معرض “رحلاتي في اليمن” يتغنى بجماليات التراث اليمنى
يحتضن رواق بيت الثقافة اليمنى بصنعاء حاليا معرضا للتصوير الفوتوغرافي للفنانة التشكيلية والمصورة القطرية موضي حمد الهاجري، الذي يحمل عنوان «رحلاتي في اليمن» ويضم 260 صورة مختلفة.
المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة اليمنية بالتنسيق مع مجلس الترويج السياحي يحكي في مجمله قصة عشق خاص جمعت بين المصورة القطرية واليمن إنسانا وأرضا وتاريخا ومنذ أول زيارة لها لهذا البلد وعلى مدى 6 سنوات متتالية جابت موضي الهاجري مختلف أنحاء اليمن جبالا وأودية وأصقاعا، دون أن تحول وعورة التضاريس وصعوبة التنقل بينها وبين التقاط 4 آلاف صورة رصدت من خلالها التراث المعماري اليمني والطبيعة البكر الخلابة وبين هذا وذاك الإنسان اليمني في كده ومكابدته لاجتراح حياة أفضل.
وتقول موضي الهاجري: اليمن ذلك العالم الساحر الذي جذبني إلى متاهاته الشائقة يوم كنت أحمل فضولي وكامرتي المتواضعة وحبي للاكتشاف في رحلة صغيرة امتدت فيما بعد لتصبح سلسلة رحلات، كما أن ذلك الباب الذي دخلت اليمن من خلاله ظل مواربا ويدعوني باستمرار للعبور إلى أماكن جديدة وللعودة إلى أماكن ألفتها وألفتني، حتى لم يعد باستطاعتي إلا أن أكون على درب اليمن.
يعد معرض الفنانة القطرية واحدا من التجارب الفنية العربية المهتمة باليمن وتاريخه وتراثه، حيث توزعت الأعمال المعروضة على ثلاثة محاور أساسية الأول لتراث العمارة اليمنية والثاني للطبيعة التي تمثلها المحميات الطبيعية وبخاصة في أرخبيل سقطرى فيما كرس المحور الثالث للحياة اليومية للإنسان اليمني، فموضي الهاجري تدرك كما يدرك كل المهتمين بعالم التصوير أن اليمن يمثل مشروعا بصريا كبيرا وطويل الأجل لجميع عشاق عالم الصورة، باعتبارها واحدة من أهم الفنون في الوقت الراهن.
يشكل المعرض احتفاء خاصا بالتراث اليمني من خلال 260 صورة تم انتقاؤها من بين آلاف الصور، لصياغة مهرجان للتراث اليمني قوامه الألوان والأضواء والظلال التي تعكسها الصورة، فصاحبة المعرض تجمع بإتقان بين خبرتها كفنانة تشكيلية وتجربتها كمصورة فوتوغرافية من خلال تضمين صورها الكثير من عناصر اللوحة التشكيلية على مستوى الفكرة والموضوع المعالج وزاوية معاينته.
وترى موضي الهاجري أن إبداعية الصورة الفوتوغرافية لا تتوقف على موضوعها أو التقنية المستخدمة في التقاطها بقدر ما تتوقف على قدرة من يقف خلف الكاميرا على اقتناص اللحظة المناسبة لالتقاط الصورة وإبراز أبعادها التعبيرية والجمالية.
الإقبال الكبير على المعرض من قبل عشاق فن التصوير يشير إلى أن اليمنيين كأنما أعادوا اكتشاف بلادهم وتراثها من خلال عدسة المصورة القطرية التي ترى أن أهم أهداف معرضها هو التعريف باليمن وما حباها الله من طبيعة خلابة وإرث معماري وثقافي فريد بالإضافة إلى تدوين توثيق أنماط ثقافية واجتماعية ربما هي عرضة للزوال والاندثار في ثنايا إيقاع الحياة العاصف.
وتتباين الصورة المعروضة من حيث المساحة والتقنيات المستخدمة في طباعتها لتقدم في مجملها عرضا بانوراميا للتراث اليمني في تجلياته المختلفة يبرز أهم ما يتوافر عليه هذا التراث من مفردات وقيم فنية وجمالية، ويقدم اليمن كواحد من أهم المقاصد السياحية على المستويين الإقليمي والدولي. وفقا لما نشر بصحيفة الشرق الاوسط .