قراءة نقدية عن معرض (( الجمعية العراقية للتصوير- المركز العام )) الواحد والاربعون لعام 2014
في البدء لابد من تقديم الشكر والامتنان للجمعية العراقية للتصوير المركز العام بأدارتها وكوادرها العملية لما تقدمه من خدمة من اجل الارتقاء بالواقع الفوتوغرافي العراقي …
الجمعية العراقية للتصوير . هذه المؤسسة العريقة التي أسهمت وبشكل ملحوظ منذ تأسيسها وفي السنوات الاخيرة الماضية بالذات في بناء القاعدة الفنية الفوتوغرافية للمصور العراقي . والتي كانت وما زالت تسعى بكل امكانياتها الى خلق روح الابداع والتجدد فيه من اجل النهوض بالواقع الفني للصورة العراقية ومواكبة الحركة الفوتوغرافية العربية والعالمية .
ولقد كان للمعرض الواحد والاربعون بصمة واضحة كمنجز دال على تقدمها ورقيها .
احاول ان اوجز بعض في كتابتي عن الاعمال الفائزة بالجوائز فيه وبعض الاعمال المتميزة التي كان لها وقعها ووتأثيرها على مشاهدتي كمتلقي . من خلال الدليل الذي اطلعت عليه بعد الغياب ….
1 – الجائزة الاولى للزميل المصور ( مهند السوداني ) ميسان .
حقيقة .
الصورة التي لا تقل اهمية عن اية عمل فوتوغرافي عالمي . لما تحمل من تأثيرات تعبيرية وموضوعية ودلالات انسانية عميقة . علاوة على رؤية المصور الناضجة في بناء الانشاء , وتكوين العمل بمنظور فني مميز وجميل .
الصورة تحتاج الى وقفة وتمحيص لتأخذ حقها من النقد الفني ..
2 – الجائزة الثانية مناصفة للزميل المصور ( ليث كريم ) بغداد .
لقد امتازت عين المصور برؤية تجريدية مدموجة بالحس الواقعي من خلال الكتل الضوئية الساقطة على الارض بالمنظور الجميل الذي احتواها . والدراجة التي يقودها الصبي بواقعية وبساطة . والجميل في المشهد ان الدراجة انعكس شكلها على سطح الجدار كما الظل بفضل تقنيةواصبح الموضوع اقرب الى السلوت …
3 – الجائزة الثانية مناصفة للزميل المصور ( عبدالله ضياء الدين ) كربلاء
عمل تعبيري مؤثر جدا . له دلالاته الحسية على عين المتلقي من خلال نظرة المرأة العجوز والتجاعيد التي رسمها الزمن على وجهها .
وتباين الازمنة المتفاوتة ما بينها وبين الطفل المستلقي في خلفية المشهد بتقنية ال ( اوت فوكس ) الغواش . والسيدة في مركز ( الفوكس ) الدقة . العمل متقن بشكل جيد من حيث استثمار الضوء الذي أسقط على الوجه وأحاطه وعتم باقي المشهد عموما لمنحها ( المرأة ) السيادة في الكادر …
4 – الجائزة الثالثة مناصفة للزميل المصور ( هشام الأسدي ) بغداد
لقد امتاز العمل بالهدوء والسكينة وفسحة التامل من خلال المنظور الممتد نحو افق مفتوح . والذي انتهى متلاشيا بوجود الانسان . ان للتدرج باللون الاسود الحاصل بين قاعدة الكادر امتدادا بالرصاصيات المتناغمة حتى افتح نقطة في الافق على مداه . منح المتلقي راحة للنفس وانشراحا للروح .
5 – الجائزة الثالثة مناصفة للزميل المصور ( حسام العبودي ) كربلاء
عملا تعبيريا محملا بروح التفاؤل واشراقة المستقبل والأمل المنشود . يتضح ذلك من خلال الضوء الذي تخلل الغرفة وأسقط على وجوه الاطفال بتوظيف فني متقن . انها مدلولات الرؤية المستقبلية التي تحملها هذه الوجوه الواعدة .
اضاءة رائعة ونسيج الملمس على الجدار منح الشكل بعدا جماليا آخر .
6 – جائزة المحور الخاص ( إنعكاس ) للزميل المصور ( انمار طارق ) بغداد
ادوات المقهى العتيق , كتل موزعة بشكل غير منتظم وأشكال تحيط بالموضوع الرئيسي المستطيل ( المرآة ) والذي توسطها انعكاس رجل كبير في السن ينظر باتجاه جانبي ( يمين الكادر ) .
اهم ما في العمل من حيث الشكل هو التباين بين المستطيل كموضوع وما يحيطه من ادوات, اما من حيث المدلولات فالعمل يحيل المشاهد الى النظرة التأملية لمفردات الزمن البعيد وذكريات المقهى .
7 – جائزة لجنة التحكيم ( حذيفة ناظم ) سامراء
الصورة تحمل في دلالاتها رؤية فنية تشكيلية ناضجة فلقد شكلت عين المصور توليفة الكادر من مشهدين لكل منهما خصوصيته الشكلية والفكرية .
لقد احتوت الصور هاذين المشهدين بفضل التباين في الابعاد والالوان . الاول على مساحة ما يقارب ثلث الكادر من جهة اليمين .جدار بلون قريب من البرتقالي الدافئ والذي انسجم مع الموضوع ( التفاؤل ) من خلال الظلال الساقطة فوقه بروح الطفولة المرحه تبدأ الظلال من اسفل الكادر بطريقة اقرب الى التجريد على شكل مثلثات هندسية متقاطعة بفعل الانكسارات التي احدثتها العوارض الكونكريتية بأبعاد قاعدتها . ثم ترتقي هذه الظلال الى الواقعية شكلا ورؤية . ( اطفال يتبادلون النفاخات بأحساس تملاه الانسيابية والجمال .
اما عن المفصل الثاني من الكادر فلقد كان لونه مغايرا ليمنح المشهد موضوعا آخر غير انه تناغم مع الشكل العام من خلال الدلالات الرمزية على الجدار من خطوط وكتابات ( عاش العراق ) لقد تشكلت الصورة من مشهدين بموضوعين ضمن كادر واحد …
لايمكن تغطية معرض بهذا الحجم بكتابة نقدية من صفحتين او ثلاثة . ففيه من الاعمال الفوتوغرافية الرائعة ما يستحق الاهتمام والكتابة عنها .وهذا ما اسعدني فعلا . هذه الطفرة النوعية في المستوى الابداعي للمصور العراقي . فلقد سجلت بصيرتي مشاهدات مميزة لصور رائعة من خلال هذا الدليل تستحق التقدير والثناء . على سبيل المثال لا الحصر ..
1 – عمل الزميل ( ضياء العيساوي ) من النجف ( اسود وابيض ) سيدة جالسة امام جدار
2 – عمل الزميل عقيل طالب من ذيقار( اسود وابيض ) عيون متخفية
3 – اعمال الزميل محمد رهيف من ميسان . بشكل عام وعلى وجه الخصوص صورته المشاركة في محور الانعكاس ( ملون ) انعكاس طائر فوق غصن في الماء
4 – عمل الزميل علي احمد من بغداد ( اسود وابيض ) لقنطرة الضوء
5 – عمل الزميل ليث زايد من بغداد ( اسود وابيض ) ظلال العائلة بمنظور فوقي ..
6 – عمل الزميل محمد عزيز من اربيل .( ملون ) طبيعة
7 – عمل الزميل نور الدين ساري من بغداد ( اسود وابيض ) تجريد وهو من الاعمال المميزة التي تستحق الاعجاب .
8 – حيدر المنكوشي من كربلاء ( اسود وابيض ) طفلة ذات ضفيرة تنظر للمصور
9 – عمل الزميل رحيم سيلاوي من كربلاء ( ملون ) اسرة شرقية رجل في المقدمة وسيدة تمسك يد طفلها
10 – عمل الزميل احمد وعد عبدالله من بغداد ( ملون ) في محور الانعكاس .
11 – عمل الزميل زيد الوتار من النجف ( ملون ) انعكاس لمظلة ملونة
12 – عمل الزميل اثير السوداني من بغداد ( اسود وابيض ) انعكاس لطائرين على الماء.
اعتقد ان باقي الاعمال لا تقل اهمية عن ما عرضناه هنا . فما اشرت اليها من صور متميزة . هي من وجهة نظري الشخصية وليس حكما على قيمتها الفنية والجمالية ولكل انسان ذائقته ,
نتمنى لكل من يقدم خدمة لهذا الفن المعاصر الجميل ( الفوتوغراف ) كل التوفيق والنجاح ان شاء الله …