البرقع.. زينة تستر الجمال وتظهر الحياء
يلتقط عبد الله ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.
«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.
البرقع سترة وحشمة للمرأة الإماراتية، منذ قديم الزمان، وقد توارثته الأجيال باحترام وفخر. وصناعة البرقع قديماً لم تكن تكلف كثيراً، وقد تتراوح تكاليفه ما بين نصف درهم إلى درهم فقط لا غير، أما اليوم فسعره يتراوح بين 10 و50 درهماً، أما المواد التي يصنع منها فهي قماش يعرف بـ«الشيل».
ويتميز بألوانه المتعددة كالأصفر والأخضر والفضي والأحمر والبنفسجي والأسود، وهذه الأقمشة كانت تصبغ البشرة بألوانها لكونها غير مبطنة، خاصة في الزمن القديم، فكانت حمرة القماش تعطي الخدود لوناً جميلاً، لذا كان من العيب أن تخلع المرأة أو الفتاة برقعها حتى لا يبدو وجهها مصبغاً بالألوان.
أجزاء التكوين
يتكون البرقع من أجزاء عدة منها: الجبهة، وهي الخط المستقيم الذي يقع في بداية البرقع من الأعلى، والذي يقطعه السيف إلى قسمين متساويين، وهناك عيون البرقع الخاصة بالعينين، وأما الخرّة فهي الانحناءات النازلة والممتدة من الجبهة وحتى آخر فتحة العين من الجانبين. وما يعرف بالسيف هو عبارة عن عصا مصنوعة من عذق النخيل، أو جريدة تهذب جيداً وتدخل من منتصف الجبهة إلى آخر البرقع، ويكون موقعها في منتصف البرقع.
وهنالك «خد» البرقع، وهو القطعة التي تغطي الوجه وتكون كبيرة أو صغيرة حسب طلب المرأة، وأخيراً هنالك «الشبوق» وهي الخيوط التي تثبّت على طرفي البرقع من جهتي اليمين واليسار، وغالباً ما تكون من شعر الماعز أو صوف الغنم، وقد تكون من خيوط البلاستيك أو من خيوط الرزي الملونة.
أنواع ومسميات
كما لكل زي موضة وأجيال وطرُز وتصاميم، فإن هناك أشكالاً متنوعة للبرقع بحسب تصميمه منها مثلاً: لفة زعبيل، والجسر المقطع، والبرقع العيماني «عجماني»، وبرقع العوامر نسبة لقبيلة العوامر، والبرقع الشرقاوي، وبرقع دبي وغيره.