الكاتب : أسامة الزبيدي
عبر هذا الدرس سنحاول تسليط الضوء على مجموعة من هذه الأخطاء التي قد يقع فيها بعض المصورين والتي اذا ما نجحت في تفاديها ستساعدك كثيرا في تطوير مستواك في هذه الهواية:.
1. اهتزاز الصورة:
استخدام الحامل الثلاثي مهم جدا لتجنب الحصول على صورة مهتزة
أكثر المشاكل التي تواجه المصورين المبتدئين والمتقدمين أحيانا هو الحصول على صور مهتزة، وعادة ما تتسبب هذه النقطة في إحباط المصورين وعزوفهم عن التقاط الصور، وسبب هذه المشكلة بكل بساطة هو عدم وجود كمية كافية من الضوء تصل إلى مستشعر الكاميرا وهو ما يجبرها على استخدام سرعة غالق بطيئة وذلك في حال استخدام النمط الآلي (Auto) مما يصعب معها الحصول على صور حادة خصوصا إذا ما كانت الكاميرا محمولة باليد.
السبب الثاني هو الحركة خلال عملية التصوير فأي اهتزاز بسيط خلال عملية الضغط على زر الغالق (Shutter) والذي قد لا يتجاوز أجزاء من الثانية سينتج عنها صورة مهتزة.
هناك العديد من الحلول للتغلب على هذه المشكلة، بما في ذلك استخدام الحامل الثلاثي Tripod أو الأحادي Monopod (لامفر من استخدامه في حالات الاضاءة الخافتة جدا) كما يمكن رفع قيم الايزو لتعويض نقص الاضاءة الحاصل وذلك في حال عدم توفر الترايبود لإجبار الكاميرا على استخدام سرعات غالق أعلى.
أخيرا يمكنك استخدام الفلاش لتجميد الحركة ولكن عليك أن تتعلم التقنيات المناسبة لذلك لكي لا يتسبب ذلك في إفساد الصورة.
في حال التصوير في وضعية الإمساك بالكاميرا حاول أن لا تقل سرعة الغالق عن 1/60 ثانية لكي تتجنب الاهتزازات في الصورة
2. الامساك بالكاميرا بطريقة خطأ:
قد لا تكون هذه النقطة ذات أهمية كبيرة إذا ما كنت تستخدم كاميرات الجيب الصغيرة، لكن في حال قمت بالترقية وشراء كاميرا احترافية ذات عدسات متغيرة فعندئذ عليك أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار، فحجم الكاميرا الكبير نسبيا وثقل وزنها بالإضافة إلى وزن العدسة يحتاج إلى مهارات خاصة عند الإمساك بها وقبل التقاط الصورة، عدم معرفة الطريقة الصحيحة للإمساك بالكاميرا وكيفية إسناد العدسة قد يتسبب في الحصول على صور مهزوزة، من أهم النصائح المتعلقة بهذه النقطة هي ضرورة الامساك بالكاميرا بكلتا اليدين، الوقوف بشكل صحيح مع ترك مسافة كافية بين القدمين للحصول على التوازن المطلوب، سنفرد قريبا في عالم التصوير تدوينة تحوي بعض الارشادات والتلميحات حول هذه النقطة.
3 – التعريض الزائد:
اذا كانت الصورة التي التقاطها يغلب عليها البياض وتفتقد إلى التفاصيل الواضحة، فمعنى ذلك أن تعريض الصورة زائد، بلغة بسيطة فكمية الضوء الداخلة إلى حساس الكاميرا أكثر من احتياجها، وعادة ما يتسبب في ذلك وجود خطأ في إعدادات الكاميرا أو أخذ قراءة التعريض من مكان غير صحيح ضمن الكادر، وربما التقاط الصورة من زاوية غير مناسبة وعدم الأخذ بعين الاعتبار مصدر الإضاءة ، لمعالجة هذه المشكلة فأنت تحتاج إلى تقليل كمية الضوءْ الداخلة عبر تصغير فتحة العدسة أو زيادة سرعة الغالق للتقليل من فترة تعرض الحساس للضوء.
وجود مساحات بيضاء ضمن الصورة تعني زيادة في التعريض
4. التعريض المنخفض:
على العكس من الخطأ السابق، فالصورة الناتجة يغلب عليها السواد كون كمية الضوء الداخلة إلى حساس الكاميرا غير كافية للحصول على التعريض الصحيح ، في هذه الحالة يجب عليك زيادة فتحة العدسة أو استخدام سرعات غالق أقل.
طغيان المساحات السوداء على الصورة تدل على عدم توفر كمية كافية من الضوء
راجع درس التعريض للأستاذ حالد عبدالغفور لمزيد من المعلومات حول هذه النقطة والنقطة السابقة
5. توسيط الكادر
خطأ شائع جدا عند المصورين المبتدئين يتمثل في وضع الكادر المراد تصويره في المنتصف تماما، من أبسط قواعد التكوين وأكثرها شهرة في عالم التصوير والتي يمكنك اتباعها لتفادي هذا الخطأ قاعدة التثليث أو الثلث، هذه القاعدة ببساطة تنص على ضرورة تقسيم الصورة إلى ثلاثة أثلاث أفقية وطولية تتشكل بواسطة خطين أفقيين، بينهما مسافات متساوية ومثلهما خطين بالطول وهو ما ينتج 9 مستطيلات متساوية في المساحة.
كل ما عليك فعله لتعزيز تكوين الصورة قبل التقاطها هو وضع الكادر أو نقطة القوة في الكادر في إحدى نقاط التقاطع بين تلك الخطوط وهي تلك النقاط المبينة باللون الأحمر في الرسم التوضيحي.
مثلا في حال أردت التقاط صورة مقربة للوجه، حاول أن تضع العينين التي تعتبر أكثر نقاط القوة في إحدى تلك التقاطعات، وكذلك الحال عندما تقوم بالتقاط صورة لشروق الشمس احرص على مكان خط الأفق بحيث تحتل مساحة الجزء السفلي (الأرض أو البحر) ثلثي الصورة أو أن تحتل السماء ثلثي الصورة سوف تلاحظ قوة صور المناظر الطبيعية بهذه الطريقة، تجنب توسيط خط الأفق والذي يعتبر من أكثر الأخطاء الشائعة عن تصوير المناظر الطبيعية.
التوسيط في مجمله يعتبر خطأ شائعا ولكن هذا لا يمنع من كسر هذه القاعدة إذا ما تطلب ذلك، لكن وحده المصور هو من يحدد متى ولماذا يكسر هذه القاعدة.
6. التصوير باستخدام وضعية واحدة.
أغلب المصورين يلتقطون صورهم من وضعية الوقوف، التصوير من هذه الوضعية تحدد زاوية الرؤية بشكل كبير وقد يعطي نتائج عادية للصورة، اقترب أكثر من الأرض وجرب التصوير من زوايا منخفضة ثم التقط نفس الصورة وستشعر بالفارق!
جرب التقاط الصورة وأنت مستلق على ظهرك أو من الأعلى باستخدام سلم …وستحصل على نتائج مميزة.
7. عدم وضوح موضوع الصورة.
تخيل أن تتضمن تلك الصورة مجموعة من الأطفال يلعبون الكرة حول نافورة مياه، وأمامهم سائق دراجة مسرع، ومن خلفهم مجموعة من ناطحات السحاب الشاهقة، وفي المنتصف تماما هناك عمود إنارة؟!
لو غيّر المصور زاوية الالتقاط لحصل على صورة أفضل بالتأكيد وذلك عبر تقليل العناصر المشتتة قدر الإمكان فكلما كانت الصورة أبسط والكادر فيها محدد ومعروف كلما كان العمل مميزا وأكثر تأثيرا وبالمقابل كثرة العناصر غير المرغوب فيها يضعف من قوة العمل ويجعل الصورة لامعنى لها.
8. تواجد عناصر غير مرغوب فيها ضمن الخلفية
تجنب تواجد العناصر المتطفلة صمن الصورة
كما بينا في النقطة السابقة فوضوح الكادر المراد تصويره أو موضوع الصورة يتطلب عدم وجود عناصر مشتتة ضمن الخلفية
(Background) من شأنها أن تتسبب في تشتيت نظر المشاهد عن الموضوع الأساسي.
لتوضيح هذه النقطة بشكل أكبر، دعوني أضرب لكم مثالا بسيطا، تخيل أن صديقك طلب منك أن تلتقط له صورة مع سيارته الجديدة على شاطئ البحر المزدحم نوعا ما بالعديد من المصطافين، في هذه الحالة بامكانك الاقتراب أكثر بحيث يحتل صديقك وسيارته أكبر قدر ممكن من مساحة الصورة وذلك للتقليل من تأثير التشتيت الذي قد يحدث بسبب تواجد عدد من المصطافين ضمن الصورة، بامكانك أيضا تجربة التقاط الصورة من زاوية أخرى بحيث تتضمن مساحات خالية من الشاطئ تساهم في إبراز صديقك مع سيارته الجديدة بشكل أكبر .
بات بالامكان إزالة مثل هذه المشتات بواسطة برامج التعديل الرقمي لكن لا تصعب المهمة على نفسك والتقط الصور بشكل صحيح متجنبا هذه المشتات بدلا من قضاء ساعات طويلة أمام الشاشة في محاولة لإزالتها.
9. اختر نقطة التركيز (Focus point)
كما ذكرت في النقطة رقم 7 من المهم جدا أن يكون الهدف الذي يتم تصوير ظاهر بشكل واضح جدا أو (in focus) عدم وضوح الهدف أو ظهوره بشكل مشوش يضعف من قوة الصورة بل قد تصبح بلا قيمة، للحصول على التركيز المطلوب كل ما عليك فعله هو وضع المربع أو المربعات التي تظهر ضمن منظار الرؤية (View Finder) والضغط نصف ضغطة على زر الالتقاط في الكاميرا وسوف تسمع نغمة خافتة وصوت حركة العدسة تعلمك بأن الهدف صار ضمن نطاق التركيز، بعد التأكد من وضوح الهدف استمر في الضغط على الزر والتقط الصورة.
في حال تصوير الوجوه والأشخاص حاول أن تضع نقطة التركيز على العينين للحصول على نظرة حادة تزيد من قوة العمل.
الكاميرات الرقمية الحديثة باتت تتنافس في زيادة عدد نقاط التركيز التي تتراوح ما بين 11 وتصل إلى 51 في العديد من كاميرات DSLR الحديثة، كما أنها توفر خاصية تحريك هذه النقاط بحرية أكبر ضمن إطار الصورة، مثلا في حال وجود مجوعة من الأهداف ضمن كادر الصورة يمكنك وضع نقاط التركيز في المقدمة أو في المنتصف أو في المؤخرة، وذلك حسب الفكرة التي تريد إيصالها.
10. الاستخدام الخاطئ للفلاش.
معظم الكاميرات الرقمية مزودة بفلاش مدمج، الوظيفة الأساسية لهذا الفلاش توفير مصدر إضاءة إضافي لتعويض ظروف الإضاءة الخافتة، من الاخطاء الشائعة في هذا الخصوص اقتصار استخدام الفلاش على الوضع الليلي فقط ومن مسافات قريبة جدا، لذلك عادة ما تكون النتائج غير مرضية، فالإضاءة تكون ساطعة جدا على الهدف الذي يتم تصويره والألوان تكون باهتة، هناك عدد من التلميحات والنصائح فيما يتعلق باستخدام الفلاش، نوردها بشكل سريع:
- لا تقترب كثيرا من الهدف الذي تقوم بتصويره فالمسافة المثالية للحصول على إضاءة متوازنة يحب أن تكون ما بين 2-4 أمتار من الكاميرا
- إذا كان هناك أكثر من هدف تقوم بتصويره (مجموعة من الأشخاص مثلا) تأكد من وجودهم على خط أفقي واحد والمسافة متساوية بينهم وبين الكاميرا
- تجنب الإضاءة المباشرة على الهدف وحاول تنعيم الإضاءة الصادرة من الفلاش باستخدام إكسسوارات خاصة متوفرة في الأسواق، في حال عدم توفرها بالإمكان وضع قطعة قماش بيضاء صغيرة أمام الفلاش للتخفيف من حدة الإضاءة.
- استخدم الفلاش كإضاءة مساندة (Fill in Flash)عند التصوير أمام أشعة الشمس أو أمام مصدر إضاءة ساطع، في حال عدم استخدام الفلاش سيظهر الكادر الذي تقوم بتصويره بشكل مظلم أو سيليويت (Silhouette).
11. المعالجة الخاطئة للصورة:
قد لا يكون لهذه النقطة علاقة مباشرة بأخطاء التصوير ولكنها ضمن الأخطاء الشائعة لما بعد التصوير والتي أردت التنويه إليها بعد أن لاحظت أن كثير من المصورين المبتدئين يقعون في فخ المبالغة في تعديل الصور في حين يجهل البعض أساسيات المعالجة.
التقنيات الرقمية الحديثة هذه الأيام بات لها القدرة على تصحيح كثير من أخطاء الصور وهو ما لم يكن متوفرا في السابق لمصوري الكاميرات الفيلمية، برامج المعالجة الرقمية هذه الأيام لديها امكانيات جبارة في تعديل الصور وهذا يشمل الاضاءة و زيادة حدة الألوان بل وحتى إضافة عناصر جديدة لم تكن ضمن االلقطة الأصلية.
مازال يوجد خلاف محتدم ما بين المصورين في مدى جدوى الاستعانة ببرامج المعالجة الرقمية ، فهناك فريق يعتبر تلك البرامج جزءا لا يتجزأ من منظومة التصوير الفوتوغرافي في العصر الرقمي، في حين يعتبر الفريق الآخر الاستعانة بتلك البرامج نوعا من التدليس والخداع والملاحظ أن أغلب أعضاء الفريق الثاني هم ممن جربوا التصوير باستخدام الكاميرات الفيلمية.
سواء كنا متفقين أو مختلفين مع أي من الفريقين فعدم الإلمام بأساسيات التعامل مع هذه البرامج قد يتسبب في تشويه معالم الصورة وسلب جمالها، وحدها نظرة المصور والفكرة التي يود ايصالها عبر الصورة هي من تحدد طبيعة تلك التعديلات.
من الاخطاء الشائعة في المعالجة، المبالغة في زيادة تشبع الألوان، زيادة حدة الصورة، زيادة معدل التباين (Contrast) وهو ما يمكن تفاديه بقليل من الممارسة بالإضافة إلى زيادة الثقافة البصرية عبر متابعة أعمال المصورين المحترفين ومحاولة التعرف على التقنيات التي يقومون باستخدامها.