طيور بحرية من مدينة كلباء
توفق بين عملها ودراستها ورعاية بيتها
عائشة البلوشي: جمال الصورة مرهون برؤية الإبداع وقوة الخيال
الجمعة 18 مايو 2012
هناء الحمادي
(العين)- ترى المصورة عائشة البلوشي أن التصوير عالم سحري يتشابك فيه الضوء والظل واللون مشكلين عالماً متناسقاً في غاية الإبداع والجمال، كما هو لحظة تتجمد لتصبح صورة تخفي في شكلها أسرار ذكريات لم تمحها السنون.
عائشة البلوشي مصورة فوتوغرافية عشقت فن التصوير الفوتوغرافي منذ أكثر من12 عاما، نظراً لأن طبيعة عملها كانت تتطلب منها القيام بالتصوير، إلى جانب القيام بإنتاج وتصوير أفلام تصويرية، ووجودها كطالبة جامعية في معهد الجاهلي للعلوم والتكنولوجيا تخصص إعلام، وعملها كموظفة وربة بيت لم تكن تلك المهام تعيق هواياتها التي عشقتها، والتي لا تزال تثبت جدارتها وتفوقها بامتياز بين ازدحام الساحة الفوتوغرافية من المصورين، حيث لها بصمة لاتشبه أحد في لقطاتها لأي منظر تلتقط له أجمل الصور، ومن جميع الزوايا لتمضي وقتاً طويلاً في التصوير، معتمدة بذلك على معلوماتها الشخصية من ناحية المسافة والزاوية وفتحة العدسة والسرعة.
بداية المشوار
وحتى لا نبتعد كثيرا كان لابد من العودة إلى خطواتها الأولى في التصوير قبل التطرق إلى طموحها، تقول البلوشي “بدأت التصوير منذ فترة طويلة، حيث كانت تجذبني صور الطبيعة والمناظر الغريبة التي أراها بعين مختلفة عن الآخرين، لكن البلوشي تشعر وهي تلتقط صورها بالمتعة، وتضيف “إن كل لقطة أقوم بتصويرها تنفذ أفكاري ورغباتي وخيالي، وهذا الأمر يخدمني ويأخذني إلى عوالم مختلفة، حيث إن الصورة من وجهه نظري لها لغتها وبلاغتها ومقوماتها الجمالية، لكن تبقى فاعليتها مرهونة برؤية المبدع. والمصور فنان يمتاز بقوة خياله وقدرته على إدراك مزايا صورته الجذابة.
تجسيد الخيال
وتتابع: التصوير الفوتوغرافي أضاف لي التفكر في جماليات الأشياء، والنظر للشيء من زواية متعددة مع الاحتفاظ باللحظة، وتجسيد الخيالات في صورة، مؤكدة أن من يمتلك الموهبة يخلق من الطبيعة مشهداً وصورة معبرة، ويخلق من الشارع منظراً يستحق التعليق، هذا هو المصورالناجح من وجهة نظري، لافتة إلى أنه يجب على المصور الا يتوقف عند مرحلة في التعليم، بل عليه أن يعلم بأن كل خطوة يخطوها ستتبعها خطوة أخرى، وكل مهارة سيجد مهارة تفوقه، ويجب أن يتمعن بكل صورة يلتقطها، لأنه بالتأكيد سيلتقط أجمل منها، ويجب عليه أن يكون صبوراً، فالحياة حافلة بالمشاهد، والمصور الناجح هو من يجدها قبل غيره.
ولعملية صنع الصورة، هناك العديد من الاختيارات التي يقوم بها محترف التصوير أو المصور إجمالا، تقول في ذلك البلوشي “ كل مصور لابد له قبل الشروع في التصوير أن يضع في ذهنه تلك الأساسيات، منها اختيار الموضوع، ونوع الإضاءة، والمقدمة والخلفية، ونوع آلة التصوير، واختيار فتحة العدسة وسرعة الغالق المناسب، والمرشحات المناسبة،والفيلم، ثم اختيار طريقة التحميض، ثم التكبير، كل هذه الاختيارات ليسـت تحصيل حاصل”.
مهارات المصور
وتؤكد البلوشي أهمية امتلاك المصور لمجموعة من المهارات الشخصية منها، أن يكون قادرا على التحمل، وحب المغامرة والعمل، ومعرفة آلية عمل الكاميرا والتحكم بالاضاءة، بالإضافة إلى تنمية مهاراته الابداعية في استخدام الكاميرا والمعرفة الكاملة بالقواعد الأساسية للتصوير الفوتوغرافي ومواقع التصوير الضوئي المناسبة، وتنمية الحس الفني. وتضيف” لذلك مهما وصلنا من تقدم تقني في مجال التصوير الضوئي، تبقى لمهارة المصور وحسه المرهف ورؤيته الدور الأساسي في ابتكار التشكيل الجمالي الذي يراه مثيراً لذائقة المتلقي.
تعددت أنواع التصوير الفوتوغرافي ما بين الطبيعة والبورترية والرياضي، لكن التصوير المقرب ( Macro ) عند البلوشي يختلف، تقول عن هذا الجانب “ إن تصوير الماكرو هو من أكثر المجالات التي تستهويني في عالم التصوير الفوتوغرافي، حيث يهدف هذا النوع من التصوير إلى أن يصبح الجسم المراد تصويرة بحجم طبيعي، أو أن يكون الجسم في الصورة بحجم طبيعي، وعادة ما تكون الأجسام المراد تصويرها دقيقة وصغيرة كالحشرات والنباتات، ولتحقيق هذا الهدف يجب استخدام عدسة الماكرو، وهذا ما يجذبها في عالم التصوير، حيث تشدها تلك الأشياء الدقيقة التي رغم صعوبة تصويرها، إلا إنها في النهاية تلتقطها مهما كانت الظروف.
قروب فزعة
فهدفها في النهاية هو إظهار الصورة كما رصدتها عينها والتي تأخذ وقتا طويلا لتصل للصورة التي رسمها ذهنها بشكلها الجمالي.
وتعد البلوشي واحدة من الفتيات اللاتي التحقت بقروب فزعة المختص بتصوير الكثير من الفعاليات والأنشطة التي تنظم بالدولة، ويضم هذا الفريق مجموعة من المصوريين الإماراتيين من كلا الجنسين.
وعن ذلك تقول “رغم انني طالبة جامعية وفي الوقت نفسه أعمل بوظيفة حكومية وربة بيت إلا أنني بتوفيق من رب العالمين استطعت الالتحاق بهذا الفريق الذي يعمل بروح التحدي والتميز، ومعظم المشاركات التي نقوم بتغطيتها تكون بشكل تطوعي لتصوير كل الفعاليات والأنشطة الوطنية أو المهرجانات التي تقام على أرض الدولة.
وتضيف” خلال فترة وجودي مع هذا الفريق تعلمت واكتسبت الكثير من الخبرة في عالم التصوير الفوتوغرافي، فكل مصور انضم لهذه القروب له أسلوب خاص يميزه عن الآخرين، وهذا ما اكتسبته واستفدت منه طوال فترة وجودي مع قروب فزعة الذي أصبح له بصمة واضحة ومميزة في عالم التصوير”.