وبهذه المناسبة، قال المصور الفوتوغرافي برونو بوجلال: “يتناول المعرض حياة فرانز، الذي ولد في بلدة مارتينيك الفرنسية واشتهر بنضاله وموقفه الثائر كطبيب نفسي وكاتب وفيلسوف ضد الاستعمار بمختلف أشكاله، وتحظى أعماله باهتمام كبير في مجال دراسات وأطروحات مرحلة ما بعد الاستعمار، وقد شعرت أنها مناسبة قيّمة، لاسيّما في الوقت الذي تحتفل فيه دولة الجزائر بالذكرى الخمسين على تحريرها من الاستعمار، لتسليط الضوء على أفكار ومسيرة فرانز وحبّه للجزائر مع إبراز مكانته كأحد أشهر المفكرين بعد مرحلة الاستعمار وعرض محطات حياته عموماً”.
وينبع مسعى بوجلال عبر فن التصوير الفوتوغرافي لاستكشاف جوانب حياة فرانز من نفس المنطلق الذي بدأ منه البروفيسور روبرت يونغ، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة نيويورك أبوظبي، دراسته البحثية والتي كشف خلالها مؤخراً عن نصوص لم تُنشر من قبل بقلم فرانز، وتضم مسرحيتان سابقتين غير معروفتين. وتعليقاً على ذلك، قال البروفيسور روبرت يونغ: “يدعو معرض بوجلال الفوتوغرافي، الذي يستكشف فيه الأماكن التي أقام وعمل بها فرانز على مدار حياته، الزوّار للتأمل والتفكّر في حياة فرانز والوقوف على نضاله ضد الاستعمار وموقفه ضد اغتصاب حق الشعوب”.
ويحاول بوجلال بعدسته أن يرسم للجمهور ملامح حياة فرانز عبر سلسلة من الصور العابرة والصوّر المظللة وصور الخيال، فمرة يأخذهم إلى مدينة فور دو فرانس مسقط رأس فرانز في الجزيرة الكاريبية مارتينيك ويسافر بهم مرة أخرى إلى بلدة عين الكرمة في شرق الجزائر حيث يرقد فرانز. ويأتي مع الصور الغامضة التي يستضيفها معرض بوجلال مقتطفات مرفقة من كتابي فرانز الشهيرين “جلد أسود قناع أبيض” و”معذبون في الأرض” الصادرين عام 1952 و1961 على التوالي.