كان الإنسان الأول يصنع التماثيل من الطين كتمثالي الثورين البريين الذين عثر عليهما في منطقة (توكد أودوبرت)، وهما مصنوعان من الطين اللبن الذي لم يحرق، ويرجع تاريخهما لسنة 13000 -8000 ق.م. وكان الفنان الأول البدائي يصنع التماثيل الحجرية الصغيرة والتي يطلق عليها الأفروديتات (بالإنجليزية: aphrodites) ومن بينها تمثال أفروديت لوسيل الذي أرتفاعه 44 سم. وهو حالياً في متحف بوردو بفرنسا. وافروديت ويللندورف بالنمسا ويرجع لسنة 28000 – 25000 ق.م، وهو مصنوع من الحجر الجيري وارتفاعه 11 سم.
نبذة تاريخية
يمكن القول بأن فن ما قبل التاريخ قد أرسى دعائمه منذ العصر الحجري القديم الأوسط (بالإنجليزية: Paléolithique moyen)، ولكن ذلك لا يعني أنه تشكل تماماً وتطور خلال تلك الفترة وحدها، إذ احتاج فترة طويلة كي يتبلور وينتج أشكالا فنية أكثر تنوعا وإبداعا وذات أبعاد متجددة ومتعددة، ولم تخبرنا للبقى الأثرية عن مثل ذلك التطور الفعلي إلا خلا الطور الأعلى من العصر الحجري (30000 حتى 12000 سنة بأوروبا والهلال الخصيب)، حيث مثل الاستقرار أهم عامل شجع على الإبداع بشتى أنواعه خاصة فيما يتمثل في الرسوم والنحوتات وخاصة في التماثيل الكبيرة وفي العمارة أيضا.
الفن
وإذا أردنا أن نكتشف حقيقة فن ما قبل التاريخ، فما علينا إلّا نسيان درجة تطور الفنون اليوم والعودة إلى بدايات الإنسان والعوامل التي جعلته ينتج فنا وإبداعا.. وفي هذا الخضم، لا بد أن نتساءل: هل أن بدايات الفن كان حاجة أو من الكماليات؟
ليس صعبا أن ندرك أن الإنسان الأول كان مكبلا بهاجس البقاء الذي يحاصره الجوع والصراعات. وفي هذا الخضم لماذا يلتجأ إذا الفنّ. ولماذا يصر على أن يدوّن حياته بالنقش على الصخور أو الرسم على جدران الكهوف؟ هل هو من نتائج الفراغ أو هو الهاجس التاريخي والنزعة الخلود التي لطالما لزمت الإنسان منذ تكوينه الأول ؛أم حاجة ونداء وأمل في استدعاء الحيوان الذي يتمنى صيده ، فيأكل هو ومن معه ؟ علاوة على ذلك أنه أحيانا كان يطبع كفوفه على الجدران ربما كنوع من تحقيق النفس.
– يذهب الكثير من المختصين إلى عدة عوامل مثل الدين والسحر، مثل أ.ل.غورهان (André Leroi-Gourhan) الذي يرى أن فن ما قبل التاريخ هو تجسيد لديانات ما قبل التاريخ بصفة عامة وتفاعل مادي معها.[1] ونلاحظ ذلك خاصة في بعض رسوم الكهوف التي نلاحظ فيها تحريفات واضحة (بالمقارنة مع اللقى الأثرية) عن واقع إنسان ما قبل التاريخ ؛ وأيضا التماثيل الصغيرة التي قد ترمز إلى آلهة أو شخصيات أسطورية تم العثور عليها بإفريقيا وأروبا.[2]
– ويمتزج الفن بالواقع حين نرى سهام وآليات الصيد تزينها نقوش أو رموز ربما كانت مجرد أشكال هندسية اعتباطية وممكن جدا أن تكون رموزا دينية أو أسطورية.
– ثم إن الحلي والمجوهرات التي تأخذ اليوم جانبا مهما من شواغل الإنسان المريد للبهرج والزينة كانت خلال عصر ما قبل التاريخ أيضا تشكل اهتماما واضحا يتراءى لنا من خلال العقود المحاكة بالعظام أو المخالب أو من الخشب أو العاج. أما إذا ما كانت تلك العقود وأدوات الزينة ذات دلالات دينية أو أسطورية فالبحوث الأثرية و الانتروبولوجية وعلم الأديان القديمة تحاول تفسير رموزها خاصة وانّ الأدلة من المعثورات لا تزال قليلة وتحتاج إلى مزيد من البحث والتنقيب.
انظر أيضا
مراجع
- ^ Paleolithique – Préhistoire – Chronologie – Hominidés
- ^ أ. ل. غورهان، معجم ما قبل التاريخ