في أعقاب إشهار جمعية التصوير الضوئي .. عبد الرحمن العبيدان:
نبدأ من جديد لاستعادة مكانتنا الدولية
كتب – أشرف مصطفى:
أكد الفنان عبد الرحمن العبيدان نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للتصوير الضوئي أن الجمعية تقوم حالياً بترتيب أوراقها للتواجد على الساحة الإبداعية القطرية والعودة بقوة إلى المنافسات الدولية، وذلك بعد أن أغلقت الجمعية أبوابها منذ أكثر من عامين نتيجة دمج نشاط التصوير الضوئي ضمن أنشطة المركز الشبابي للهوايات.والتقت [ مع العبيدان في أعقاب إعلان وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية عن موافقتها تسجيل وإشهار الجمعية القطرية للتصوير الضوئي كجمعية ثقافية أهلية ذات نفع عام تعمل تحت مظلة الوزارة، ودمجها مع جمعية اللاسلكي وجمعية الحمام الزاجل ونادي هواة الطوابع بمركز واحد، وكانت [ قد ناقشت حينها أسباب الإغلاق واستطلعت آراء من كانوا مناهضين لقرار توقف الجمعية عن نشاطها، وتنفرد [ خلال هذا العدد بحوار مع العبيدان للوقوف على تفاصيل إطلاق الجمعية من جديد وآلية عملها وخططها المستقبلية..فإلى التفاصيل:
- بداية حدثنا عن وضع الجمعية في الوقت الحالي بعد قرار عودتها؟
نرتب أوراقنا في الوقت الحالي للعودة للمنافسات الدولية، والتصوير الضوئي الآن بجمعية أهلية مستقلة ذات نفع عام تتبع وزارة التنمية الادارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وتأتي تحت مظلة إدارة الجمعيات والمؤسسات الخاصة، حيث تعمل كجمعية ثقافية مستقلة ستقدم العديد من الخدمات لمحبي التصوير الضوئي من الهواة والمحترفين.
- وما الآلية التي ستعتمدون عليها لتوفير التدفقات المالية للجمعية؟
سنقوم بتحصيل رسوم عضوية، كما سنقدم دورات وورشًا عملية يمكن أن تدر دخلاً عليها إذا ما أرادت ذلك، فضلاً عن قيام الجمعية بمخاطبة عدة جهات للتعاون كرعاة، إلا أن إيجاد مخطط كامل يلزمه استقرار وترتيب أوراق وبناء للبيت من الداخل، بما يسمح للجمعية مستقبلاً باستعادة توازنها، وتوفير كل الخدمات الفنية واللوجيستية لأعضائها، والعمل على إعادة مكانة التصوير الضوئي القطري على الساحة الدولية.
- كيف ستعملون على احتضان أعضاء الجمعية من جديدة؟
بعد دمج نشاط التصوير الضوئي بأنشطة أخرى وإغلاق الجمعية أقام عدد من محبي التصوير من الهواة والمحترفين نادياً للتصوير على شبكة الإنترنت من أجل استمرار التواصل بينهم واستمر نشاطهم الإبداعي، ولجأوا لمنصة الفضاء الإلكتروني لعرض أعمالهم كبديلاً للمعارض التي كانت تقيمها الجمعية فيما سبق، لذلك لن نجد صعوبة في إعادة الأعضاء الذين لم يتنازلوا عن مواصلة عملهم الإبداعي خلال فترة التوقف.
- وماذا عن التزامات الجمعية في المشاركات الدولية وعضويتها في فياب؟
ستعود عضوية قطر بالاتحاد الدولي للتصوير (فياب) بعد تواجد مظلة رسمية يعمل تحتها المصورين القطريين المحترفين، حيث يرجع تغيبنا خلال العام الماضي لسبب عدم تعامل الاتحاد إلا مع الجمعيات والمؤسسات المتخصصة في مجالات التصوير حول العالم، وعلى ذلك سنعمل بعد إشهار الجمعية على إعادة الدور الذي كانت تلعبه قطر على الساحة الدولية للتصوير الضوئي، ولا شك أن التراجع الذي شهده فن التصوير القطري على المستوى الدولي هو ما دفعنا كمتخصصين في هذا الفن لاتباع الطرق القانونية التي تمكننا من العودة كجمعية أهلية تعمل تحت مظلة الدولة، وذلك بعد أن قابل المسؤولون رغبتنا في إقامة الجمعية باهتمام بالغ.
- وما أبرز الآثار السلبية التي نتجت عن غياب قطر عن (فياب)؟
من مهام الاتحاد تقييم المصورين سنوياً وإعطاؤهم درجات تمكنهم من التواجد بالمعارض الدولية كمحكمين أو مشاركين، وغياب قطر عن الاتحاد العامين الماضيين، منع المصورين القطريين من التواجد بالمعارض والمسابقات الدولية لأنهم لا ينتمون لكيان رسمي متخصص تابع للدول، وكان لزاماً عليهم من أجل المشاركة أن يقوموا بالتقدم للاتحاد من خلال إحدى الجمعيات التابعة للدول المجاورة وفي هذا الحال تنتسب تلك المشاركة للدولة التي سيتم التقدم من خلالها وهو ما كان يرفضه المصورون القطريون بل والمقيمون أيضاً على أرض قطر الطيبة.
- هل تحتمل الساحة تواجد أكثر من جهة تعمل في نفس المجال؟
هناك توجه بالدولة يقضي بعدم الازدواجية، لذلك أعتقد أن لا داعيَ لوجود أي جهة أخرى تختص بمجال التصوير الضوئي، خاصة أن الجمعية ستحتضن جميع المصورين بدون تمييز أو تحديد عمر، كما أنها ستقدم خدماتها لكل محبي التصوير الضوئي من الهواة والمحترفين على حد سواء، فستحتضن الشباب الذين يرغبون في صقل موهبتهم من خلال الدورات والورش المتنوعة، كما أنها ستولي رعايتها للفنانين المحترفين الكبار كما ستستفيد مما يمتلكونه من خبرات يمكن أن يستفيد بها الهواة من المصورين.
- هل ترى أن غياب الجمعية ترك أثراً سلبياً على الفنون البصرية؟
عدم تواجد جهة تهتم بمحترفي التصوير الضوئي لمدة عامين كاملين كان له تأثير سلبي بالتأكيد على ساحة الفنون البصرية، فبينما كان المركز الشبابي للهوايات يولي اهتمامه بهواة التصوير ويقيم لهم الورش التدريبية لم يجد المحترفون من الكبار منصات لعرض واحتضان أعمالهم الإبداعية، علماً بأن تلك الفئة هم من وصلوا للخبرة القادرة على إثراء المشهد الإبداعي في مجال التصوير الضوئي، وأغلب مشاهير العالم في هذا المجال من الكبار، كما أنهم يحتاجون كذلك دورات تخصصية متقدمة في مجالات التصوير وتطبيقاته والتي تتطور يوما بعد الآخر.
- كيف سيتم هيكلة إدارة الجمعية؟
تم تعيين مجلس إدارة للجمعية من قبل الجمعية العمومية، حيث فضلت الإبقاء على مجلس الإدارة الذي كان يقوم بقيادة الجمعية قبل إغلاقها مباشرة، بحكم إلمام هذا المجلس بكافة الأمور اللازمة للانطلاق، على أن تقوم الجمعية العمومية في الفترة التالية بإجراء انتخابات لاختيار مجلس الإدارة.
- ما طموحاتكم المستقبلية؟
نطمح لإعادة كافة الأنشطة التي كانت تقدمها الجمعية لمحبي التصوير الضوئي على مستوى كل الفئات والأعمار، وبالفعل فإن هناك حالة من الحماس الشديد بين المصورين بعد إشهار الجمعية، الأمر الذي يدعو للتفاؤل بتقديم كل ما هو متميز، أما على المستوى القريب فإننا نطمح لإيجاد مقر جديد للجمعية يحتضن أنشطتها، علماً بأننا نبدأ من نقطة الصفر، ولكن يحدونا الأمل بأن نعيد للتصوير الضوئي القطري اعتباره من جديد، خاصة أن المبدعين القطريين العاملين في مجال التصوير الضوئي قد سبق لهم وأكدوا أن قطر لها مكان مهم على الخريطة العالمية لفن التصوير الضوئي، خاصة أنهم حصدوا خلال الفترة الماضية وقبل توقف عمل الجمعية في العام الماضي، العديد من الجوائز العالمية كما شاركوا في أهم المسابقات الاحترافية، بفضل اجتهاداتهم المتواصلة لتحقيق ذلك، واستطاعوا حجز مكان هام لهم على خريطة فن التصوير الضوئي عالمياً.
- ما الدور الذي يجب أن يلعبه فنان التصوير الضوئي بالنسبة لمجتمعه.. في رأيك؟
الفن عموماً هو مسؤولية اجتماعية في الأساس قبل أن يصبح أحد أوجه الترفيه، وفي ذات الوقت الذي يحرص فيه الفنان أو المثقف على التواصل مع قضايا مجتمعه عليه أن لا ينسى دوره الإنساني تجاه المجتمع الذي وثق فيه منذ البداية، ونظراً لجماهيرية الإبداع واحتكاكه المباشر والفوري مع الناس تلجأ المنظمات الدولية لاختيار المبدعين لدعم أنشطتها الاجتماعية والخيرية، للقيام ببعض الأعمال الإنسانية.