“مالك جندلي” من “حمص” إلى “أطلنطا” رحلة موسيقار سوري شاب
الأربعاء 22 تموز 2009
هو من مواليد ألمانيا عام 1972 ومن عائلة ذات اهتمام وولع بالموسيقا الكلاسيكية نشأ “مالك” الذي بدأ بتلقّي علوم الموسيقا في الرابعة من عمره، فكان أول حفل بيانو له على خشبة المسرح في الثامنة من عمره. التحق بالمعهد العربي ثم بالمعهد العالي للموسيقا بـ”دمشق”، وتتلمذ على يد البروفسور”Vladimir Zaritsk” و”Victor Bunin” من”Moscow Tchaikovs Conservator”. تلك المحطات الواسعة وأكثر تكلّم عنها الموسيقار “مالك جندلي” أثناء لقاءه مع eHoms حيث قال:
«عندما عدت وأهلي من ألمانيا كان عمري خمسة سنوات ولم يكن هناك أي معهد موسيقي لتدريس البيانو في “حمص” فاضررت لأبحث عن بديل في “دمشق” في المعهد العربي للموسيقا وبالفعل كنت أذهب لتلقي الدروس من أساتذة “روس” وآخرين سوريين مثل “سلمى قصاب حسن” و”فريد كمال” كل يوم خميس مع والدتي التي كانت دائماً تدعمني وكنت أستعين بكتب الموسيقا التي تحتفظ بها، واستمر ذلك حتى البكلوريا حيث التحقت بالمعهد العالي للموسيقا الذي كان في يفتح أبوابه في سنته الدراسية الأولى وفي طور التحضير من حيث المناهج وعدد الآلات التي يتدرب عليها الطلاب.
كان التركيز في ذلك الوقت على إنشاء فرقة سيمفوني وطنية، وفي أول سنة دراسية لي في المعهد حصلت على منحة دراسية من North Carolina School of the Arts في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصلت على الشهادة الجامعية لأتفرغ بعدها للتأليف الموسيقي والتحضير للماجستير والدكتوراه في التأليف الموسيقي وفي ذات الوقت حصلت على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال عام 2004 بدرجة شرف وأقمت شركتي الخاصة مع زوجتي في مدينة “أطلنطا” الأمريكية».
تلك الشركة التي استطاع من خلالها “مالك” تقديم ألبومه الأول دون الحاجة للبحث عن منتج فقد قام هو بهذه المهمة إضافةً إلى تصوير “فيديو كليب” الأول من نوعه في الوطن العربي لمؤلف موسيقي وعن ذلك يتابع: «بالنسبة لي أعتقد أنني أول مؤلف سوري يقوم بإنتاج لحن موسيقي وتوقيع عقد لعرض العمل مع شركة “فيرجن ميغا ستور” وعالم الفن والألبوم الذي يحمل “أصداء من أوغاريت” ويعكس هدفي الأساسي في التأليف الموسيقي بإظهار صورة معينة لأحاسيس أو شعور
الموسيقار مالك جندلي |
موجود لدي من زمن بعيد عن الحوار بين الحضارات والمزج بين التوزيع الغربي للسيمفونية والألحان الشرقية والتراث العربي وخاصّة السوري».
الموسيقا بالنسبة لـ”مالك جندلي” هي الهوى والعاطفة وهي وسيلة لتبليغ “الحكاية” ولدعم الصورة بالعاطفة. وعندما يتحدث “مالك” عن عشقه لآلة البيانو، يذكر أن الفنان عندما يمسك بالقلم، يمكنه أن يرسم أي شكل يريد. وهكذا هي آلة البيانو بالنسبة له، إنها فرقة أوركسترا موسيقية كاملة، قادرة على بعث القشعريرة في أنحاء الجسم. إنه يحاول، من خلال إدخال روح الموسيقى الشرقية القديمة مع اللحن الغربي، في قالب من الموسيقى الكلاسيكية، وهدفه من وراء ذلك أن يعلم الأمريكيين خاصة، ثراء الثقافة والحضارة العربية العريقة. كما أنه يرى في خطوته هذه خلقاً لفرص الحوار بين الشعوب، سيما وأنه في عمله لم يلقى أي تمييز أو إحراج أو إزعاج، كونه من أصل عربي سوري.
من الجدير بالذكر أن “مالك الجندلي” أول مؤلف سوري وموسيقي عربي أعاد توزيع وتحويل أقدم نوطة موسيقية معروفة في العالم تعود إلى 3400 عام قبل الميلاد، لوحات مسمارية في رأس شمرا / أوغاريت في سورية. أضاف إليها الايقاع و الهارموني، وعزفها على البيانو برفقة فرق موسيقية عالمية، شكلت لوحة فنية رائعة، عملاً موسيقياً فريداً أطلق عليه أسم “أصداء من أوغاريت”.
حصد العديد من الجوائز نذكر منها:
1988- الجائزة الأولى في المسابقة الدولية للموسيقيين الشباب.
1997- جائزة أفضل عازف بيانو من الولايات المتحدة.
2003- الجائزة الكبرى في التأليف الموسيقي من مدينة أتلانتا الأمريكية.
2007- أول مؤلف سوري و موسيقي عربي اعاد توزيع وتحويل أقدم نوطة موسيقية معروفة في العالم أكتشفت في مدينة رأس شمرا/أوغاريت السورية.