“علي الباسط”.. فنون الحفر على القرع
حفر الآيات القرآنية على القرع المجفف، واستفاد من مختلف الأشكال الزجاجية التي وقعت بين يديه ليرسم بالرمل لوحات جسدت هواية عرّفت عن “علي الباسط” الذي احترف هذا العمل.
تعلم طرق الرسم بالمعادن وتعامل مع الخشب واختبر الرمل ما جعله مقصد محبي هذا الفن ومنهم السيد “منصور أبو بكر” الذي يمتلك مخبزاً للحلويات واستفاد من خبرة “علي الباسط” للحصول على أشكال للزينة تضيف جمالية إلى صالة العرض.
مدونة وطن “eSyria” التقت السيد “منصور أبو بكر” بتاريخ 28/10/2013 فقال: «جذبت انتباهي مجموعة من الأشكال من أعمال “علي الباسط” وكانت عبارة عن نماذج من الأعمال الفنية نفذها بمواد مختلفة منها “القرع
من أعمال علي الباسط على القرع |
المجفف” حيث استفاد من قساوتها ليطبع عليها بأدوات الحفر الفنية آيات قرآنية وجملاً معبرة، وقد لفتني إحساسه الفني واهتمامه الواضح بالجمال، وحاولت التعاون معه بعدة تجارب لأنني وبعد اغترابي في اليونان لعدة سنوات لمست الاهتمام العالمي بهذه الفنون التي تخرق المعتاد وتقدم نماذج طبيعية بالاعتماد على تكوين نباتي جميل، وقد تابعته في تصاميم الرمل وكنت قريباً منه في تجربة استخدم فيها أكواب صغيرة جميلة الشكل ليرسم بالرمل تكوينات فنية جميلة استفدت منها في تزيين صالة العرض في مخبزي، وقد طلبت منه مجموعة من الأعمال التي حفرها على نوع من الليمون كبير الحجم حيث جففتها وقام هو بمهمة الكتابة عليها بعد معالجتها فتحولت إلى لوحة فيها كثير من الإبداع، ومن بعدها لبى طلب عدد كبير من زبائن المخبز بالحفر على القرع أو الليمون أو الرمل الذي يجذب انتباه الزبائن فيطلبون التعرف عليه والاستفادة من مهارته وفنه الذي يطبعه على قطع مختلفة بإحساس صادق خارج حدود الربح والرغبة في المبيع فهو معني بإخراج قطعة تتحدث عن أنامل تعتني بالدقيق من الفنون لتكون متوافرة ضمن بلدته “بكا” أو في بلدة “القريا” حيث يقيم ورشته الخاصة».
السيد “علي الباسط” قال: «منذ
طفولتي في قريتي قرية “بكا” الواقعة إلى الجنوب من مدينة “السويداء” وفي المرحلة الابتدائية صنعت أشكالاً من مواد مختلفة واعتمدت الرسم للتعبير عن أشكال تعجبني، وجسدت بأوراق القصدير لوحات نافرة جعلتني أشارك في المعارض الفنية المدرسية، وفي مرحلة الشباب طورت تجربتي لتكون لدي فرصة لاستخدام الخط في تشكيلات وعلى مواد مختلفة، وفي “دمشق” عندما بدأت رحلة العمل تمكنت من تجربة الحفر بالمعادن وعلى المعادن، ثم التقيت فناناً دربني على استخدام الرمل، ومنذ ذلك الحين تحولت الموهبة إلى مهنة مارستها لسنوات عديدة مع مدربي في “سوق الحميدية” وأتقنت العمل وقمت بعرض أعمالي ولاقت الرواج إلى درجة أصبح ما أنتجه لا يفي بطلب السوق خاصة عندما استثمرت متجراً في أحد مطاعم “دمشق” الكبرى وكنت في كل موسم أقدم تشكيلة جديدة من زجاجات أشكلها بالرمل الملون، لكنني لم أعتمد فقط على ما بين يدي بل استفدت من خبرة وآراء المهتمين لأدخل مع الرمل الصدف والخشب وتوالف البيئة ليكون لكل مادة حضور وشكل نهائي يزين المنازل والصالات التي تعود إلى أشخاص لديهم اهتمام بهذا النوع من الفن».
وأضاف: «عملت باستخدام الكاوي ونقش الحروف والكتابة على أشكال نباتية مثل القرع والليمون بالاستفادة
من أعماله بالرمل |
من نوع القشور القاسية وهي مادة جيدة ومقاومة للزمن، وقد اختبرت هذه النباتات بطرق مختلفة وعالجتها بنوع خاص من المواد الكيماوية واللكر، لتكون قطعة جاذبة للنظر ومتميزة لتنزيل الآيات القرآنية والجمل المعبرة وفي عدة مرات طبعت عليها أسماء طلبها الزبائن، وقد عرضت هذه الأعمال من خلال أصدقاء منهم “منصور أبو بكر” ولم أتوقع أن تلاقي هذا النجاح وتابعت في تصاميم الرمل فلا فرق لدي بين عمل فني وآخر، المطلوب من وجهة نظري تشكيل فني يمتع عين الناظر ويحقق القيمة الجمالية».
وتابع: «وجدت في مداعبة الرمل متعة حقيقية وأحضرها حسب حاجتي وأشكل زجاجات وأشكال مختلفة، وكنت في مراحل سابقة أطلب من حرفي تصنيع هذه الزجاجات وكان يقدم إلي الأنواع الجميلة التي تدعم عملي وما أردت تصميمه بألوان مختلفة، في هذه الفترة وبعد افتتاح صالة للعرض في بلدة “القريا” المجاورة لقريتي ظهرت مشكلات وصعوبات النقل فبت أستفيد من كل ما يقع بين يدي من قطع، ففي هذه الفترة أنتجت بعض الأشكال بحجم صغير وأخرى بحجم كبير، كلها عكست جانباً من الحرفية التي أرغب في تطويرها ولفت الانتباه إليها خاصة أنها مطلوبة خارج المحافظة بشكل واسع».
بين عمليهما صلة تتمثل
بالفكر الجاذبة لعين الناظر كما حدثنا الفنان “معتصم مطر” في تعبيره عن موهبة “علي الباسط” وقال: «نتشاور في أفكار مختلفة لأن العلاقة بين ما ننتجه هي الميزة الفنية الجمالية وقد لاحظت من خلال متابعتي لأعماله التمسك بتفاصيل تجعل أفكاره جديدة وغير مكررة، ومنذ عرضه الأول لأعماله في بلدة “القريا” انتشرت أعماله بمواد مختلفة، ولديه فرصة كبيرة للنجاح حيث تميز في الحفر على الأشكال النباتية لكنه ومن خلال الرمل مؤهل لتقديم الأجمل والأبدع من وجهة نظري».
الجدير بالذكر أن “علي الباسط” من مواليد /1985/ قرية “بكا”، عمل لسنوات في “دمشق” ضمن اختصاصه الفني في الرمل وعاد إلى بلدته، عرف بعمله الفني من قبل المختصين ومن خلال ورشته التي افتتحها مؤخراً في بلدة “القريا”.