يرغب مستكشف بريطاني في تحطيم الرقم القياسي هذا العام للقيام برحلة في 6 أشهر حول القطب الشمالي، الذي أتم عبور ممرّيْه الغربي والشرقي من قبل، في مدة زمنية لا تقل عن عامين لكل ممر منهما، وفق ما أوردت مجلة “ذي تايمز” البريطانية.
وذكرت المجلة أنه ومع انخفاض مستوى الجليد هذا العام، يرغب ديفيد هيمبليمان آدامز (59 عامًا) في اجتياز رحلته على يخت بحري فخم.
وتابعت أن الرحلة لم يقم بها أحد سوى مرة واحدة في العام 2011 على متن مركب صغير، يتم سحبه على الجليد.
ويعد هيمبليمان آدامز، أول شخص يتسلق أعلى جبال كل قارة ويصل إلى القطبين، إلا أنه أكد أن تلك الرحلة تعد التحدي الأصعب له.
ويوضح صعوبات مغامرته، وفق الصحيفة، قائلاً إن: “المنطقة بعيدة للغاية”، مضيفاً “إذا واجهت الجليد والرياح القادمة من اتجاه معين، فيمكن للجليد أن يمسك بك على الساحل، وفي تلك الأثناء قد يؤدي ذلك إلى سحق اليخت، وهناك بضع نقاط التي يجب الالتفاف حولها، ثم بالطبع هناك الدببة القطبية، كذلك المشاكل المعتادة، بشأن الإبحار في هذه الظروف القاسية”.
ومع ذلك، ستكون هذه الرحلة التي كانت غير معروفة من قبل المكتشفين الأوائل، الذين حشدوا المؤن الكافية لقضاء عدة فصول شتوية عالقين على الجليد، إلا أنه منذ خرج رولد أموندسن من الجليد ونقله إنجازاته إلى الملك النرويجي في العام 1906، تعين على الكثير من طاقمه ارتداء فراء الإسكيمو مع عدد قليل لا يزال يرتدي “الملابس المدنية”، كما وصفها.
ويقول هيمبليمان “ذهبت أولاً إلى القطب الشمالي في العام 1982، كان هذا مجرد تزلج على القطب الشمالي، وفي ذلك الوقت كنت قد رأيت تغييرًا هائلاً بالمنطقة القطبية التي أثرت ليس فقط على الجليد، ولكن على المجتمعات هناك، فالرسالة ليست حقا لإحداث ضجة حول ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن الرسالة هي حول الحقائق بشأن ما يحدث”.
وتشير المجلة إلى أن طاقمًا أصغر بكثير من ذلك الذي صاحب أسلافه الفيكتوريين والإدوارديين من قبل، سينضم له في قارب الإبحار الصغير الخاص به، والمصنوع من الألومنيوم، والذي سيغادر بريستول في وقت لاحق من هذا الشهر، وسوف يكون ابنه إدواردز البالغ من العمر 14 عاماً بين الفريق.
ويعني وجود إدواردز أنه إذا نجحت الرحلة في تحطيم رقم قياسي آخر، سيكون أصغر شخص يبحر حول العالم، وقال إدواردز “إنه يريد الخروج كصبي والعودة كرجل عجوز”.
وبعد تسجيل هذا العام، بأنه الأشد حرًا، يسجل جليد البحر في القطب الشمالي أدنى مستوى له في هذا الوقت من العام، وفي مايو / أيار الماضي كان هناك غطاء جليدي أقل بحوالي 600 ألف كيلومتر مربع؛ أي ما يعادل ضعف مساحة بريطانيا، مقارنة مع المستوى الأدنى في العام الماضي.
وقال هيمبليمان “من المفارقات أنه بينما يعد هذا العام سنة رائعة بالنسبة لنا، إلا أنها سنة فظيعة بالنسبة لكوكب الأرض”، معربًا عن أمله في أن يعود إلى بريستول في فصل الخريف، لكن هذا لا ينتقص من واقع الرحلة، التي سيقوم بتسجيلها هو وفريقه على موقعه على الإنترنت، polarocean.co.uk.