من هم الذين يعتبرون #الفنان إنساناً عادياً ؟ الغارقون في بحر الاعتياد الممل والرافضون للجديد والتجديد. هي حربٌ شعواء بين من يتنفّسون #الإبداع وبين من يتنفّسون #التكرار !
#مقال_اﻷسبوع #صحيفة_الرؤية #الأبعاد_الثلاثة #المنبر 7×١
#شاركوني_آرائكم
عرف التاريخ البشري أن الفنانين من أكثر فئات المجتمع إسعاداً للبشرية على مختلف حقول فنونهم وإبداعاتهم. لكن من منظورٍ آخر أرى أن الإنسان الفنان لا يشبه الإنسان العادي نهائياً! وأعني بالإنسان العادي الشخص الذي لم يقدّم لنفسه أو لمن حوله شيئاً مميزاً أو مدهشاً يوماً من الأيام، وقد يكون لم يحاول من الأساس أن يفعل.
الفنان يتميز بمناقب ومزايا تبعده عن دوائر المقارنة مع غيره، فهو مختلف من حيث التركيبة الفكرية وطبيعة التعاطي مع مستجدات الحياة، كما أنه موهوب في استخدام أدواته الإبداعية لتقديم القيم الجمالية الممتعة وصناعة الدهشة والتأثير الإيجابي في حياة الآخرين. الفنان تجده محبوباً أكثر من الإنسان العادي وعارفاً بشؤون الحياة أكثر منه، وبالتأكيد حالة السعادة لديه أكبر وأشمل لأن علاقته بذاته وفهمه لنفسه أوضح وأعمق.
هل تعتقدون أن الفنان الذي أقصده هو من يغني أو يرسم أو يمثّل أو يعزف؟ لا تكونوا بهذه المحدودية، فالفن الحقيقي صفة وليس مهنة، قد يكون الطبيب أو المهندس أو المعلّم أو الطيّار فناناً في التعامل مع تفاصيل مهنته، وقد تكون لديه مساحات إبداع فنيّ في الكتابة أو الشعر أو النحت أو غيرها، الفنان هو من يتجاوز خط «الاعتياد» الممل في تصميمه لتفاصيل أيامه وإصراره على ابتكار جماليات مدهشة حتى في أبسط الأمور، وهذا ما يجعله ويجعل من حوله سعداء أكثر.