شاهد على عظمة الحب والوفاء.. العاشقان (( محي الدين و أميمة )) وصخرتهما (( صخرة اذكريني ياحبيبتي بجبل قاسيون بالربوة )) ..
قاسيون و قصة صخرة اذكريني
من االحكايا الأسطوريه التي انتشرت في دمشق , حكاية تلك الصخرة الشاهقة
الموجوده على احد تلال جبل قاسيون في دمشق عند مدخل منطقة الربوة .
الصخرة التي سماها اهل دمشق (( صخرة اذكريني )) وتقع في منطقة الربوة
القريبة من دمشق ،
يقال ان لهذه الصخرة حكايه . ولا أحد يعلم فيما اذا كانت هذه الحكاية
حقيقية.
قاسيون و قصة صخرة اذكريني ياحبيبتي:
هي قصة حب جمعت بين محي الدين و أميمة عاشقان من دمشق , من شوارعها العتيقة
, من حاراتها التي اعتادت على معانقة الياسمين والنوم على ضوء قمر جميل
يحلم بلقيا الشمس في اليوم التالي …
محي الدين ابن الثامنة عشر ربيعا هو ابن الحاج ابراهيم التركماني وهو من
اكبر تجار الاقمشة في السوق العتيق , ولديه خمسة أولاد كان أكبرهم محي
الدين , الذي اعتاد كل يوم على الاستيقاظ مع صلاة الفجر كي يبدأ يومه يفتح
المحلات في السوق ويشرف بنفسه على الأقمشة و على خامات الدامسكو الجميلة
التي اخذت اسمها من اسم مدينتها الجمليه.
أميمة ابنة الحاج راتب المعصراني الذي توفى في عامها الخامس ليتركها وحيده
مع أمها التي اتجهت للخياطة لنساء الحي وذاع صيتها في أركان المعموره .
الست بوران الخياطة .
اعتادت الست بوران بعد ان تقدم بها العمر ان تصطحب أميمة معها الى السوق كي
تساعدها على حمل الاقمشة و كي تتعلم على ( الكار ) وتساعد نفسها في اليوم
الذي ستفارق به الأم حياتها ,
و في السوق العتيقة والباعة الذين لا يجلسون , دخلت الست بوران وابنتها الى
أحد محلات القماش للحاج ابراهيم التركماني , ويستقبلهم محي الدين وهو ينظر
بالأرض . فهذه عادة الرجال في ذلك الزمن , حيث للمرأه حرمة ولا يجوز
مخاطبتها وجها لوجه . ولا بد من غض البصر.
الست بوران : يعطيك العافية يا أخي .
محي الدين : اهلين ياحجة . أمريني شو لازمك ؟
الست بوران : فرجيني شو في عندك قمايش .لازمني اكتر من شغلة . بس وينك
بدك تراعينا .يعني من هلق عم قلك . نحنا جيرانكن هون بالحارة .
محي الدين : من عيوني ياحجة انت بس قوليلي شو لازمك وانشالله ما منختلف
الست بوران ( مخاطبة اميمة) : تعي يامو فرجيني شلون رح تختاري القمايش
أميمة : لمين بدك تقطعي هالمره
الست بوران : بدنا نقطع تلات قمايش كرمال بيت الأوغلي ,مشان المباركة يلي
وصونا عليها.
أميمة : ايه معناها يامو خلينا نختار قمايش فاتحة وخفيفة ..شو رأيك
بالأورغانزا ؟
الست بوران : وانت قلتيها . قومي لشوف ورجينا شطارتك.
ودار الوقت لمدة ساعة ونصف وماتزال أميمة تختار الاقمشة بمساعدة المعلم محي
الدين الذي بقي طول الوقت ينظر في الأرض ولكنه يفكر بالصوت الذي يسمعه
وكأنه أذناه بدأت بالعمل منذ برهة فقط أو كأن الكلام كان له رنين لم يعهده
من قبل .
اتمت الست بوران مشترياتها وانطلقت هي وابنتها على وعد من المعلم محي الدين
بأن يرسل البضاعة الى المنزل . وهذا ماحدث . مع فارق بسيط ان المعلم
محي الدين بنفسه ذهب لارسال الطلبيه . واستقبلته الست بوران من خلف الباب
لتستلم البضاعة وتعطيه باقي الحساب.
من ذلك اليوم ومازال صوت أميمة يسكن المحل و القماش اصبح جميعه أورغانزا
وباتت الحياة تنسج اسم أميمة عل كل شيء
تكررت زيارة الست بوران للمحل برفقة ابنتها الى ان جاء يوم لتدخل به أميمة
للمحل وحدها ,
أميمة : السلام عليكم معلم محي الدين
محي الدين : وعليكي السلام اختي …
أميمة : ياترى القمايش يلي وصتك عليهون امي صارو جاهزين ؟
محي الدين : ايه معلوم تكرم عينك .بس وينها الحجة انشالله مابها شي .
أميمة : والله تعبانه شوي.
محي الدين : له سلامتها انشالله ماعلى قلبها شر . امانة اختي اذا
لازمكن شي انا بالخدمة.
أميمة :يكتر خيرك ياأخي عطيني القمايش خليني اتيسر ع السريع … مابدي اتأخر.
محي الدين :ايه خلص ولا يهمك انت تيسري على البيت وانا ببعت القمايش مع
الصانع.
أميمة:ايه يكتر خيرك الهي . خاطرك ياغالي.
محي الدين : الله معك ياعيوني .
http://www.almooftah.com