تمت إضافة 5 صور جديدة بواسطة غسان يونس القيم.
قصة اللوحة التي اعتبرت من اشهر اللوحات المكتشفة في أوغاريت ..تمثل تقديم قربان للاله ايل عبارة عن رغيف خبز..
………………………………………………………………………………………
كان الفن الذي عبر عنه فنان أوغاريت كنعانياً في أساسه من حيث اخيتار المواضيع وطريقة تأديتها .. فناً غلب عليه أسلوبية الأوضاع والحركات في تصوير الجسم..وتعابير الوجه..
وبينت المواد الموجودة بين يدي الباحثين ..ان تأثير مصر وبلاد الرافدين وايجة على الفنانين الأوغاريتين كان قوياً جداً..ينسجم هذا مع الملاحم في أوغاريت
التي رسمت الإله إيل ..عجوزاً هرماً مستوياً على العرش..
وقد وصلنا رسم نافر على قطعة من الحجر الرملي .. وكما هو مبين في الصورة نرى فيها تقديم قربان و الإله إيل جالساً على العرش وقدماه ثابتتان على المسند..يده اليسرى مرفوعة الى الأعلى في حركة تمثل فعل المباركة ويحمل في يده اليمنى الممدودة إلى الأمام رغيف الخبز الذي تلقاه من مقدم القربان..ويقف هذا الأخير الملك أو الكاهن ..والكثير من العلماء اكدوا بان هذا الملك هو نقماد الثاني ..يقف بين إيل كبير الآلهة في أوغاريت ..نرى بان الملك رافعاً يده اليمنى مطوية على مستوى كتفيه حاملاً بها صولجاناً ..بينما يده اليسرى ممدودة على امتدادها حاملاً بها وعاء فيه خمر أو /زيت زيتون ؟../لقد أعطى الفنان الأوغاريتي جل اهتمامه للعلاقات الخارجية التي تسمح بمعرفة صاحب النفر أو الرسم ..لذلك نراه دقيقاً جداً في نحت لحية إيل وغطاءء رأسه العالي ذي النهاية الحادة وقرنيه اللذين كانت لهما قوة سحرية خاصة وفق قناعة ذلم العصر الغابر ..
كما وبذل الفنان جهداً كبيراً في نحت علاش إيل بكل دقة ..أما ملابس الاله فقد ظهر رسمهما فقط ولم يبرز منها سوى قطعتين ..ياقة دائرية موشاة وثنيات ثقيلة لأطراف الثوب ..أما رسم مقدم القربان فهو تقليدي لكن غطاء الرأس يذكرنا بغطاء راس إيل ..
يجب ان نذكر بأن ما صورته لنا الملاحم والاساطير الأوغاريتية عن شخصية إيل فقد صورته لنا عجوزاً هرماً جداً مستوياً على العرش ..وهذه هي صورته أيضاً في ميدان الفن التعبيري ..ولعل الصورة التي امامنا اصدق تعبير عن ذلك ..
لقد رأينا إذاً أن مكانة إقامة إيل حسب ما يراه الأوغاريتيون يقع عند منبع النهر ين والينابيع حيث ينبثق المحيطان ..الأرضي والسماوي ..ولقد خلق ايل الار ض وكل ما هو حي عليها ..هو أب الآلهة وجدها الأول وخالق البشر وهو الثور الذي يحمل نطفة الإحصاب ..وهو الخالد الأبدي هو ملك الأرض وخاصة عالم الآلهة ..ولا يمكن أن يحدث شيء دون إذنه ..ويؤدي الزواج المقدس الذي يشترك فيع إيل وزوجتاه عشيرة وعناة إلى ولادة إلهي الخير والعطاء شهارو وشلالمو ..وإحياء الخصب الزمني ..
فنقرأ في اسطورة بعل وموت عندما ينزل الاله بعل اله المطر والبرق الى جوف الاله موت نرى كيف الحزن خيّم عليه نذكر بعضاً منها :
عندما إيل العطوف نزل عن كرسي العرش
وجلس على المسند ..
ثم نزل على المسند وجلس على الأرض ..
لقد حث التراب على راسه ..
وتقلب على الأرض ..
وغطى ثيابه بالأقذار ..
وضرب جلده بالحجارة ..
وفتح الأثلام في زنده ..
جرح خديه وذقنه بالقصبة ..
حرث كتفيه كا لبستان ..
وصدره كوادي عميق..
شقه مرات ثلاث حزناً على بعل ..
إبن دجن مات ..
ويل للناس من بعد بعل ..
سانزل إليه الى الارض ..”
ستبقى أوغاريت ما تزال تحتاج الى من يعطيها حقها في التاريخ ..اقول بانه هناك الكثير من الأسرار لم تبوحها بعد هذه المملكة العظيمة بالرغم من كل ماقدمته عبر تاريخها الغابر من امكانيات إنسانية وابداعية ومعرفية وفكرية وروحية ..
أوغاريت شاغلة الدينيا ومالئة الناس ..
عاشق أوغاريت..غسّان القيّم.
