يقدم الشعراني مقاربة فوتوغرافية لضحايا البرنامج المثير للجدل والمتمثل بهجمات الطائرات الأميركية من دون طيار الذي تقول منظمات حقوقية إنه تسبب بمقتل ابرياء لا صلة لهم بالجماعات الإسلامية المسلحة التي تشن الولايات المتحدة الحرب عليها.
المعرض الذي نظم في صنعاء على هامش ندوة ناقشت الاستراتيجية الحالية لمكافحة الإرهاب ضم صوراً التقطت في مناطق يمنية عدة، شهدت خلال السنوات الماضية، هجمات لطائرات أميركية.
وتندرج الصور ضمن ارشيف اكبر كرسه الشعراني لضحايا الانتهاكات والنزاعات المسلحة في بلاده. وهو ينتمي الى جيل المصورين الذين توثقت صلتهم بالكاميرا في ساحات الثورة الشعبية.
يقول فاروق الشعراني لـ «الحياة» إنه انضم الى ساحة التغيير بكاميرا عادية استعارها من صديق وراح يوثق احداث الثورة من دون اقتراب خشية الوقوع في ايدي رجال الشرطة او الجماعات المؤيدة للنظام.
ويشير الى أن الأزمة التي شهدتها البلاد نزلت عليه مضاعفة، فقد «كنت ابحث عمن يقرضني المال لأتمكن من دخول مقهى انترنت لأنشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي». كان هذا قبل أن يتولى المركز الإعلامي لساحة التغيير نشرها.
ويذكر الشعراني أنه بعد توقيع اتفاق نقل السلطة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، غادر ساحة الاحتجاج خصوصاً بعدما بدأ يشعر بأن التظاهرات صارت تحمل طابعاً حزبياً او تقام بغرض الابتزاز السياسي. ويقول: «منذ ذلك الحين بدأت أكرس عدستي لإبراز قضايا المظلومين مثل ضحايا النزاعات المسلحة والإعدام خارج القانون والمعتقلين والذين يتعرضون للتعذيب في السجون وضحايا الطائرات من دون طيار من المدنيين الأبرياء»، مؤكداً أن اليمن «مكتظة» بالمآسي و»لا توجد منطقة إلا فيها قصة مؤلمة».
وخلال تجواله على عدد من المناطق اليمنية الملتهبة بالنزاعات والمواجهات المسلحة، وثّق الشعراني آلاف الصور. ويرى أن الصورة الفوتوغرافية خير من 100 مقال، ويقول: «سمعت قصصاً ورأيت مشاهد مؤلمة جعلتني ألعن السياسة وأكره العيش في مجتمع يخذل الضحايا الضعفاء».
هكذا باتت الصورة لدى الشعراني بمثابة سلاح لنصرة المقهورين وصوت لمن لا صوت له. وما يميز الصورة، وفق قوله، إنها تتحدث عن نفسها، مؤكداً أنه رغم أن التصوير صار متاحاً لجميع الناس، فإن ما يميز المصور الفنان قدرته عـلى إدراك العلاقـة بين مـوضـوع الصـورة وزاويـة الالتقاط .وفقا لما نشر بوكالة يمن برس.