بطاقة
الفنان التشكيلي عارف نجيب الريس، أحد مؤسسي الحركة الفنية اللبنانية المعاصرة، وافته المنية في مدينته عاليه صباح أمس.
مواليد عاليه 1928، تلقى دروسه في الجامعة الوطنية عاليه وفي مدرسة عينطورة حتى سنة 1948، مارس الرسم بمساعدة والدته مستعملاً الأدوات التي كانت تستعملها من الألوان الزيتية، أقام أول معرض في صالة ال (وست هول) في الجامعة الأميركية في بيروت بمساعدة الفنان الفرنسي جورج سير والناقد فيكتور حكيم.
بمناسبة انعقاد الأونيسكو في بيروت، وزيارة رئيس مؤسسة هكسلي ومدير قسم الفنون الجميلة الدكتور بيتر بيليو، انتقل المعرض إلى صالة العرض في الأونيسكو، ولاقى نجاحاً كرّسه فناناً مهنياً. وعام 1948 سافر إلى أفريقيا السنغال الفرنسي لمساعدة والده في تجارتة، ومن هناك انتقل إلى باريس لدراسة الفن. دخل أكاديمية الفنون الجميلة، وتركها بعد شهر لينتسب إلى المحترف الحر للفنان فرنان بيجيه، ومن ثم انتقل إلى محترف اندريه لوت وهنري غنز للحفر وزادكين للنحت. بعد ذلك التحق بأكاديمية الغراند شوميير للرسم، بعد هذه الرحلة عاد إلى أفريقيا متفرغاً لفن المرحلة الأفريقية المميزة بصفائها.
خلال تواجده في باريس كان يزور المتاحف والمعارض الخاصة والعامة، من أجل التعرف على الحركة الفنية الباريسية المعاصرة، التي كانت مقراً لهذه الحركة العالمية. عاد إلى لبنان وأقام معرضاً في المركز الثقافي الإيطالي وحصل على منحة دراسية في إيطاليا، انتقل إلى فلورنسا ومنها إلى روما، وبقي هناك خمس سنوات متنقلاً بين فلورنسا وروما مشاركا في المعارض الجماعية الرسمية والغاليريات الفنية. شارك في مسابقة تمثيل لبنان في معرض نيويورك الدولي بمنحوتة (الفينيقي) وحاز على جائزة المعروضات واحتفظ بالمنحوتة في نيويورك. وانتقل إلى الولايات المتحدة بهدف الإطلاع على المتاحف ومواكبة الحركة الفنية هناك، استمرت الزيارة إلى أميركا خمس سنوات أقام خلالها العديد من المعارض، ثم انتقل إلى المكسيك بدعوة رسمية وأقام معرضاً لإنتاجه في نيويورك.
بعد خمس سنوات إنتاج ومشاركة في بعض معارض جماعية في أميركا الشمالية، عاد إلى لبنان ليستقر في محترفه في عاليه، حيث ساهم في المعارض الرسمية داخل لبنان وخارجه. عام 1988 دعي إلى المملكة العربية السعودية وأنجز عدداً من المنحوتات لتجميل ساحات مدينة جدة وشواطئها، وفي مدينة تبوك أنجز عدداً من الأنصاب الجمالية لساحاتها، بالإضافة إلى تآليف من الرخام لجامعة الملك عبد العزيز في الرياض، وخلال هذه المرحلة كان يتنقل بين إيطاليا والسعودية، بهدف إنجاز أعماله الفنية الكبيرة الأحجام، كما أنجز في السعودية أعمالاً زيتية عن (النور والمدى الصحراوي) عرضها في بيروت، وضع تأليفاً لجدارية من (الأوبيسون) لمنظمة الأونيسكو في باريس، أقام معارض عدة لأعمال فنية مختلفة في السعودية ولبنان، وظل حتى وفاته يعمل في محترفه في مدينة عاليه.
عارف الريس من (مؤسسي جمعية الفنانين التشكيليين في لبنان) وأكاديمية الفنون الجميلة التابعة للجامعة اللبنانية، ومارس التعليم فيها لمدة خمس وعشرين سنة، وشارك في كافة النشاطات والمعارض الفنية في لبنان والخارج، ومن مؤسسي الحركة الفنية اللبنانية المعاصرة، وحاز على وسام الأرز من رتبة فارس من الدولة اللبنانية، رئيس جمعية الفنانين التشكيليين في لبنان سابقاً، ومن مؤسسي سيمبوزيوم عاليه الدولي للنحت.
نعاه المجلس البلدي في مدينة عاليه، وعموم أهالي المدينة، ونقابة الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت، وجمعية الفنانين اللبنانيين، والجمعية اللبنانية للتربية الفنية، ومحترف الفن التشكيلي في راشيا.
يقام للراحل (حفل تأبيني في قاعة (جمعية الرسالة الاجتماعية في عاليه)، حيث يصلى علي جثمانه، الثانية عشرة من ظهر اليوم الجمعة 28 كانون الثاني الجاري. تقبل التعازي يوم السبت 29 منه في دار الطائفة الدرزية، بيروت، من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً، ويومي الأحد والاثنين 30 و31 منه، في منزله بعاليه).
السفير- 2005/01/28
****