- إعداد – نهى حوّا
صور مثيرة أدرجت على اللائحة القصيرة لجائزة البورصة الألمانية للتصوير الفوتوغرافي أخيراً. الصور لفنانين معروفين التقطوا بعدسات كاميراتهم لحظات آسرة، سواء عن حيوانات أليفة نافقة، أو مناظر ليلية، أو نقلوا مشاعر الهذيان أو العنصرية في المدن، وقد عرضت صحيفة غارديان البريطانية، أبرز صور المجموعات المختلفة.
قدمت المصورة صوفي كالي، تصويراً رائعاً لقطها النافق، سوريس، مع نص يروي قصته: «فلورنس ضربته، وآن وضعته لينام، ثم نفق». رسالة تليفونية تتلقاها من صديق: «أنا آسف بشأن القطة. هل يمكن أن تطلبي من كميل أن يتناول بعض الخضار بطريقه، ربما الكراث أو اللفت».
مجموعة «أمي والدي قطتي، تأمل في الوفيات»، يسير على خط رفيع بين الحزن والفكاهة. والدتها بصورة زرافة محشية، ووالدها برأس كبش، وهي تستخدم الرموز بأنواعها.
وتحت سناب شوت لوالدتها، وهي تبدو شابة وتسبح في أمواج البحر، مقتطف من مذكرات امرأة، بتاريخ 1985: «لا فائدة من الاعتماد على رقة أولادي، بين لا مبالاة أنطوان الهادئة وغطرسة صوفي الأنانية!، عزائي الوحيد أنها كئيبة جداً، وسوف تزورني في قبري أكثر مما كانت تفعل في شارع بولارد»، عمل اعترافي، لكنه ليس مباشراً.
سكون
وفي مكان آخر، ضمن ترشيحات الجائزة، في صالة التصوير في لندن، نرى أعمال المصورة أويسكا فان دير مولن بمناظرها الطبيعية الغامضة، تنضح بجو مختلف تماماً، حيث الجمال المظلم والسكون المتسامي للصور باللون الفضي، تشد الناظر بقوة هدوئها. المصورة تبدو مشغولة باستحضار جوهر المكان، كما لو أنه في الليل. مشاهد للعقل، حيث أماكن مظلمة مضاءة، تبدو مثل مياه تبرق على أوراق شجر.
ثم هناك المصورة الهولندية دانا ليكسنبرغ، التي تعرض أشخاص في سلسلة «إمبريال كورتس». بدأت العمل في التصوير عام 1992، عندما ذهبت لتصوير مشروع إسكاني في حي في لوس أنجليس بعد أحداث شغب.
بعد 25 عاماً، فإن صورها المتقشفة بالأبيض والأسود، تشهد على قوة أسلوبها المكبوح. لا وجود لأي أثر للصحافة الدعائية عن الفقر والإجرام في حياة الغيتو، على الرغم من أن موضوعها عن العنصرية، موضوع اللحظة الراهنة.
وبين المرشحين للفوز بالجائزة، هناك «أوراسيا» للثنائي السويسري تايو اونوراتو ونيكو كربس، وهو عمل ينطلق من عصرنا، ويأخذ من الانطباعية. وهناك ذلك الشعور بالهذيان.
الثنائي ينطلق في رحلة ملحمية من سويسرا إلى منغوليا، طريق يمتد بلا نهاية عبر مدينة من المباني الرخامية في تركمانستان. تدفق الصور له أثر تنويمي، فيما يندمج الحقيقي بالخيالي. مبانٍ وأشخاص ومناظر طبيعية، كما في حلم.