……………………………………
الحالة النفسية عند المصور …وتأثيرها في التقاط صور مؤثرة)) ……))
Osama AlQassab
الحياة متشابهة في كل شيء في نعيمها وبؤسها وترفها وإملاقها فكل شيء يؤثر على الانسان سلباً أو أيجاباً .ونادراً جداً ما تجد إنسان لايتأثر ولا يتفاعل بما حوله .وصدق من قال إن العين تأكل قبل الفم وتتذوق قبل اللسان وتسمع قبل الاذن وتشعر بالنعومة والخشونة قبل الجلد لأنها سيدة الحواس وملكة الاحساس .
وأصدق منه من قال …. إن القلب يبصر قبل العين لأن العين نافذة الى كل شيء ربما يقدم لك طبق غير مرتب لا يتفاعل معه كالذي تمقته ايدي الفن .. فعندما تطبق الرموش على العيون يظن البعض إن الصورة قد انتهت على العكس تماماً بل هي بداية التفاعل مع المخزون الحسي والجميل وبداية الأبحار في عالم الخيال لصناعة صورة باسمة تارة أو باكية اخرى حسب طبيعة ونفسية المصور والمتفاعل …
فعندما تتشابك المشاعر وتتزاحم الأحاسيس وحدها العين التي تعطي أذن بالدخول . هاهي عزة وهي تخاطب عبد الملك بن مروان عندما رآها ناسياً الذوق بقوله ما الذي اعجب كثير فيكِ عندما أحبك …. فقالت لأنه كان يراني بعينه لا بعينك …..
نعم بعينه لا بعينك …. لأن العين سفيرة القلوب وصاحبة الجلالة هي اختيار ما يحب الفرد وما يكره .. فقد تواجه شخصاً لم تره من قبل ولكنك تنجذب اليه تفرح برؤياه ترتاح له … إنها التقاطة عينك الباهرة وسرعة سريعة جداً الى كمبيوتر العقل ويعطيها أشارات الى القلب لتنقدح فيه ومضة الحب أو البغض ….
فقد يشكل إن بعض الشعراء المصورين كانوا فاقدين لهذه النافذة . أقول إن حالتهم النفسية كانت مهيمنة للالتقاط أي صورة يريدون وبالتالي يرسمون وتخرج صور سريعة عالية الدقة …. إذن هذا الدليل إن العين موجودة حتى من يعتقد أنه فقدها فهي الوجه كله أي كل ما يميز الفرد عن غيره … فأذا حادثت بصيراً أقبل اليك بوجهه وتفاعل معك وكأنه ينظر اليك ألا يدل ذلك على أن الوجه موجود وحاضر بعينه وكل ما عداها أدوات مساعدة .
فزوايا النفس هي ذاتها زوايا الالتقاط حدتها في صفاء ذهن ونفسية من يلتقطها فإذا كان مرتاحاً تخرج الصورة مريحة وإذا كان مستاءاً تخرج الصورة حزينة لأنها تأثرت به وأثّر بها مزاجه ولأنها كما قلنا نافذة لمشاعره وشعوره ومعانية كل شيء فيه …
لذا ننصح المصور بالهدوء قبل الالتقاط تماماً كالصياد عليه أن يهدأ قبل الاصطياد فإذا كان متوتراً اما أن يطير صيده أو يكون بعيداً عما كان يريده ويتمناه ويشعر به ويتلذذ …. عندما نصادف أحداً يريد أن يتكلم بأنفعال نقول له أهدأ لأنه قد يخرج كلمات لا يقصدها لم يريد أن يقولها ….
هذه هي العيون مفاتيح كنوز القلوب وبها تتعرف على ثمار الوجود …..
ولنا معكم وقفه اخرى ….. فأنتظرونا
((المصور / أسامة القصاب – رئيس رابطة عيون المثنى للتصوير….))