صبحي شعيب
يُعتبر الفنان التشكيلي صبحي شعيب أحد رواد الواقعية الفنية في تاريخ التشكيل السوري الذين ساهموا في ترسيخ أسس الفنون التشكيلية وتطورها في سورية
ولد الفنان صبحي شعيب في دمشق عام 1909 وظهرت ميوله الفنية مبكراً على يد الفنان عبد الحميد عبد ربه .
في عام 1929 تخرج من دار المعلمين بدمشق وفاز مرتين بالإيفاد لدراسة الرسم ولم يُرسل وفي العام ذاته ساهم في نقل رسوم فسيفساء الجامع الأموي بإشراف الفنان الفرنسي ” دي لوريه ”
عام 1933 كُلف بتدريس الفنون في حمص وحماة حيث تعرف على الفنان الفرنسي ” ميشليه ” وعملا معاً في رسم الأشخاص والطبيعة ، وفي عام 1934 تعرف على الفنان الإنجليزي يونغ في حماة ورسما معاً .
عام 1936 استقر في حمص ليدرَّس الفنون في الثانويات ودار المعلمين حتى اُحيل للتقاعد عام 1967 وفي العام ذاته سُمي عضواً في المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون
وفي عام 1963 أسس مركز الفنون التشكيلية في حمص الذي سُمي باسمه فيما بعد و من خلال استقراره في حمص استطاع صبحي شعيب أن يكوَّن أجيالاً ويؤسس حركة فنية ويكبر وتكبر الدائرة معه من فنانين وهواة وجمهور ، وفي أقل من ربع قرن ترسخت أسس هذه الحركة استجابة لطموحه الكبير حيث وُجد في هذه المدينة وحيداً إلا من فنه ومعارفه وحبه للناس والحياة فصورها ورصدها ورسم الطبيعة والناس المكافحين البسطاء ، كما ساهم في تنشيط الفنانين الشباب وكم مرة دفع راتبه المتواضع ثمناً لأعمالهم لتشجيعهم ودفعهم إلى المثابرة والعمل ، وكان شعيب مدرسة في فنه وتعدد خبراته وحبه للناس وتمجيده للحياة
وكان أميناً لمبادئه الفنية والاجتماعية متحرراً في أسلوبه الإبداعي ومن أعماله التي جسدت هذا المفهوم لوحة (خطأ في التوزيع) التي عالج فيها الفوارق الاجتماعية وآثارها السلبية على المجتمع ولوحة (العودة إلى القرية) التي نال عليها الجائزة الأولى في معرض الفنانين السوريين عام 1950 في المتحف الوطني بدمشق ، وتجسد هذه اللوحة مشهداً مألوفاً حيث يحضر الفلاحون لبيع منتوجاتهم وشراء حاجياتهم ، واللوحة منفذة بالألوان الزيتية وبالسكين وفيها دراسة متأنية للون حيث تشيع البهجة من نضارة اللون ويتآلف النور والظل وذلك الامتداد للسهول الرحبة والسماء الربيعية الزرقاء وحركة الأشخاص الطبيعية دون تكلف ،
كما نفذ عدة لوحات طبيعية صامتة وأزهار أظهر فيها براعته في استعمال اللون ودراسة الملمس ومتانة التكوين ومن أشهرها لوحة (البطيخ الأحمر) وبنفس الأهمية تبدو أجزاء اللوحة وعناصرها وخلفيتها وتعتمد على دسامة اللون وسماكته ويسيطر اللون على الموضوع واشتقاقاته فهو مادة الفنان الأساسية في التعبير
وساهم صبحي شعيب في معظم معارض الدولة الداخلية والخارجية منذ الخمسينات ومن أهم المعارض التي شارك فيها – معرض بيروت بالاشتراك مع 80 فناناً من سورية ولبنان 1940 – معرض في ثانوية جودة الهاشمي عامي 1945 -1946 – المعرض الأول للدولة في المتحف الوطني بدمشق حيث نال الجائزة الأولى عام 1950 – معرض في مهرجان الشبيبة ببرلين عامي 1951- 1955- معرض الشبيبة في وارسو 1966 -معرض متجول في مدن الإتحاد السوفييتي ( سابقاً ) .
تُوفي الفنان صبحي شعيب أثناء زيارة للولايات المتحدة الأمريكية شتاء عام 1974
كتاب معالم واعلام من حمص . خالد عواد الاحمد
#قصة_حمص
المصدر http://homsstory.com/%d8%b5%d8%a8%d8%ad%d9%8a-%d8%b4%d8%b9%d9%8a%d8%a8/
المصدر http://homsstory.com/%d8%b5%d8%a8%d8%ad%d9%8a-%d8%b4%d8%b9%d9%8a%d8%a8/