Omar Alzaabi Tareq Hadi Yousef Alzaabi
لنحلّق معا في عالم تحرير الصور
في عالم اليوم استوقفت اهتمامات المصور العربي واثارت دهشته العديد من الاعمال الفوتوغرافية لكبار المصورين في العالم بعد ان تابع أعمالهم ليستقر جلّ تفكيره في الطريقة التي قادت هؤلاء النخبة في التصرف التقني في فنون المعالجة الرقمية الذكية عبر برامج الفوتوشوب واللايت روم وغيرها من البرامج الاخرى المساعدة مما ذاع صيتهم عبر أعمال امتزج جمالها مابين اللقطة الجميلة عنوانا والاساليب الفنية تلك التي تم التعامل بها مع نتاجهم الضوئي الملفت للانظار اخراجا . ولكي نبحر معا في فضاء هذا العلم الممتزج مع جمالية فن التصوير الضوئي علينا ان نتوقف قليلا عند الحالتين التاليتين للوصول الى عمل فوتوغرافي ناضج في الموضوع والاخراج المتقن.
• اولهما صورة فوتوغرافية متكاملة المضامين الفنية تلتقطها العين الذكية لتخرج من رحم آلة التصوير كاملة ومتعافية .
• ثانيهما المعالجة الفنية الهادئة للصورة لكي نحررها من بعض الترسبات الطارئة تلك التي تحتاج دراسة آنية سريعة تقود ذائقة المصور الى تحديد مناطق الضعف لازالة التشوهات التي ينبغي لها ان تكون بسيطة واقول هنا بسيطة لأن المصور الناجح هو من يستطيع ان يتجنب العصف التراكمي لهذه الترسبات اثناء الشروع في التصوير لتخفيف الكاهل الزمني عند المباشرة في تعديل { تحرير} الصورة للوصول بها الى شاطيء المتلقي المتذوق حسيّا وفنيّا لكي يطلق العنان في التقييم ان كان عبر كلمات واشارات الاعجاب او خلاف ذلك .
في سؤال وجهته للفنان الزميل عمر الزعابي مدير عام شركة عكس للتصوير الضوئي وهو احد البارعين فنيا في التعامل الفني مع عماله الفوتوغرافية اجابني قائلا ــ {(( اهم محطة هي اعطاء التعديل اولوية وقت واثناء التصوير فالذهن الحاضر وقت التصوير يستطيع استيعاب شكل اللقطه النهائي بعد التعديل مما يسهل عمليه التعديل .
ثانيا الاقتناع باهميه التعديل ودوره المهم في اخراج العمل بالصوره الصحيحه فالتعديل عامل مساعد ذو اهمية كبيرة كالكاميرا والعدسه والذاكره والمصور .
اخيرا اهميه تطوير المصور من قدراته الفنيه في مجال التعديل كوننا نشهد يوميا تقنيات وفنيات تسرع و تسهل من عمليه التعديل فلا حدود للعلم في عالم التصوير الضوئي ))} ــ .
فيما افاد الزميل طارق هادي مؤسس ومالك موقع دي بي كليك لبرنامج التحكيم الالكتروني للمسابقات الفوتوغرافية ، ــ (({ المحافظه على “پاليت” أي مجموعه ألوان متناسقه، فمن أخطاء استخدام المعالجه الرقميه أنّ بعض الزملاء غَدَاْ يُضيف ألوان لا تتناسق مع مجمل الألوان ووحدة المشهد وتشكّل مجموعتي لون، وفي هذا يجب مراعاة وحدة حراره اللون إلّا أنْ تخدم مجموعتا الألوان تحرير الصورة لتعبر عن فكرة معينة تحتاج الى مثل هذا التفريق والجمع اللوني .
كما إنّ الإيغال والأسراف في استخدام أدوات التحرير ومثله التوحش في التحرير بتقنية ال HDR أفضى الى بروز نشاز بصري في أحيانٍ كثيره، وعليه لا بد من الترفق في استخدام الأدوات المتاحه في برامج التحرير الرقميه الحديثة })) ــ .
هنا لابد لي ان الفت انتباهكم زملائي الاعزاء الى العديد من وجهات النظر حول العمل في تحرير الصور.
يقول البعض انها مسألة شخصية عما اذا كانت الصورة تنال اعجابك بإخراجها النهائي ام لا، في حين يشير اخرون الى اهمية العين الفاحصة للتفريق بين صورة جيدة واخرى مميزة وكل ذلك تحدده وظيفة محرر الصور.
وبغض النظر عن المعجبين في صورة ما، يحتاج المحرر للحكم على محتواها والنظر في الزوايا الاربع وليس فقط ما ركز عليه اثناء التقاط الصور .
هنالك ثمة حالات يمكن ان تكون الصورة الملتقطة يرافقها العديد من عوامل الصعوبات لاستيعاب ما ذهب اليه صانع الصورة ( المصوّر ) اثناء مراحل التعديل وهذا الامر يعد واردا حينما يكون العمل قد عكس حدثا قد وقع في زمن محدد وهذا لايعني بالضرورة ذي صلة بمزاجيات الجمهور ورغباته المختلفة في قراءة ذلك .
كما ان هنالك احتماليات اخرى قد تدفع بالصور الفوتوغرافية ذات الطابع المعقد ان تقود المتلقي لها الى عدم الاكتراث بها لصعوبة فهم محتواها وموضوعاتها خاصة اذا تم تعامل المصور معها اثناء فترات المعالجة البرامجية بأساليب تكون بعيدة عن استيعاب المتلقي .
والاشكالية هنا لاتعني بالضرورة عمل معبر عن النشاط، لانه من المسلمات الحاضرة قد يكون غياب الموضوع الذي يقود المتلقي الى الفهم المطلق لتفاصيله تلك التي قد تكون عاملا مسببا لهذه الاشكالية .
وعليّ الاشارة ان من يقوم بتعديل صوره بواسطة البرامج المتاحة عليه تقديم صورة يتمكن الناس من مختلف الثقافات واللغات ومستوى التعليم من فهمها كاملا موضوعا وتحريرا لجوانبها الفنية والجمالية .
تقول الزميلة جنين حيدر من قسم التصوير في وكالة فرانس برس ــ (({ ان عمل من يقوم بتعديل الصور في بيئة مختلفة متطورة يوميا قد يعني ان هناك نحو 500 صورة يمكن ان تمر خلال فترة 24 ساعة عبر مكتب التحرير الرئيسي { التعديل } فيما يخص التصوير الصحفي وعلى من يقوم باختيار الاعمال عليه ان يعالج من مجموع هذه الصور عدة اعمال بطريقة فنية وذكية تناسب طبيعة المواضيع المطروحة وعلى سبيل المثال ، عندما يتم التقاط صورة في حدث مثل دورة الالعاب الاولمبية في ريو فان الوقت الذي يستغرق تحريرها اي تعديلها ومرورها بالفوتوشوب، والتعليق عليها وارسالها للمشتركين يمكن ان يكون اقل من ثلاث الى اربع دقائق.
ان سرعة التصوير وتعديل الصور ودقة المحتوى ضروريان لجميع وكالات الانباء حيث تلقيت مهارتي })) ــ .
#همسة : سيدي المصور العربي ، صورتك هوية تحمل اسمك وما عليك الا ان تحسن صناعتها ..