افتتاح معرض “همسات الأفق” للفنان العراقي ستار لقمان
مندوباً عن وزير الثقافة، رعى مدير وحدة التصميم في الوزارة الفنان التشكيلي، عماد مدانات، في جاليري رؤى مساء الأربعاء 12/7/ 2017 معرض الفنان العراقي ستار لقمان “همسات الأفق”، الذي عبّر عن مشوار الفنان المولود في منتصف أربعينات القرن الماضي ببغداد.
وأشاد مدانات بأعمال لقمان التي تهتم بالموروث العراقيّ الغني بالمكان وتفاصيله الثقافيّة الفلكلورية الشاملة، باعتباره معرضاً يمثل جيل المؤسسين في الفن العراقي، وتتخلله تفاصيل المدرسة القديمة المحتفية بالرموز والمعطيات التاريخية والجغرافيّة والثقافية، كما توقف مدانات عند استلهام الفنان للنهر العراقي والأهوار والذكريات التي عبّر عنها بأسلوب تجريدي موفّق، مؤكّداً أنّ رعاية وزارة الثقافة لهذه المعارض نابعة من اهتمامها بالبعد العربي والحضاري والإنسانيّ لبلد كبير وعريق في مقوماته الفنيّة والطبيعيّة والثقافية بحجم العراق.
بدوره، ألقى الفنان لقمان الضوء على معرضه الذي اشتمل على ثلاثين عملاً، مبيّناً أنّها نفّذت بأسلوب جديد بألوان الأكريلك وبحجوم مختلفة، وأنّها احتفت بـ”المحلّة البغداديّة” مشتغلاً على التراث البغدادي الذي برز فيه المكان بمخزونه الغني الذي عالجه بأسلوبٍ حديث، ظهرت فيه ألوان صاخبة وانفعالية لمفردات معيّنة، وألوان أخرى هادئة تحمل التنوع الطبيعي في بغداد وحركة الناس وفصول السنة وتفاصيل الحياة، وأوضح الفنان لقمان أنّ بداية انطلاقته كانت من مدرسة بغداد منتصف القرن العشرين، وأنّ ارتباطاً واضحاً بين ثقافته الفنية اليوم وثقافته في فترات ماضية، بالرغم من تدرجه بين أكثر من مرحلة في هذا المجال.
كما وصف رئيس رابطة التشكيليين الأردنيين، الفنان حسين نشوان، المعرض بأنّه يلخص تجربة لقمان الطويلة بشقّها الذي يتعلق باستلهام مفردات التراث العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص، ليمزج بين الحروفيّة والزخرفة الشعبيّة بـ”تونات” تلوينيّة متوالية تشكل الكتل والمساحات للموضوع والشكل. أما الشق الثاني في تجربته فهو مرتبط بالمرحلة الأولى، ليذهب إلى التجريد مختزلاً ومكثفاً المشهد البصري في التلوينيّة الخالصة التي تميل إلى الغنائيّة وبشكل أقرب إلى نوع من الحنين للمكان، الذي طرأ عليه الكثير من التحولات بارتدادات جوانيّة للفنان نفسه.
ورأى الفنان العراقي، سعد الطائي، الذي عاصر تجربة الفنان لقمان ودرّسه مطلع الستينات أنّ معرض “همسات الأفق” يدلّ على استمراريّته في البحث الفني على صعيد الشكل واللون؛ إذ يبدو تأثره واضحاً بالبيئة، وبالرغم من وجود بعض الأعمال التجريدية، إلا أنّها ما تزال تحتفظ بمعالم تلك البيئة التي هي أشبه ما تكون بخزين الذاكرة في أعمال جادة وفيها جهد مهم.
يشار إلى أن ستار لقمان من مواليد بغداد 1944، وخريج معهد الفنون الجميلة 1967، وله العديد من المعارض المحلية والعربية والعالمية، وحاز جوائز في الإبداع التشكيلي، كما أنّ عدداً من لوحاته مقتناه في العديد من المعارض والبلدان على مستوى العالم. وفقا لما نشر بصحيفة نيسان نيوز.