في ذكرى وفاته السابعة
ساراماغو.. كاتب نضج حلمه وهو في الخمسين
ساراماغو (أرشيفية)
تاريخ النشر: الخميس 22 يونيو 2017
محمد عريقات (عمان)
ستون عاماً وهو يبدع أدباً ومسرحاً وصحافة من دون أن يلتفت إلى الشهرة، ومن دون أن تلتفت الشهرة إليه، حاله كحال العظماء من الكتاب، كاتب نضج حلمه وهو في الخمسين من العمر فأنتج عدداً من المؤلفات والروايات متعددة الأصوات، كاتب يسنّ السخرية لتكون سلاح الفقراء والمهمشين في مواجهة منتهكي حقوقهم، يشبّه السخرية بالصفير في مقبرة ليلًا لتجاهل الموت وإخفاء رهبة الخوف، ويرى أن الإنسان لو جرّد من سخريته فسيقف عارياً في المهب بلا أي شيء يحميه أو يذود عنه.
أسوق هذه المقدمة في الذكرى السابعة لوفاة الكاتب البرتغالي خوزيه ساراماغو (16 نوفمبر 1922 – 18 يونيو 2010). إنه الثامن عشر يونيو2010، يوم رحيله، التاريخ الذي استذكر به العالم صاحب روايات: «وجيز الرسم والخط» 1976، «ليفنتادو دوتشار» 1980، «قصة حصار لشبونة» 1989، «العمى» 1995، «كل الأسماء» 2002، وغيرها التي اعتبر بعضها النقد أمثولات تستعرض أحداثا تاريخية من وجهة نظر مختلفة تتمركز حول العنصر الإنساني.
نال ساراماغو، على غفلة منه ومن ناشره، في الوقت الذي كانا يحضران به للسفر إلى معرض فرانكفورت الدولي للكتاب عام 1998 جائزة نوبل للآداب، وليكون بذلك أول أديب برتغالي ينالها، الجائزة التي عززت لديه مفهوم أن الكتابةة وظيفة، ووفقا لساراماغو، فهو لا يفصل بين العمل وعملية الكتابة كما لو كانا أمرين مختلفين لا يجمعهما شيء. بل يقوم بترتيب الكلمات، الواحدة بعد الأخرى، أو الواحدة أمام الأخرى، كي يقول حكاية يعتبرها مهمة وذات فائدة.
كاتب سعى لتحقيق حلمه وإن تأخر نض هذا الحلم، وقام باكتشاف نفسه قبل تقديمها للآخرين، فهو مكتشف القلق وهي المهمة الأولى التي سعى إليها من خلال الكتابة نازعاً صفة الطمأنينة الكاذبة بتفجير أسئلة قد تكون معروفة في وعي الآخرين، لكن من الممكن أن يشكل أحد هذه الأسئلة فرقاً في أحد الأيام.