تجربتي
تصوير المشاريع الإنسانية
عبدالرحمن سعد البريه تصوير:عبدالرحمن سعد البريه
قرأت عن مسابقة “تصوير مشروع يوم في حياة كادح” في الأنستقرام وأحببت المشاركة ولكني استصعبت الموضوع قليلاً في البداية لأني لا أعلم أين أجد الكادح المناسب وكيفية إقناعة بالموضوع ولكن بعد يوم من الإعلان وجدت نقاطا وخطوات رائعة لكيفية الاختيار وطريقة التعامل مع أي شخصية غريبة وبسيطة تريد تصويرها فتوكلت على الله وبحثت عن الشخصية ووجدته؛ ألقيت عليه السلام وتحدثت معه وأكرمته بما أكرمني به الله ثم استأذنته بموضوع الفكرة وعرضت عليه مبلغا مناسبا له ومرضيا ووعدته إن فزت سيكون المبلغ مضاعفا. أخذت الموافقه ولله الحمد واتفقنا على موعد التصوير، وقع اختياري على شخصية كبيرة بعطائها رغم احتقار الغالبية لها؛ تغرب عن والديه وأبنائه وأصدقائه وترك موطنه من أجل لقمة العيش والرزق الشريف. هو صاحب فضل بعد الله بجعل مدينتي ومدينتك نظيفة وجميلة هو رجل بسيط مهمش لدى الكثير في المجتمع وقد لا نعي ماهو فضل وجوده (رجل البئية) او مانسميه نحن (عامل النظافة) بالرغم ان في اليابان يقولون انه من العيب مناداته بذلك فهم يطلقون عليه “مهندس الصحة والنظافة” وأنا أصور أبحرت في خيالاتي قليلاً وشكرت الله لما نحن عليه من نعمة الوطن والأهل والمال ولكني تعجبت من روح هذا الكادح في جهده في عمله وروحه المرحة وابتسامته رغم الغربة والفقر وأمنت ان القناعة بما كتبه الله له هي من جعلت أيامه سعيدة راضية.
ولأنه يرى الوجود جميلا أصبحت حياته أجمل! في إحدى لقطاتي له في المسجد كتبت خاطرة للأسف تحكي حال البعض من أفراد مجتمعنا المسلم، في المسجد تتساوى الفروقات الاجتماعية فلا فرق بين عربي وأعجمي ولا فرق بين عامل ووزير كلهم يقفون أمام الله وقلوبهم ترجو رحمته هذا ما أمرنا به الإسلام وهذه هي أخلاق المسلم إلا أن البعض يعتقد أنها فقط في المسجد!
الصورة للمصور : فريد ظفور