قصة «السمكة الذهبية» فريدة عثمان: أول مصرية تفوز بـ برونزية بطولة العالم للسباحة
«أنا أفعل هذا من أجل نفسي، إن لم أحقق نجاحي هذا، كنتم ستفكرون بأنه علي فعل ذلك وكنتم ستفكرون بأن الإخفاق سيشوه تاريخي الرياضي، أنا أفعل هذا فقط لأنني أردت العودة إلى حوض السباحة فأنا أتمتع بممارسة رياضة السباحة، وأتمتع بما أفعل»، هكذا كان يقول دائمًا، بطل السباحة الأوليمبي الأمريكي، مايكل فيلبس، والذى حقق نجاحات عالمية حتى أُطلق عليه مؤخرًا «البطل الذهبي».
وعلى خُطى نصائح «فيلبس» العالمي، سارت السباحة المصرية المُلقبة بـ«السمكة الذهبيّة»، فريدة عثمان، وتدرّجت خلال بطولات السباحة المختلفة، وتخطّت بطلة السباحة المصرية الشهيرة، رانيا علواني، حتى حصلت مؤخرًا على أول ميدالية برونزية مصرية في تاريخ بطولات العالم للسباحة، المُقامة حاليًا في المجر.
وعندما سألوا فريدة عن كيفية تحولها لبطلة تحصُد الميداليات، كانت تقول، ضاحكة: «بالصدفة أصبحت بطلة في عالم السباحة، فعندما كان عمري 10 سنوات حلمت باللعب في الأولمبياد، وبالتدريب اليومي الشاق الذي يستمر لساعات طويلة، وهو أمر مرهق للغاية».
لـ«فريدة» أو «السمكة الذهبيّة» قصة نجاح طويلة رغم صغر سنها، 22 عامًا، حيث بدأت تعلم السباحة كهواية مُنذ كانت في الرابعة من عمرها، حيث لاحظ المدربون أنها تتمتع بإمكانيّات فريدة كاسمها تمامًا، كما روت في أحد اللقاءات التلفزيونية: «المدربين قالوا لماما أقدم في بطولات، وممكن بعدين أحقق حاجات كويسة».
وبالفعل، شاركت «فريدة» في عام 2006 في أول مسابقة لها، كان عُمرها 11 عامًا، حيث انضمت لمسابقة الـ50 والـ100 متر وحصلت على المركز الثاني في السباحة الحرة والفراشة، واجتازت خلالها 200 متر، وحصلت على كأس البطولة الرياضية كأفضل سباحة في هذه المسابقة، وهو الأمر الذى لفت أنظار الجميع، كيف لفتاة صغيرة أن تحقق ذلك النجاح بسرعة وبدون خبرة كبيرة؟
وفي سن 12 عامًا نافست في المسابقة المعروفة باسم «بان عرب» عام 2007، والتي أقيمت في مصر في ذلك الوقت، كأصغر سباحة في مسابقة الـ50 والـ100 متر للسباحة الحرة والفراشة، كما حطمت في هذه المسابقة الأرقام القياسية في سباحة الـ50 مترًا وحصلت على المركز الـ5 حيث كان زمن سباحتها 28,95 ثانية، ووصلت إلى المركز الـ6 في سباحة الفراشة لمسابقة الـ100 متر.
وفي العام التالي، انتقلت «فريدة» إلى الولايات المتحدة الأمريكية للإقامة في معسكر صيفي للتدريب ضمن فريق يسمى «بير تيم» في مدينة بيريكلي بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وخلال تلك الفترة شاركت في الألعاب الأولمبية للناشئين وكانت من الأوائل في فريقها للسباحة.
كان لمشاركة «فريدة» في معسكرات الولايات المتحدة أهمية بالغة في مشوارها، حيث تقول مدربتها هناك، «تيري ماكيفر»، وفقًا لـ«واشنطن بوست»: «عندما حضرت فريدة، كانت قليلة الخبرة، لا تعرف الكثير عن خطط واستراتيجيات السباحة، ولم يسبق لها التدرب مع أبطال كبار كما أنها لم تكن تملك خطة وأهدافًا محددة على المستوى الشخصي».
وتابعت: «الآن تطور أداؤها كثيراً وأصبحت من أبرز السباحات في العالم، أثق أنها ستحقق أرقامًا متميزة في المنافسات الكبرى».
وعن خطتها اليومية وجدول سير اهتمامتها، تقول «فريدة»، وفقًا للحوار الذى نُشر لها في جريدة «الأهرام»: «يومي يبدأ في الخامسة صباحًا، أول تمرين من السادسة حتى الثامنة، بعدها أذهب إلى الجامعة من الثامنة حتى الثانية عشرة ظهرًا، وأعود إلى التمرين في الواحدة والنصف إلى الثالثة والنصف عصرًا، وإلى هنا يومي التدريبي والدراسي انتهى.. بعدها أصبح حرة، لدي اختيار ما أفعله حتى المساء، وغالبًا ما يكون الوقت مقسمًا بين المذاكرة ولقاء الأصدقاء والاستمتاع بصحبتهم».
تركت «فريدة» السباحة لفترة، كي تمارس السباحة الإيقاعية، ثم أكملت منافستها في 2009 وكانت حينها في الـ14 من عمرها، وخاضت مسابقة الاتحاد الدولي للسباحة، الذي عقد في مدينة روما بإيطاليا، ووصلت إلى المركز الـ66 في مسابقة الـ50 مترًا في السباحة الحرة بزمن 26,77 ثانية، وفي مسابقة الـ50 مترًا لسباحة الفراشة وصلت للمركز الـ50 حيث كان زمن سباحتها 27,78 ثانية وبذلك أصبحت أسرع سباحة في العالم في هذا العمر.
وفي بطولة العالم للناشئين للسباحة بيرو 2011، حققت «فريدة» أول ميدالية ذهبية، كما حققت الرقم القياسي العالمي في سباق 50 مترًا فراشة، وحصلت الميداليات الذهبية في الكونغو التي أقيمت في سبتمبر 2015، وحصلت على المركز الخامس عالميًا في سباق 50 مترا فراشة ببطولة العالم روسيا 2015، والتى أهلتها للمشاركة في أولمبياد البرازيل 2016.
وفي عام 2016 حصلت «فريدة» على المركز الأول والميدالية الذهبية في منافسة بطولة الجامعات الأمريكية حيث وصلت بزمن 21,32 ثانية وحققت بذلك ثاني أفضل متسابقة على مستوى العالم في مسابقة الـ50 مترًا للسباحة الحرة.
وبالتوازي مع النجاح الرياضي، لم تترك «فريدة» مشوارها التعليمي، بل كانت تحقق كل سنة نجاحًا كبيرًا، حتى تخرجت في جامعة كاليفورنيا بيركلي بأمريكا، حيث كانت تدرس الاقتصاد عقب دراستها في قسم الدراسات الإعلامية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.