيلم لرواية القصة في افلامك؟
شاركنا برأيك في خانة التعليقات