الدكتور ( نزار بدور Nezar Baddour )..
جذوة إبداع دائمة التوهج..
مصور عاشق التجريد ..والفن التشكيلي والسينما وجندي في العمل الإنساني..
بقلم المصور : فريد ظفور
- كان قلبه مرتقباً جنون الصمت البصري الفني وغارقاً في غابة العثرات الإبداعية..ومازال في ظل اللظى ..والموت من كل الجهات منهمر على الشرفات..وبين الأشلاء واللحظات وردة كانت تخلف عطرها..ولم يبق من صوته ..سوى نزف توقف..يرهف سمعه للسنابل وهي تسلم للريح قيادها..وما زال في ظل القصيدة الضوئية يستعيد ملامحه الطفولية منذ ترك الحب في زمن المرافيء..وجعل يديه خط مدى..فكانت كاميراته نوارس الأفق تعانق الفوتوغرافيا ..وتنزف صوره لحظة غرق سفينة..لعلنا محكومون بالأمل بأن غداً أجمل وأحلى..فتعالوا نشعل عتمة الغسق الضوئي..ونفرش الطرقات بالورد الجوري الدمشقي والياسمين لنرحب بضيفنا الفنان نزار بدور..
- ينقل الفنان المصور نزار بدور أفكاره إلى لوحات تشكيلية و ضوئية..ليقدمها إلى المشاهد ..وتلك الأفكار أتت نتيجة تراكمات معرفية فنية وثقافة بصرية وتشكيلية وخبرة وثقافة فنية بصرية صقلتها الموهبة والتجارب والدراسة ..وإعتمدت على طريقته في رؤية الحياة ودراسة الإرث الفني البشري العالمي..بحيادية في نقل وتنفيذ مهمته ..لأن الفنان ينتمي إلى حزب الناس ولا بد أن ينحاز لهم..فقد آثر على نفسه بأن يترك بصمته الضوئية بلغة تجريدية فنية..ولعل الفن التجريدي يعني التخلّص من كلّ آثار الواقع والارتباط به..وقد ظهر في القرن العشرين عام 1910م وهو الفن الذي يعتمد في الأداء على التكوينات و الأشكال والنماذج المجردة التي تنأى عن مشابهة المشخصات و المرئيات في صورتها الطبيعية والواقعية. ويتميز المصور نزار بدور بمقدرته وبقدرته على رسم الشكل الذي يتخيله بذهنه أسواء من الواقع أو الخيال في شكل جديد تماماً ..فقد يتشابه أو لا يتشابه مع الشكل الأصلي للصورة النهائي النهائية مع الإبتعاد عن الأشكال الهندسية..أما أنواع الفن التجريدي ..التجريدية التكعيبيّة حيث بدأت التكعيبية في باريس عام 1908م، ووصلت إلى ذروتها في عام 1914م..وقد جاءت التكعيبية بعد مرحلة الانطباعيين، متأثرة بها، وأخذت فكرة التركيز على إبراز اللون والضوء في اللوحة، ومن روادها الفنانين ( جورج براك، والفنان بابلو بيكاسو )..ومن ثم التجريدية المطلقة..وقد بدأت في عام 1910م، و يُؤمن أصحابها بأنّ رسالة الفنّ لا تتلخّص في إعادة تشكيل الأشياء الموجودة في الطبيعة، وإنّما التعبير عنها بالحقائق المطلقة، و يعتمدون في رسمهم على الخطوط العمودية والأفقية، و الألوان الأساسيّة، ومن أبرزهم الفنان( بيت مونديريان)..أما التعبير التجريدي..وهذا الأسلوب يبرز ويصور مشهدٍ معينٍ، من خلال ضربات الفرشاة، أو اللون المستخدم، أو الصورة وينقسم إلى قسمين: -الرسم الحركيّ فالفنان فيه يبرز ملمس اللوحة من خلال طريقة ضربة الفرشاة على اللوحة، ومن أبرزهم الفنان( جاكسون بولوك ) فرسم المساحات اللونية، يعبّر الفنان فيها عن حالته النفسية، من خلال الشكل، والمساحات الكبيرة في الألوان، و أبرزهم الفنان( مارك روثكو ) ..
- أحب التصوير حتى الثمالة..بل عشق الفن التجريدي ..وبدأ يرسم ملامح شخصيته الضوئية وكان الطريق إلى ذلك محدداً واضحاً ..شعر لحظة أنها أكبر منه وشعر ثانية بأنه أكبر منها..وتمنى أن يمتلك أدواتها والوقت المضاف ليسيطر عليها..وأضحى متأكداً بأنه سيمتلك ناصيتها..فقد عشق الفن التشكيلي وخبر مدارسه منذ صباه..بالرغم من أنه لم يدخل معهداً لدراسة التشكيل لكنه تخرج من أكاديمية الحياة ..وبدأ يلتقط كل التفاصيل والأجزاء ويُشرحها بمبضع جراح ماهر..ويقدم لنا لوحات ضوئية تشكيلية تحريية..لذلك كانت أعماله بمثابة باقة ورد ووجبة فنية دسمة على مائدة عشاق الفن الضوئي..وما كان يتخيله يدركه..لأنه يعلم علم اليقين بأنه هناك فرق بين أعمال الفكر والخيال وبين التمني..لأن الخيال عند الفنان نزار بدور عمل إيجابي..يراه صورة شفافة بدأ فيض تألقها منذ طفولته ومايزال مستمرا حتى الآن..فقد عشق الصورة منذ نعومة أظفاره وحقق أحلامه وأصبح صانع للتكوين والتشكيل في الصورة بلغة بصرية فنية تجريدية أو مفاهيمية يقدمها من خلال فكرة ما أو تكوين أو تشكيل ما ..ليتركنا حيارى في خضم بحر إبداعه لكشف مكنوناته الفنية واللغة التي يخاطبنا فيها..فهو يمتلك في أعماقه قدراً كبيراً من الدفء والحب لفنه ولعشاق الفن الضوئي..والفنان نزار حالة فنية خاصة..و مشكلته بأنه تنقصه زمرة دموية إسمها الوقت ..ورغم ذلك يعمل طيلة اليوم ..ليلاً نهاراً ..يبدأ صباحه في المنزل مع ولديه اللذان يعدهما كمصورين في المستقبل ..ثم ينطلق إلى العمل الطوعي حتى الساعة الواحدة وبعدها العمل في عيادته الخاصة في طب ومعالجة الأسنان وحتى السادسة ثم يعود للمنزل ليمارس طقوسه المنزلية والأسرية ونشاطه في المطالعة والدراسة والتواصل مع زملائه في السوشيل ميديا عبر مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وتويتر وأنستغرام واليوتيوب وغيرها..وأيضاً نشاطه الإسبوعي في الرحلات في الريف الغربي والريف الشرقي لمحافظة حمص ..ضمن رحلات تصوير ..وأحياناً بمرافقة بعض الزملاء من عشاق التصوير أو الفنون كالسينما وبشكل إسبوعي يقدم فيلماً كل يوم إثنين.. وبذلك يقدم نفسه ووقته على خشبة الخلاص الفني مضحياً بالكثير لنصرة الفوتوغرافيا والتشكيل والسينما..
- من هنا ندلف للقول بأننا أمام جذوة إبداع فني دائمة التوهج..لذلك وجب علينا تقديم التحية والتقدير والإحترام لجهوده المبذولة في رفع الثقافة الضوئية والذائقة الفنية عند المشاهدين عشاق الفنون السبعة..وكم يذكريني بالفنان الدكتور الراحل قتيبة الشهابي طبيب الأسنان المتعدد المشارب في التصوير والتشكيل والعمارة والآثار ..فكل التحية للمرحوم والمجد والفخار والتقدير للفنان المصور نزار بدور..
ـــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الدكتور نزار بدور Nezar Baddour __________________________
سيرة ذاتيه مختصرة :
- الدكتور المصور نزار بدور
- مواليد حمص 1968م
- مهنته : طبيب اسنان
- يعمل بمجال الإغاثة بالهلال الأحمر منذ عام2012م
- شتارك بأربع معارض جماعيةمن 2014م حتى 2017م