قصة 27 يوليو الذي شهد رحيل 3 عظماء: «خروج جنازة يوسف شاهين من عمر مكرم» أربكت الجميع
قلما يتوقف التاريخ عند يوم بعينه من واقع حدث فريد يشهده، أو من تكرار واقعة في سنوات مختلفة فيه، أمرٌ يكسب اليوم، الشاهد على ما سبق، طابعًا خاصة إذا ما كانت الأحداث ترتبط بأناس أثروا في حركة السينما المصرية.
ما سبق ينطبق على يوم 27 من شهر يوليو، وهو تاريخ اختاره القدر ليضفي قيمة إليه من واقع مفارقة ارتبطت به لسنوات متباعدة، فشهد رحيل 3 أسماء ذات وزن في الوسط الفني فيه، بداية من «الدون جوان» رشدي أباظة في 1980، و«ملك الترسو» فريد شوقي في 1998، وأخيرًا المخرج يوسف شاهين في عام 2008.
ويرصد «المصري لايت»، في التقرير التالي، قصة يوم 27 يوليو من واقع اللحظات الأخيرة للمبدعين الثلاثة.
3. رشدي أباظة
عانى «رشدي» في سنواته الأخيرة من مرض سرطان المخ، وسبق وأن أجرى عملية جراحية في لندن في يناير 1980، إلا أن حالته تدهورت بشدة ما أجبره على دخول مستشفى «العجوزة»، متكفلًا بدفع مصاريف علاجه رافضًا فكرة تكفل الدولة بالمصروفات أو أي هيئة فنية حسب المذكور بمجلة «الموعد».
15 يومًا قضاها «الدون جوان» في المستشفى قبل أن يعلن الطبيب، في صباح الأحد 27 يوليو 1980، عن توقف قلبه ووفاته، رغم إفاقته من الغيبوبة قبلها بيومين وتمكن من رؤية حفيده الأول من ابنته «قسمت».
لحظة إعلان وفاته أصيبت الفنانة نادية لطفي بالإغماء وانهارت قسمت أباظة وبكت وهي في حالة تشنُّج، ولم تفلح الأدوية المهدئة في إعادتها إلى طبيعتها حسب المذكور بالمجلة.
الغريب أنه فور علم والدته، الإيطالية الأصل المصرية الجنسية ليلى بورجمينو، رفضت الحضور إلى المستشفى لإلقاء النظرة الأخيرة على نجلها، بسبب الخلافات الشديدة التي كانت قائمة بينهما، ثم عادت وحضرت وكان أول لقاء لها مع حفيدتها، قسمت أباظة، بعد الخلافات التي قامت بينهما.
دُفن جثمان النجم الراحل في قبره الذي شيده على نفقته الخاصة بمنطقة نزلة السمان، وهو بعيد تمامًا عن مقابر الأسرة الأباظية، فيما تجمّع حول مستشفى العجوزة لوداعه عدد كبير من الناس الذين يتألف منهم جمهوره السينمائي.
2. فريد شوقي
أُصيب «فريد» في أواخر أيامه بالتهاب رئوي حاد استلزم دخوله غرفة العناية المركزة بمستشفى السلام الدولي، وهناك تحسنت حالته الصحية إلى حد ما، لدرجة استمراره في الحكي والتحدث إلى ابنته «عبير» وزوجها حسب رواية زوجته «سهير» في برنامج «ممنوع من العرض».
تقول «سهير» إنها في يوم وفاته تركته وعادت إلى المنزل لإحضار بعض الأشياء، تاركة معه ابنتها «عبير» وزوجها، وقضوا سويًا وقتًا طيبًا وبادلهم الحديث دون أي مشكلة، وذلك تمهيدًا لنقله إلى غرفة عادية محل العناية المركزة بعد تحسن صحته.
بوصول الزوجة إلى المستشفى فوجئت بمنعها من الدخول من قبل أفراد الأمن، وهو ما دفعها للتواصل مع ابنتها «عبير» التي غادرت قبلها بدقائق وأكدت أن والدها في صحة جيدة.
بعد فترة من الانتظار طلب أحد أفراد الأمن من الزوجة الجلوس في الغرفة المحجوزة له تمهيدًا لنقله إليها، لتصعد وتنتظر لساعات إلى أن فوجئت بقدوم الطبيب إليها مخبرًا إياها بنبأ الوفاة: «لقيت دكتور القلب جاي في وشي.. مجيته خلتني أحس»، ليودع «وحش الشاشة» عالمنا في 27 يوليو 1998.
1. يوسف شاهين
رغم إجرائه لعملية قلب مفتوح وتحذير الأطباء له من التدخين إلا أنه لم يقلع عن عادته، ما تسبب في أواخر أيامه في تدهور صحته وإصابته بنزيف في المخ، ما استدعى سفره إلى باريس للعلاج.
بعد أسابيع عاد «شاهين» إلى مصر حسب تأكيد المخرج خالد يوسف آنذاك في برنامج «العاشرة مساءً»، وقال حينها إن بقعة الدم الموجودة بالمخ أزالها الأطباء، مضيفًا: «أسرة شاهين تكتمت عودته إلى مصر، خصوصًا وأنه لا يزال في غيبوبة ويتنفس عبر جهاز تنفس صناعي».
قضى «شاهين» 6 أسابيع في غيبوبة إلى أن فارق الحياة في 27 يوليو 2008، لتداول آنذاك وسائل الإعلام أنباءً بأن جنازته ستخرج من مسجد عمر مكرم، بعد إشارة البعض إلى أنه أسلم في أواخر أيامه، إلا أن ماريان خوري، نجلة شقيقته، نفت الأمر في تصريح لـ«العربية نت».
ذلك الأمر أوضحه الناقد الفني طارق الشناوي في برنامج «ممنوع من العرض»: «يوسف في أكثر من جلسة قال إنه بيحب محمد رفعت، فهو كان بيقول وبيخرج مشهد الوداع بتاعه إن الجنازة تخرج من عمر مكرم على القرآن الكريم بصوت رفعت»، وهو ما أثار سوء الفهم للمقربين منه: «الكلام كبر وكتر وانتقلنا من حالة خيال مخرج إلى واقع».
أجريت مراسم الدفن آنذاك في كاتدرائية الروم الكاثوليك وسط القاهرة، ثم وارى الثرى في مقابر العائلة في الاسكندرية.