يوم عالمي بلا حرية
حلت مناسبة اليوم العالمي للصحافة الذي يصادف الثالث من مايو من كل عام، وحرية الصحافة تمر بأسوأ مراحلها على الإطلاق منذ العام 1990، بسبب المخاطر المحدقة بها،
وشهد شهر مايو/ أيار العام الحالي حالات انتهاك وجرائم قتل واعتداء وتهديد وتضييق واعتقال، وغيرها من أساليب الانتهاكات التي تتصاعد حدتها نتيجة الحرب التي فرضتها ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي صالح الانقلابية، والتي أدت إلى تعرض المئات من الصحفيين للقتل، والتعذيب، والإخفاء القسري، والاعتقال، والاختطاف وغيرها من صنوف الانتهاكات المختلفة.
وتصدرت محافظتي تعز وعدن خلال شهر مايو 2017م قائمة المدن اليمنية من حيث عدد حالات الانتهاك للحريات الإعلامية والإعلاميين ووسائل الإعلام.. وهو ما عبرت إزاءه منظمات حقوقية ومراقبون عن قلقها البالغ من استمرار مواصلة الانتهاكات الجسيمة ضد الصحفيين.
وتكررت حوادث الاعتداء والتضييق على الحريات الصحفية في عدد من المحافظات، حيث رصد المحرر في صحيفة “أخبار اليوم” عدد من حالات الانتهاك بحق صحفيين خلال شهر مايو/ أيار 2017م..
ففي الخامس عشر من مايو تعرض الصحفي عادل عبد المغني مدير تحرير موقع الوحدوي نت، للاعتداء بعد إقدام مجهولين على الاعتداء على سيارته بالعاصمة صنعاء التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح.
وفي 16 مايو أحال محافظ محافظة شبوة نائب مدير مكتب فرع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية عمر الحار في مدينة عتق للتحقيق وسجنه، بعد مشاركة الأخير في وقفة مؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي، ومعارضة لما يسمى بـ”المجلس الجنوبي الانتقالي”.
وفي 25 مايو جرى اعتراض الصحفي نبيل الشرعبي حوالي الساعة العاشرة والثلث- ليلاً من قِبل باص صغير، بدون رقم في أحد الشوارع الفرعية بالعاصمة صنعاء التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح الانقلابية، ونزل شخصين منه حاولا اختطافه وقاما بالاعتداء عليه.
مايو عدن مرعب
في العاصمة المؤقتة عدن كشفت الحوادث وحالات الانتهاك التي طالت الصحفيين خلال شهر مايو عن وضع يعيشه الناشطون والإعلاميون في عدن وسط رعب غير مسبوق مع تصاعد العنف ضدهم.
ويوم الحادي عشر من مايو تم إيقاف ثمانية صحفيين في مطار عدن والتحقيق معهم أثناء عودتهم من المشاركة في دورة تدريبية في لبنان. بحسب ما ذكرت نقابة في بيان صادر عنها، قالت أنها تقلت بلاغ من الزملاء نشوان العثماني، عبد السلام الشريحي، بشرى العنسي، سارة البعداني، عبد الخالق الحود، ياسين الزكري، باسم الشعبي، يفيد بتعرضهم للإيقاف والتحقيق معهم واحتجاز جوازاتهم من قبل الأمن السياسي بمطار عدن أثناء عودتهم من بيروت.
وفي 16 مايو اختطف مسلحون يرتدون زيا عسكرياً ثلاثة صحفيين في العاصمة المؤقتة عدن (جنوبي البلاد). وأوضحت مصادر صحفية أن المسلحين اختطفوا مراسل تلفزيون دبي حسام ردمان، ومراسل تلفزيون أبو ظبي ماجد الشعبي، والصحفي بصحيفة الشارع هاني الجنيد، من منطقة كريتر، وهم في طريقهم إلى منزل لأداء واجب العزاء لأسرة الناشط الشبابي أمجد عبد الرحمن محمد الذي اغتيل على يد مسلحين مجهولين.
وفي 22 مايو ذكرت نقابة الصحفيين اليمنيين أنها تلقت، بلاغ من الصحفية حنان ناصر يفيد أن شخص هددها بالقتل والذبح واتهامها الكفر والإلحاد، وأن أسرتها تعيش حالة من الرعب بعد تلقي هذا التهديد، وذلك على خلفية متابعة الصحفية حنان لقضية مقتل الناشط الشاب أمجد عبد الرحمن الذي اغتيل برصاص مسلحين مجهولين اقتحموا مقهى للإنترنت كان يتواجد فيه بمدينة الشيخ عثمان بالعاصمة المؤقتة عدن ولاذوا بالفرار.
ويوم الثامن والعشرين من مايو حاصرت مجموعة مسلحة يعتقد أنها تابعة للحزام الأمني، الإعلامي رئيس قطاع قناة اليمن الفضائية جميل عز الدين في مدينة كريتر بالعاصمة المؤقتة عدن، وحاولت الاعتداء عليه، فيما لجأ عز الدين إلى أحد المنازل.
كما تعرض مراسل قناة عدن، في ذات اليوم، لإطلاق نار من قبل حراسة البنك المركزي اليمني بمحافظة عدن، بحسب بلاغ وجهه مراسل قناة عدن إلى النائب العام ومدير أمن عدن.