كتبت الفنانة : هويدا سالم عن عمل بالأبيض والأسود للمصور الفنان : سيف المصري .. بعنوان ” وبقيت دائما بالضوء ” .. – مشاركة Howayda Salem و ‏‎Saif EL Masri‎‏

.. رحلت مع متاعى القليل فى رحلة قررت فيها ألا عودة .. تيقظت خطواتى وأسرعت تحاول أن تصحبنى بعيدا عن عتمة الحياة .. تقودنى مسرعة إلى حيث الضوء يشع هناك يمتد مبهرا ينادينى .. ألتفت حذرا حتى لا تتعثر خطواتى المسرعة وأتجنب العودة بفكرى إلى الوراء حيثما كنت ولم أكن .. نعم لم أكن ..
تزاحمت الأفكار برأسى فألتفت فجأة برأسى لأراه هناك .. يتبعنى .. ينظر إلى تلك النظرات .. يتمعن في ويتأمل .. نفس خطواتى يخطوها .. هى ألتفاتاتى يلتفتها .. حتى يشابهنى فيما أحمله .. حاولت وحاولت أن أسير مبتعدا مسرعا .. مازال يلاحقنى .. الأفكار تراودنى هل أعود أدراجى وأتخلص منه .. أم أمضى ولا أعيره ألتفاتا وأتركه فيما يلهو ويتشبه بى .. وقفت مكانى .. تابعنى ووقف .. تحركت فى كل الأتجاهات .. مازال يتبعنى .. بربك ماذا أفعل .. أنه هو من أهرب منه وأحاول أن أصل للضوء قبله لكى يختفى وأختفى كذلك من أمامه .. مازال هناك .. أفكر ماذا أفعل يحاصرنى من كل أتجاه أسير إليه .. أفكر وأفكر .. أه ها هو الضوء أسرع أحاول أبتعد لأصل إليه ها هو الضوء أخيرا أنا هناك الضوء يغمرنى .. الأن أستطيع أن أنظر إليه .. لن أتردد .. لن أخاف .. أه لقد تلاشى .. ضاع فى زخم الضوء .. تلاشى كالهواء دون أثر يذكر .. لماذا كان يلاحقنى إذا .. ماهو غرضه .. أفكر .. وأفكر .. آه الأن عرفته .. الأن فقط كشفه الضوء لى بكل تفاصيله وفك طلاسمه وأخفاه عن الوجود .. ( أنه ظلى ) .. بكل أنحنائتى وخوفى وترددى .. ( أنه ظلى ) .. الذى كان ولم يكن .. الذى لاحقنى بكل حياتى وحتى فى فكرى وأضاف الظل عليه .. الأن فقط تخلصت منه من عتمته .. من خوفى .. الضوء هو منقذى وسندى .. “وبقيت دائما بالضوء ” ..
سلسلة أحاديات الضوء والظل تجلب للفكر سرد من الكلمات لا يتوقف إلا عند فك شفرته ..
شكرا لتلك السلسلة المميزة تمتعنا بها الأخ العزيز Saif EL Masri