الرباطحتى 23 من الشهر الجاري، يتواصل في “غاليري لا بانك بوبيلير” في الرباط معرض “العودة للجذور” للتشكيلية المغربية ، ياسمين هدني (1992).
قد يجد الزائر أن في الرباط هو “عودة للجذور”، باعتبار أن هدني من مواليد العاصمة المغربية، لكنه سيكتشف أبعاداً أخرى في هذا العنوان، فالعودة ليست عودةً مادية للوحات أنجزت في مكان بعيد، بقدر ما هي عودة مضمونية، إذ إن التشكيلية المغربية تسترجع الكثير من فصول طفولتها التي عاشتها في المغرب عبر أو من خلال العودة لذاكرة الطفولة، بملامحها وألوانها.
معرض “العودة للجذور” يُظهر أيضاً عودة هدني إلى بدايات تعلّمها أبجديات الفن، في مرسم أحد الفنانين التشكيليين المغاربة، هناك حيث تبلورت أمنياتها عن مسيرة في عالم الفن، وقد أشارت في تعريفها لنفسها ضمن تقديم المعرض إلى أنها انتظرت الحصول على الباكالوريا من أجل تحقيق أمنيتها التي زرعتها في الطفولة: وممارسته، وهو ما قامت به بالفعل حين ذهبت للدراسة في فرنسا سواء في كليات الفن أو في مراسم الفنانين.
خلال السنة الماضية، أقدمت هدني على خطوة جديدة، حين قرّرت الاستقرار في نيويورك، حيث تتابع مسيرة مزدوجة بين الفن والبحث. ورغم أنها تقدّم في تظاهرات مختلفة أنماطاً تشكيلية متنوّعة، مثل الفيديو آرت والتنصيبات، إلا أنها في المعرض الحالي تقتصر على اللوحة، وقد يكون ذلك معنى آخر من معاني “العودة للجذور”.
خلال هذه العودة، تقترح هدني إلى كل الأشياء التي تتناولها، وهو أمر طبيعي، ولكنها في المقابل لا تسقط في النظرة الاحتفائية ببلدها، إنها تقدّم فقط انعكاسات “العودة للجذور” فوق لوحاتها. وفقا لما نشر بصحيفة العربي الجديد.