سنبلة قمح الفنان يحيى مسّاد ملأت الوادي سنابل قمح بالمواهب الفوتوغرافية….
بقلم المصور : فريد ظفور
نستطيع تتبع العناصر الأولى لنشأة المواهب الفوتوغرافية وأثرها في تراث وأنديةوعشاق الفن الضوئي ..فخلال أعوام قليلة تطور هذا الصرح الحضاري وأضحى بمثابة أكاديمية تعليمية لفنون ومدارس وعلوم الفن الفوتوغرافي….
حيث يعتبر الفنان يحى مساد هو ربان السفينة في المواهب الفوتوغرافية وهو المايسترو الذي يقود فرقته السمفوضوئية بنجاح وقدرة عالية وحس مسؤول حيث أينعت ثماره الفوتوغرافية وأنضجت بذور ضوئية عمت أصقاع المعمورة ..
وهذا لم يأت من فراغ لأن هذا الكابتن إنسان قبل كل شيء محب لفنه ولطلابه وهو مانح عام ( زمرته الضوئية ( 0 ) زيرو معطاء ) يقدم كل مايملك من معلومات بدون إنتظار المكافأة يسعى لبناء جيلاً من المصورين ويبني غداً أفضل من الفنانين مزودين بسلاح العلم الضوئي من رياضيات وفيزياء وكمياء ..ويُعلم شتى فنون التصوير من تصوير البورتريه والطبيعة والبيئة والتراث والعمارة والآثار والتصوير المقرب … وكافة مشارب تقنيات وفنون التصوير ومدارسه الحديثة..
ومن يتعمق في ثقافات الشرق بإمتدادها الزمني الطويل سيكتشف أن معظم تراث شعوب هذه المنطقة يتمحمور حول فكرة الخلاص بسبب عوامل تاريخية متراكمة..
في ظاهرة غير مسبوقة وفي نوع من الوعي الذاتي تزايدت أعداد المهتمين بالتصوير من هواة ومحترفين ومن باحثين في الشأن الضوئي ..ومن بين سائر فنوننا أصبح للفن الضوئي وللميديا عشاقها وثورتها التي أضحى بها عصرنا عصر الصورة ..
وأضحى في كل منزل في الريف والمدينة تجد جهاز موبايل أو كاميرا ديجيتال أو جهاز حاسب ثابت ومحمول إضافة للتاب وغيرها من وسائل التقنية والحضارة ..علاوة عن وجود النت وشبكات التواصل الإجتماعي ووسائل الإتصال السريعة التي حولت العالم الى قرية صغيرة ..تعرف ماذا يجري في كل بقاع العالم لحظة بلحظة…ٍإن إيجاد قاعدة شعبية وطنية علمية وتقنية متطورة تعمل على مواجهة التحديات العلمية والتقنية الراهنة والمستقبلية والوصول الى المستوى المعرفي الضوئي المطلوب
ان الخطاب الفني يبقى خطاباً فنياً يشتمل على كل المعاني دون أن يغادر موقعه ودون أن يبدل صيغته فنطلب المغزى إيحاء والمعنى إيماء والفكرة جوهراً يستشف من الدلالة لا من غيرها ونحرص في الفن أن يكون فناً حقيقياً صادقاً سليماً ينأى عن المباشرة ويجانف التقرير ويأخذ بأكثر الأساليب عصرية وغنى وتنوعاً ويقول ذاته من خلال نسيج المشهد الضوئي نسجاًاً لونياً شاعرياً فيه الشفافية والضوء والظل والفكرة التي يهمس بها التكوين والخاطرة التي تعبر عنها مزجة الضوء اللونية بفرح غامر وثقة وطيدة
وهذا يتطلب من المواهب الفوتوغرافية ومثيلاتها حشد وتعزيز وتنمية القدرات والإمكانات العلمية والتقنية وتوجيهها نحو الأولويات والإحتياجات الوطنية لكل بلد ..كما يتطلب تطوير وتنمية النظم والبنى المؤسسية للتعليم ورصد الميزانيات لها وإدخال مادة التصوير في السنوات الأولى للتعليم وتوفير البيئة المناسبة اللازمة للإبداع والإبتكار والتطوير عند الصغار والكبار من عشاق الفن الضوئي وهو ما لايتأتى إلا من خلال خطط وطنية للعلوم والتقنية لتجسيد رؤية استراتيجة واضحة وشاملة بعيدة المدى تعمل على تحديد الأولويات وتحقيق الأستثمار الأمثل للموارد البشرية المتاحة..
ويستند إعداد هذه الخطة على جملة من الأنشطة والتعاون مع الحكومات ومع الإتحاد العربي والإتحاد الدولي للتصوير – بدءاً من التعرف على الوضع الراهن لفن التصوير فاستشراق مستقبله محلياً وعالمياً ومروراً باستنباط الغايات وانتهاءً بصياغة الأهداف ووضع البدائل والخيارات ومن ثم وضع البرامج التنفيذية والمشروعات التنموية
إنه لمن دواعي السرور والفرح أن يقدم الإنسان التهنئة لزميل بمناسبة نجاح مشروعه التنموي الفوتوغرافية فقد كان الفنان يحيى مساد أهلاً للتكريم لحرصه على إستغلال كل دقيقة من وقته في الدراسة والتدريس بفضل برامجه المنظمة – فقد كانت الكاميرا سميرته التي يلتقط فيها لحظات خالدة وكان القلم رفيق يده وجهازه المحمول وجهازه الهاتفي كلها أضحت بين يديه المبدعتين ليقدم لتلامذته كل جديد من العلم والمعرفة الضوئية..يُدون المعلومات والملاحظات ويحل المعضلات ويفك رموز وأسرار التصوير
يستيقظ مع انسحاب الظلمة واتبلاج التور فيسبق السمش في شروقها عند ترحله مع طلابه ليستمتع معهم بساعات الصباح الأولى في رياضة عقلية وفنية في رحلة قصيرة بين أحضان الطبيعة الخلابة برفقة معدات التصوير وأصدقاء المهنة ثم ينهي يومه بين جنبات العمل المخبري أو في برامج الحاسب أو عبر شبكات التواصل ..
فيا أيها الفارس الضوئي ..ها هي ثمار جهودكم تقطفونها دانية يانعة وها هو المستقبل المشرق يفتح أبوابه لكم لتدخلوا من أيها شئتم فإلى الأمام أيها الجبل الصامد وليبارك الله جهودكم ويسدد خطاكم نحو بناء جيل فوتوغرافي عربي يحمل الراية الصحيحة محافظاً على سمت بوصلتكم الضوئية..وهذه بيادركم تبشر بمواسم خير ضوئية ستنتشرفي ربوع الوطن العربي وخارجه لتنبت مواهب مبدعة خلاقة..