آلة الناي
نشأة الموسيقى وتطورها
تأليف: رضا بدير
محتوى الكتاب
قد تكون أكثر الأسئلة صعوبة بحثاً وتنقيباً عن الإجابة له، هو السؤال عن نشأة الموسيقى ويليه صعوبة السؤال عن نشأة أقدم آلة في التاريخ.
تشير بعض المعتقدات الصينية القديمة إلى ان الموسيقى نشأت قبل وجود الإنسان على الأرض فهي أولى مخلوقات الآلهة وإبداعاتها، فيما يرى آخرون أن أصل الموسيقى يعود إلى نشأة الإنسان على الأرض عندما حاول الإنسان البدائي أن يستخدم اقدم آلة موسيقية عرفها العالم وهي “حنجرة الإنسان”. ومما لا شك فيه أنه ليس ثمة تعارض كبير بين الموقفين فالإنسان عرف الموسيقى عندما أراد أن يقلد موسيقى الكون إما مقلداً أو مبدعاً.
ولما كانت الموسيقى في جوهرها تشتمل على عنصرين أساسيين أو روحين متمازجتين، أولهما: الصوت بما فيه من أنغام وطبقات مختلفة، والثاني: الزمن أي “الميزان” بما فيه تجزئة وتراكيب واتزنن فالحنجرة كانت ولا شك أول وأقدم آلة أخرجت الصوت المقصود. والأكف كانت أول ألة أخرجت أجزاء الزمن ونقرات الميزان وأنظمته. ومن هاتين الآلتين الإنسانيتين الطبيعتين تمثلت الموسيقى بعنصريها الجوهريين.. وفيهما استطاع الإنسان أن يخترع بعد ذلك الآلات الموسيقية المختلفة ويطورها.
إن الموسيقى وجدت في كل أمة ومن موسيقى السحر القديم، ولد الغناء وفن الإيقاع الموسيقي والقواعد والنظريات بعد ذلك، كما أن الموسيقى قد رافقت الإنسان على الأرض ولازمته بعد ذلك في جميع مراحل تطوره. وهذا يدعونا إلى تبني وجهة النظر التي ترقى إلى النظرية القائلة بأن البحث في تطور الآلة والسلم الموسيقي هو بحد ذاته بحث عن تطور الإبداع الإنساني.
وعلى هذا إذا عالجنا الآلات الموسيقية في بحوثنا واعتمدناها كمبحث في الوصول إلى الاطلاع الدقيق على تطور وتاريخ نشأة السلم الموسيقي ربما يحقق الغرض المقصود في إدراك الأحوال التطورية والأصول الفنية التي نبتغيها.
من قبل Fareed Zaffour.
14 أكتوبر، 2013 ·
الفنان المبدع ( رضـــــا بديــــــــــــر ) ..المسيرة الفنية ..