ثمانية اختراعات تنبأ جول فيرن بتحققها
ثمانية اختراعات تنبأ جول فيرن بتحققها
“كل ما يتخيله إنسان.. يمكن أن يجعله الآخرون حقيقة”
جول فيرن
جول فيرن روائي وشاعر ومسرحيّ فرنسي عاش في القرن التاسع عشر؛ يُعتبر مؤسس أدب الخيال العلمي حيث كتب ما يزيد عن 70 كتاباً من ضمنها 54 رواية تتحدث عن رحلات غير عادية ومغامرات شيقة وابتكارات علمية سبق بها عصره. أول رواية ألّفها كانت (خمسة أسابيع في منطاد) وكان حينها في الخامسة والثلاثين من عمره. انتقل بعدها ليصبح ثاني أكثر كاتب تُترجم كتبه في العالم. من أهم رواياته: (حول العالم في ثمانين يوماً)، (رحلة إلى باطن الأرض)، (الجزيرة الغامضة) وغيرها.
لو أن جول فيرن عاش إلى يومنا هذا لرأى بأمّ عينه بعضاً من الابتكارات التي تخيّلها تصبح حقيقة؛ وإليكم أهم ثمانية اختراعات تنبأ بها:
- الاختراع الأول: الغواصات الكهربائية
في روايته الأكثر شهرةً، (عشرون ألف فرسخ تحت سطح الماء)، يجوب الكابتن نيمو المحيطات في غواصة كهربائية عملاقة، تدعى “نوتيلوس” وبغض النظر عن تجهيزاتها، وغرفة الطعام الرسمية وباقي الكماليات؛ فإن “نوتيلوس” لا تختلف عن بعض الغواصات الحديثة.
تخيل فيرن أن النوتيلوس مزوّدة بالكامل بالطاقة الكهربائية، وبحسب قول روزاليندا ويليامز، الباحثة في تاريخ التكنولوجيا في معهد التقنيات في ماساتشوستس، فإن ذلك كان له هالة من السحر بالنسبة للزمن الذي أُلفّت فيه الرواية.
في الرواية ذاتها، يصف كابتن نيمو الكهرباء على أنها: “عامل قوي، سريع، يسهل التحكم به، يتناسب مع أي استخدام، وهي القوة التي تسود مركبتي”
- الاختراع الثاني: النشرات الإخبارية المتلفزة:
في مقالته التي نُشرت في العام 1889 بعنوان (في العام 2889) يصف فيرن بديلاً للصحف اليومية بقوله: “بدل طباعتها، كانت أنباء (سجل أحداث الأرض) تُذاع على المشتركين الذين يتمكنون من معرفة الأخبار اليومية عبر حوارات شيّقة مع المراسلين، العلماء ورجال الدولة.”
أوّل نشرة إخباريّة أُذيعت في العالم 1920 أي بعد نبوءة فيرن بـ 30 عاماً، في حين أنّ أول نشرة تلفزيونية بُثّت في العالم كانت بعد هذا التاريخ بـ28 عاماً.
- الاختراع الثالث: الأشرعة الشمسية
تنبأ جول فيرن في رواية الخيال العلمي الكلاسيكية التي ألّفها عام 1865، (من الأرض إلى القمر)، باختراع مركبة فضائية تسير بواسطة الضوء. اليوم، هذه التقنية تسمى الأشرعة الشمسية.
اعتُبر جول فيرن على نطاق واسع بأنه الكاتب الذي تنبأ بالعديد من الاختراعات العلمية قبل حدوثها بعقود. تقول روزاليندا ويليامز: “قدرته على التنبؤ بالعديد من الأمور قبل حدوثها تعود إلى أنه كان يقرأ كثيراً ويتواصل مع الآخرين وظلّ مطّلعاً على ما يحدث في العالم من حوله، إذن ما المفاجئ في الأمر؟؟ ليس ثمة سِحر هنا، كل ما في الأمر أنه كان يهتم وينتبه لما يدور من حوله.
- الاختراع الرابع: المركبات القمرية
كتب فيرن كذلك عمّا يُعرف اليوم باسم المركبات القمرية في روايته (من الأرض إلى القمر)؛ حيث وصف فيرن صواريخ يمكن أن تستخدم لنقل الركاب إلى القمر. وتقول روزاليندا ويليامز أن فيرن “قد تخيل أنه يُطلق من مدفع ضخم، ليحصل على قوة كافية للتغلب على الجاذبية”. كان فيرن يبذل مجهوداً كبيراً في شرح طريقة عمل الاختراعات التي يتخيلها؛ وكانت أفكاره حول طريقة عمل الأشياء دائماً تستند على حقائق مادية.
- الاختراع الخامس: الكتابة في السماء..
“لاحظ الجميع تلك الإعلانات الضخمة التي تنعكس من الغيوم، كانت ضخمة لدرجة تمكن جميع قاطني المدن من رؤيتها، وحتى سكان دول بأكملها.” بهذه الجملة من مقالته، “في العام 2889″، وصف فيرن طريقة إعلان تشبه إلى حد ما الكتابة في السماء والتي تتم بواسطة الطائرات..
بحسب روزاليندا ويليامز فإن فيرن ورغم ولَعه بالآلات والمعدات لم يكن لديه معرفة علمية في ما يتعلق بالهندسة أو الميكانيك، فمجال دراسته كان القانون، أما عمله فكان في المسرح؛ لكنه كان يمضي وقته مع أصدقاء كانوا من المهتمين بالعلوم والاختراعات.
- الاختراع السادس : الاتصالات المرئية
وصف فيرن في مقالته “في العالم 2889” أنظمة اتصالات تنقل الصوت والصورة، حيث تسمح هذه التقنية، كما كتب عنها، بنقل الصورة بالاعتماد على مرآة حساسة متصلة بأسلاك. فكان بذلك من أوائل، أو بالأحرى أول كاتب يشير إلى هذه التقنية وفقاً لموقع www.technovelgy.com وهو موقع يعرض الاختراعات والأفكار المقتبسة عن الخيال العلمي.
أثّرت المجلات العلمية والتقنية بمخيلة فيرن، فقد كان يقرأها بنَهمٍ، وكان يرتاد النوادي التي يجلس فيها محرروا هذه المجلات ليتمكن من مجالستهم وتسجيل ملاحظاتهم؛ فهو مثلاً كان على علم بتجارب الغواصات التي تحدث في بحر الشمال.
- الاختراع السابع: المسدس الصاعق
صحيح أن معظم تخمينات فيرن كانت تتعلق بالمركبات والآليات، لكنه كتب كذلك عن أسلحة لم تكن قد اختُرعت بعد، ففي روايته (عشرون فرسخاً تحت سطح البحر) مثلاً، قدم وصْفاً لسلاح يطلق شحنات كهربائية قوية، يشبه إلى حدٍّ كبير المسدّس الصاعق في يومنا.
كتب فيرن: “الكرات التي يطلقها هذا المسدس لم تكن عادية، بل كرات زجاجية مغطّاة بالفولاذ، ومثقلة بكُريّة من الرصاص، إنها زجاجات ليدن* بحق، وفيها تُقوّى الشحنات إلى أعلى توتر، بحيث تتحرر الشحنات عند أقل هزة، وبالتالي فإن الحيوان مهما بلغت قوته يقع ميتاً”
* زجاجات ليدن هي جهاز اُخترع في القرن الثامن عشر تستخدم لتخزين الكهرباء الساكنة.
- الاختراع الثامن : المركبة الفضائية الطافية
في روايته (من الأرض إلى القمر)، تخيّل فيرن مركبة فضائية تسقط في المحيط وتطفو على سطحه، تماماً مثل كبسولات ميركوري الظاهرة في الصورة..
تقول الباحثة روزاليندا ويليامز: “رغم أن عدداً من الكتّاب الفرنسيين في القرن التاسع عشر رسموا تصورات لاختراعات حديثة في رواياتهم، إلا أن فيرن تفوق عليهم بالشهرة لأنه كان قاصّاً عظيماً، عمل في المسرح على مدى عشرين عاماً، شخصياته بسيطة وتتصرف ببراعة، وكانت عبقريّته تكمن في قدرته على التوفيق بين عمق القصة وبين المخترعات المستقبلية وما تحمله العلوم والاختراعات من إثارة.
- كتب لـ جول فيرن :